رشفـــــــــ النسيم البليل ـــــــات

[نسيم السحر]

^ أسال الحبر .. أم أسال الهمّ ؟!!
أما أنا فلا هذا ولا ذاك .. وأعجز ما أكون عندما أريد من الحبر أن يسيل لأحزاني ..
ذهبت أمي ـ قدّس الله روحها ـ فلم أستطع أن أعبّر عن حزني على فراقها ولو ببضع حروف أرضى عنها ..!

كم .. وكم .. ولم أستطع غير رفع الكم !!

فسبحان من لا ينضب مداده .. ولا ينتهي حرفه ..

قال الله تعالى في سورة الكهف بعد ذكر خبرهم وخبر ذي القرنين :
((قل لو كان البحر مدادا لكلمات ربي لنفد البحر قبل أن تنفد كلمات ربي ولو جئنا بمثله مددا))
وقال جلّ شأنه في سورة الروم :
((ولو أنما في الأرض من شجرة أقلام والبحر يمده من بعده سبعة أبحر ما نفدت كلمات الله إن الله عزيز حكيم ))

يقول ابن سعدي كلاما جميلا كعادته عند هذه الآية .. وفيه : (وهذا التمثيل من باب تقريب المعنى الذي لا يطاق الوصول إليه إلى الأفهام والأذهان .. وإلا فالأشجار وإن تضاعفت على ما ذكر أضعافا كثيرة .. والبحور لو امتدت بأضعاف مضاعفة ..فإنه يتصور نفادها وانقضاؤها ؛؛ لكونها مخلوقة.
وأما كلام الله تعالى ..فلا يتصور نفاده .. بل دلنا الدليل الشرعي والعقلي على أنه لا نفاد له ولا منتهى .. وكل شيء ينتهي إلا الباري وصفاته (( وأن إلى ربك المنتهى ))

ثم قال : (والله في جميع الأوقات يحكم .. ويتكلم .. ويقول .. ويفعل كيف أراد .. وإذا أراد لا مانع له من شيء من أقواله وأفعاله .. فإذا تصور العقل ذلك .. عرف أن المثل الذي ضربه الله لكلامه ؛؛ ليدرك العباد شيئا منه .. وإلا فالأمر أعظم وأجل. [تيسير الكريم الرحمن في تفسير كلام المنان: صفة 650]

[نسيم السحر]

1- إذا طلبت صلاح قلبك .. فاستعن عليه بحفظ لسانك (ابن عاصم)

2- توفيق قليل .. خير من علم كثير (ابن عيينة)

3- مابكوا لحسرةالموت .. وإنمابكوا لحسرةالفوت .. خرجوامن دار لم يتزودوا منها .. وردوا إلى دار لازاد لهم فيها (ابن السماك)

4- من لم يعرف إلاقول عالم واحد وحجته دون قول العالم الآخر وحجته .. فإنه من العوام (ابن تيمية )

5- كلّ من آثر الدنيا من أهل العلم لا بدّ أن يقول على الله غير الحق في فتواه ؛؛ لأن أحكام الربّ كثيرا ما تأتي على خلاف أغرض الناس (ابن القيّم )

[نسيم السحر]

...وتعود بنا الرحلة من جديد إلى عالم الألوان .. بعد مضي أكثر من سنة وأربعة أشهر .. في محاولة لتنشيط القسم المفضّل بالنسبة لي .. وتغذيته بالجديد والمفيد ..

بإمكانك عزيزي القاريء الاستفادة مما هناك .. إن لم يكن ذوقا وفنا .. فليكن فائدة وتلاوة !!

للانتقال لصفحة الحلقة السادسة .. بإمكانك النقر على المصغرة التالية :



والله يحفظكم ويرعاكم

[نسيم السحر]

^ إعلان مجاني !.. وبدون رسوم! .. يجعلني أطمع بالمزيد بالإعلان عن متصفح لي له أكثر من شهر الآن .. ولما ينتهي بعد .. ولن ينتهي قريبا كما ستعرف ..


تقول مياسة عفا الله عنها




^ ورقة من ورقات التوت الرائقة .. مع الشكر الجزيل لـ أختي التي أذنت لي بتصوير لوحتها في الصفحة (لوحة المآذن) .

