
Queen of buraydh
نعم اليوم يوم عرفة .. أفضل الأيام عند الله تعالى بعد يوم الحج الأكبر (العاشر من ذي الحجة) ..وهو كالوضوء والغسل ليوم النحر ؛؛ لما يكون فيه من الاستغفار والتوبة والإنابة والخضوع والتذلل والذكر والتكبير والتهليل والدعاء ..
- وفيه يدنو ربّ العزة والجلال إلى عباده .. ويباهي بأهل الموقف ملائكته ..ويعتق الله فيه من الرقاب ماشاء الله أن يعتق من النار .. ففي حديث عائشة رضي الله عنها : أنّ رسول الله صلى الله عليه وسلم قال ما: ((
من يوم أكثر من أن يعتق الله فيه عبدا من النار من يوم عرفة وإنه ليدنو ثم يباهي بهم الملائكة فيقول : ما أراد هؤلاء)) [مسلم]
- وفيه تكفّر الخطايا والسيئات لسنتين لمن لم يحرم نفسه صيامه لغير الحاج ..
وفيه أنزلت تمام النعمة .. وكمال الحنيفية .. ورضوان الإسلام .. عن طارق بن شهاب قال: قال رجل من اليهود لعمر : يا أمير المؤمنين لو أن علينا نزلت هذه الآية: ((
اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام دينا )) لا تخذنا ذلك اليوم عيدا .. فقال عمر : إني لأعلم أيّ يوم نزلت هذه الآية .. نزلت يوم عرفة في يوم جمعة . [متفق عليه].
القاريء الكريم .. ماهي إلا ساعات كأنفاس .. فاجعل أنفاسك فيه ذكرا : تهليلا وتكبيرا وتذللا وانكسارا...
******
التكبير المقيّد
قالوا يبدأ من فجر يوم عرفة .. أي من بعد الصلاة !
ليعلم أولا أنّ هذا اصطلاح حادث عند الفقهاء الحنابلة .. ولم يكن معروفا عند السلف الصالح .. وإنما هو اجتهادات من بعض الفقهاء أخذوها من أفعال الصحابة رضوان الله عليهم ..
وعليه فتحديد التكبير المقيّد من بعد صلاة الفجر إلى غروب الشمس من آخر أيام التشريق فيه من التضييق ما فيه.. وليس فيه سنّة صحيحة عن النبي ـ صلى الله عليه وسلّم .. والله تعالى إنما شرع التكبير مطقا .. فقال: ((
واذكروا الله في أيام معدودات))
وعليه ليس لازاما على المسلم بعد الفرائض أن يكبّر .. حتى أنّ البعض ليجعلون الاستغفار بعد التكبير .. والمشروع العكس !!.. والأمر أوسع من هذا بكثير
الخلاصة : تحديد بداية التكبير المقيّد ليس فيه سنّة صحيحة عن النبي صلى الله عليه وسلّم فيما أعلم .. فإن ثبت عن الصحابة ـ كما يقوله الفقهاء ـ فبه ..لكن على سعة .
تنبيه مهم
يخطيء كثير من الناس فيقطعون التكبير المطلق عند دخول الإمام يوم جمع (عيد النحر) .. والصواب والذي دلّ عليه الدليل أنّ التكبير المطلق مستمر إلى غروب شمس آخر أيام التشريق (13) .. بدليل قول النبي ـ صلى الله عليه وسلّم : ((
أيام التشريق أيام أكل وشرب وذكر لله))[مسلم]
أيضا .. كان عمر بن الخطاب يكبّر في منى في قبّته ..فيكبّر الناس بتكبيره حتى ترتجّ منى تكبيرا [البخاري معلّقا]
وفقني الله وإياكم لاستغلال هذه الأوقات المباركة .. ورزقنا الإخلاص في القول والعمل .. وجاد ـ عز وجلّ ـ علينا بمنه وكرمه بالقبول ..