السَّلامُ عليكَ يا صاحبي،
السَّلامُ على قلبكَ من أن يُكسر،
فإن كسر القلب موجع واللهِ وإن لم يُحدث صوتاً،
وأشدُّ ما في كسر القلب أعاذك الله منه،
أن لا جبيرة له!
ستبقى دومًا تتحسس هذا الشرخ الذي حدث،
مهما تظاهرتَ أن هذه الفجوة قد التأمَتْ!
السّلامُ على قلبكَ من دُنيا ليس لها أمان،
ولا يعرفُ المرءُ فيها من أي جهةٍ تأتيه الصفعة،
ولا من أي يد تأتيه الطعنة!
والسّلامُ على قلبكَ من تقلُّب الأيام على غير الوجهة التي تُحب،
السلام على قلبك من الهجران بعد الوصل فإنه موجع،
ومن النأي بعد الوصل فإنه أليم،
ومن الوحشة بعد الأنس فإنها ذميمة!
السّلام على قلبكَ ليبقى نقياً كأول لحظةٍ خلقه الله بها،
أبيضَ يسُرُّ الناظرين، ويسرُّكَ أنتَ،
لا شيء أسعد من أن ينظر المرءُ إلى قلبه،
فيجده خالياً من الحقد والحسد والكراهية ورغبة الانتقام والتشفّي!
السّلام على روحك لتبقى عُلويَّةً تحِنُّ إلى خالقها،
ولا تمرغ بلوثة الطين الأرضي!
السّلام على فِطرتكَ لتبقى سليمة،
ترى الحق حقاً وتتبعه، وترى الباطل باطلاً فتجتنبه،
أشدُّ عقوبة يُرمى بها المرءُ يا صاحبي هي فساد فطرته،
أن يستميتَ في الدفاع عن باطلٍ وهو يحسبهُ حقاً،
وأن يستميتَ في محاربة حق وهو يحسبه باطلاً!
وإني أعيذك من قول ربك: ﴿...يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا﴾
السَّلام على إيمانك ليبقى غصناً طرياً كأول مرَّةٍ،
لامست بشاشته لا إله إلا الله،
فلا تهتك عِرضاً، ولا تفضحُ سَتراً،
ولا تحقر ذنباً مهما كان!
والسلام لقلبكَ!