هيبة الأذان

هو المتصفح رقم (24) لـ نسيم السحر إبيد أنه يختلف عما سبقه بـ امتداد فروعه ـ بإذن الله ـ إلى أربعة أقسام في المنتدى ..

ابتدأتها بقسم الصوتيات والمرئيات في الرابع من صفر .. وأشكر الفاضلة ورد مديني .. على حرصها على بقاء المتصفح أكثر وقت ممكن .. وكذا الأخ الفاضل الشبح الأسود .. ونلت الشرف بأن يكون أول موضوع مثبت لي في ذاك القسم .. >> له أكثر من ثلاث سنوات والآن فقط
لم ينتهي بعد ما سيكون لهذا القسم من صوتيات .. ولعل الفترة القريبة تأتي بالمزيد .. ومن يدري ربما أضع صوتي مؤذنا

ثم سأنتقل بإذن الله تعالى إلى أقسام ثلاثة (مع استمرار التحديث في القسم الأصلي) .. سأختم هذه الأقسام بقسم المجلس إن استطعت .. بطرح موضوع لا أظنه سبق طرحه في المنتديات ..

للانتقال للموضوع انقر المصغرة التالية (مع التنبيه أنه سيتم إعادة إخرج الصفحات الخارجية ؛؛ من أجل سرعة تصفح أسرع)



الليلة إن شاء الله إعلان لجهازي وموقفي معه !! (بس باقي بعض الصور كتبهير للتدوينة) فكن بالقرب ..

[نسيم السحر]

^ تراي صدقت .. !

عفوا قارئي الكريم .. ليس من عادتي أن أقص مايحصل لي من مواقف (وما أكثرها) .. ولم أخصص هذه المدونة لكثير (سواليف) .. ولم أعنونها بـ (الرشفات) إلا لغرض ذكرته مرارا .. ولا بأس إن خرجت عنه في بعض الأحيان ..!

من المواقف الكثيرة التي حصلت لي .. ماذكرته قديما في المشاركة رقم (46) عن غرق جوالي ـ المسجى الآن في أحد ادراج غرفتي ـ في كوب الزنجبيل بالليمون .. ):

وما أشبه الليلة بالبارحة فيما حصل لي قبل أيام .. لكن مع الجهاز المحمول .. وكوب آخر

أذكره هنا من أجل الفائدة التي بإمكانك الاستفادة منها .. غير زائد على ماحصل معي .. وإني مطيل بالتفاصيل ..! [ قصة حياتي]..!

بعيد صلاة الفجر بوقت لا بأس به .. تصفحت كعادتي الصباحية ما يمكنني تصفحه .. رددت على رسائل الإيميل .. بعدها طعام الإفطار في يوم شاتٍ.. ثم في الساعة الثامنة والنصف عود إلى المحمول مع كوب الحليب ..

لا أخفيكم حديثا دار في ذهني توقع لا أعلم كيف أتى .. وتساءلت وقلت في نفسي: هل تتخيل لو انسكب الكوب على الجهاز .. ماذا سيحصل* ؟!

حسنا .. أبعدت الكوب عن الجهاز .. وعن الطاولة من أساساها .. ووضعته أرضا ..

صرت بين كلّ فترة وأخرى أنحني لآخذ الكوب .. ثم أعاود التصفح .. ومع ذروة الانهماك في العمل .. نسيت حذري .. وعمي بصري .. ووضعت الكوب بجانب الجهاز .. راسا برأس ..



.. ثم حصل المحذور .. وانهدم في لحظات ... وسكبت الكوب بيدي على الجهاز في وقت كنت أريد أن أتناول قطعة الـ(USB) ..!

الكوب مازال ساخنا .. وكان انسكابه على الآتي : السماعات + الشاشة + لوحة المفاتيح + محرك الأقراص تخمّر من الحليب ..!

مباشرة حاولت أنقذ ما يمكنني أنقاذه .. بفصل الكهرباء .. لكن .. البطارية مازالت تعمل ..

مالعمل؟ .. البطارية في أسفل الجهاز .. وقلب الجهاز يؤدي إلى تسرب أكثر للحليب الطافح في لوح المفاتيح إلى السماعات .. توكلت على الله وقلبته وفصلت البطارية من جذورها .. >>

هدأ الموقف .. سكون رهيب .. صدمة .. لكن الله أنقذني سبحانه .. فألهمني ذكره وشكره .. وقلت :
الحمد لله على قضاه .. ماذا لو كان الكوب ـ مع سخونته ـ على جسدي .. والجهاز بداله جهاز ..

فعلا .. عزمت النية لشراء جهاز جديد .. ليقيني أنّ عطل الأجهزة بالسوائل يعني تكلفة قريبة من سعره جديدا ..

أثناء فترة انتظاري للمحلات أن تفتح (التاسعة صباحا) .. قمت بتنشيف ما يمكن تنشيفه من الجهاز .. وخلعت بعض القطع التي يمكن خلعها بسهولة .. وصرت .. كمن ينشّف ميتا بعد تغسيله ؛؛ ليلبسه كفنه .. !

لم أصبر .. فمازال عندي أمل بالحياة .. ويقين قوي لأول مرة أحسّ به .. ولم تكد تمضي نصف ساعة حتى قمت بإعادة الكهرباء للجهاز .. ومحاولة تشغيله من جديد .. !

قمت بالتشغيل .........حتى الآن ترقب .. انتظار .. ثانية تلو ثانية .. وظهر شعار الشركة ..

اختفى الشعار .. وبقى الأهم .. عمل النظام .. أيضا انتظار ترقب .. شخوص بصر .... مضى الوقت المعتاد لعمل النظام .. أحبطت .. ولكني مازلت أنتظر بصيص أمل .. وفي أثناء ذلك طار الأمل .. بظهور أصوات غريبة في الجهاز ودندنات شبيهة بدندنات الأطفال .. وكتابات تخبر بعطل في النظام .. وعدم إمكانية العثور عليه .. حاولت مرات .. ومرات .. لا فائدة ..

يا إلهي .. تذكرت أحد الأقراص مليء بالملفات المهمة .. والحساسة ..
مباشرة زممته متجها للسيارة .. لأنقذ الهارد وما فيه من بيانات بنقله إلى قرص آخر .. عند أحد محلات الصيانة .. وفي طريقي دخلت على أحد محال الكمبيوتر .. لأسأل عن أسعار الأجهزة الجديدة .. ثم خرجت نحو هدفي إلى محل الصيانة .. ثم مررت من عند محل آخر كبير ؛؛ لأسأل برضو عن أسعار الأجهزة .. وفي أثناء ذلك كان الجهاز مازال يأن من الألم كلما حاولت تشغيله (:

في أثناء ذلك سألت عامل الصيانة عن إمكانية نقل الهادر هل هو متوفر عندهم .. فأخبرني أن نعم .. ذلك بعد أن عزمت على شراء أحد الأجهزة ..

ناولته الميّت في يدي .. شغلته بنفسي له .. وما هي إلا لحظات حتى عمل الجهاز .. وكأنه لم يصبه بأس ..!! لا إله إلا الله .. كيف لا أدري؟!! .. والحمد لله أولا وآخرا ..

عدت للبيت .. لأبدأ أول ما أبدا بالنسخ الاحتياطي للأقراص .. وفعلا بدأت هذه العملية .. مع مشاكل في عمل الجهاز :

- الفأرة .. إذا سحبتها يمينا .. تذهب ناحية الشمال .. والعكس بالعكس ؛؛ مازلت تتألم ..!
- لوح المفاتيح . أصبحت (مجيمة) لا أدري هذا من السكر في الحليب .. أو جراءلعاب الفرحة ..!!!

ثم مضىت قرابة الساعة .. فعاد الجهاز لعلمه المعتاد .. وسكنت الحركة اللاإرادية في الفأرة .. والحمد لله من قبل ومن بعد

كلّ ذلك في صبيحة يوم .. وقبل اساعة العاشرة .. فهل أدركت بركة الصباح يامن عودت نفسك فيه النوم ؟!

وهأنذا أكتب لكم من جهازي سارق الحليب ..!
فإن انطفأ .. فإنما هي هي أمانة نطق بها ..

المستفاد من هذا الموقف .. لا تقنط ولا تيأس .. ولا تستعجل الأحكم .. تفكر أنّ هذه الأشياء وإن دقت فإنما هي بسبب ذنوب ارتكبناها .. استغفر الله .. أحمد لله .. وصدقني ستجد عاقبتها حميدة ..

عاجلا وآجلا

ولرؤية فيديو لانسكاب الحليب .. انتقل معي للصفحة العروض التابعة للرشفات ..




--------------------
(*) وفي الحديث : (( إن الله تجاوز عن أمتي ما حدثت به أنفاسها مالم تعمل أو تتكلم ))

[نسيم السحر]

^^^
^^
فهل يعني هذا (وقوع المقدور) إبطال سدّ الذرائع الموصلة للأمر المخوف ؟!
إن قلنا بنعم .. فهذا يعني إباحة جملة يصعب حصرها من المحرمات والممنوعات شرعا ..
قال الله : ((ولا تسبوا الذين يدعون من دون الله فيسبوا الله عدوا بغير علم ))
وفي الحديث المشتهر* : (ومن وقع في الشبهات كراع يرعى حول الحمى يوشك أن يواقعه)) [متفق عليه] .. واللفظ للبخاري .

ولا يخفى عليك أيها الأخ الكريم .. أنّ جلب أسباب الوقاية في الطب خير من تطلب أسباب الشفاء .. !
ولذا قالوا : درهم وقاية .. خير من قنطار علاج ..

لا بأس أيها القاريء الكريم .. لعلّي استطرد بعض الشيء

سدّ الذرائع في الشريعة الإسلامية أحد أدلة التشريع في الفقه الإسلامي (بما فيه الفقه الأكبر) عند المالكية الحنابلة .. لأدلة ليس هنا مكان بسطها وتفصيلها .. ثم المناظرة بين الأقوال فيها ؛؛ فهذا مبسوط في كتب أصول الفقه ..

فإن كنت راجعا .. فدونك كتاب (إعلام الموقعين عن ربّ العالمين) عند منتصف الجزء الثالث .. الصفحة 135وما بعدها >> من أبرز وأفضل كتب أصول الفقه
^ وفيه تسع وتسعون مثالا لسدّ الذرائع في الشريعة الإسلامية ..

وإن لم ترجع .. فدعني ألخّص لك الأمر غير مطيل فيه ..

الذرائع ثلاثة أقسام ..
قسم مجمع على سدّ بابه .. وقسم متفق على فتح بابه .. وقسم مختلف فيه :
فالأول : كـ سبّ الأصنام عند أهلها ..
والثاني: كالمنع من زراعة العنب .. من أجل ألا تتخذ مسكرا ..!!
والثالث: كثيييير ... ومنه ما تتعارض فيه مصلحة من وجه .. ومفسدة من وجه آخر .. فيغلّب فيه الجانب الأقوى ..!



حسنا .. ماذا عن الهمّ والأوهام .. ألا يوجد من البشر من يسقط المتوهم ذريعة يجبّ سدّها وإغلاقها .. حتى وإن كانت مستحيلة الوقوع .. ؟!!
ثم تراه يمنع .. ويقعد .. ويجبن ..

ههنا كلام نافع في شرح الحديث التالي : ((اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن .. والعجز والكسل .. والجبن والبخل .. وضلع الدين وغلبة الرجال)) [البخاري ومسلم] وهو بهذا اللفظ للبخاري

قال ابن القيّم : فاستعاذ من ثمانية أشياء كل اثنين منها قرينان .. فالهم والحزن قرينان وهما من آلام الروح ومعذباتها .. والفرق بينهما أن الهمّ توقع الشر في المستقبل .. والحزن التألم على حصول المكروه في الماضي .. أو فوات المحبوب .. وكلاهما تألم وعذاب يرد على الروح .. فإن تعلق بالماضي سمي حزنا .. وإن تعلق بالمستقبل سمي همّا .

والعجز والكسل قرينان .. وهما من أسباب الألم ؛؛ لأنهما يستلزمان فوات المحبوب .. فالعجز يستلزم عدم القدرة .. والكسل يستلزم عدم إرادته .. فتتألم الروح لفواته بحسب تعلقها به والتذاذها بإدراكه لو حصل .

والجبن والبخل قرينان ؛؛ لأنهما عدم النفع بالمال والبدن وهما من أسباب الألم ؛؛ لأن الجبان تفوته محبوبات ومفرحات وملذوذات عظيمة لا تنال إلا بالبذل الشجاعة .. والبخل يحول بينه دونها أيضا فهذان الخلقان من أعظم أسباب الآلام .

وضلع الدين وقهر الرجال قرينان .. وهما مؤلمان للنفس معذبان لها .. أحدهما قهر بحق وهو ضلع الدين .. والثاني قهر بباطل وهو غلبة الرجال .. وأيضا فضلع الدين قهر بسبب من العبد في الغالب .. وغلبة الرجال قهر بغير اختياره [ينظر بدائع الفوائد :2929/3]

ثمّ أختم بورقات أنصح الجميع بقراءتها .. للشيخ عبد الرحمن بن سعدي .. بعنوان : (الوسائل المفيدة للحياة السعيدة)
ولتحميل الكتاب (إلكترونيا) اتبع الإيقونة التالية:



---------------------
(*) الحديث المشتهر غير الحديث المشهور في اصطلاح المحدثين ..!

[نسيم السحر]

^^^
^^

ذاك كتاب .. وذاك كتاب .. فأي شرف ... أي مكانة للكتاب ؟..
وكيف يلتذ بأوقاته من لم يخصص من وقته جزءا ـ ولو يسيرا ـ يسمر فيه مع الكتاب (النافع) ؟!!



الأخ الكريم .. أسأل نفسك عن حالك والكتاب ؟
هل أنت ممن إذا استفتح لا يلبث حتى يستروح بكلّ ما في الكتاب ؟
أم أنت ممكن يستفتح جادا حتى إذا انتصف به الطريق شغلته الشواغل فحرّفت دفّته عن دفته الأخرى؟
أم تقلّب صفحات مطروحات ؛؛ إرهاصا لشغل كنت تنتظر البدء به ؟

ولن تخرج عن هذه الأحوال مهما أخفيت .. ألست الآن في الرشفات ؟!

وفي هذا اليوم لنا مع الكتاب وقفة .. حيث يفتتح معرض الكتاب الدولي في الرياض لعام 2010م .. وفيه أكثر من 250 ألف عنوان .. في أكثر من 650 دار نشر !!
أكل ذلك من أجل أمّة إقرأ ؟!!
وهل نحن حقا بحاجة لمثل هذا العدد الضخم من العناوين ؟

لست هنا من أجل أناقش مثل هذه المعارض وما لها وما عليها .. وإنما هي مناسبة من أجل وقفة تاريخية وأخرى تثقيفية مع القراءة تمتد لأكثر من تدوينة .. أسأل الله تعالى أن تجدوا فيها النفع والفائدة ..



سؤال : منذ متى والعرب تكتب وتقرأ ؟!
يجيب عن هذا التساؤل المفسر الأديب محمد الطاهر بن عاشور التونسي .. فيقول عند تفسيره لقوله تعالى (ألم) ما يلي:
(ولقد تقلبت أحوال العرب في القراءة والكتابة تقلبات متنوعة في العصور المختلفة .. فكانوا بادىء الأمر أهل كتابة لأنهم نزحوا إلى البلاد العربية من العراق بعد تبلبل الألسن ..
والعراق مهد القراءة والكتابة .. وقد أثبت التاريخ أن ضخم بن إرم أول من علم العرب الكتابة ووضع حروف المعجم التسعة والعشرين .. ثم إن العرب لما بادوا ( أي سكنوا البادية ) تناست القبائل البادية بطول الزمان القراءة والكتابة .. وشغلهم حالهم عن تلقي مبادىء العلوم .. فبقيت الكتابة في الحواضر كحواضر اليمن والحجاز .. ثم لما تفرقوا بعد سيل العرم نقلوا الكتابة إلى المواطن التي نزلوها فكانت طيء بنجد يعرفون القراءة والكتابة .. وهم الفرقة الوحيدة من القحطانيين ببلاد نجد ؛؛ ولذلك يقول أهل الحجاز ونجد : إن الذين وضعوا الكتابة ثلاثة نفر من بني بولان من طيء يريدون من الوضع أنهم علموها للعدنانيين بنجد .. وكان أهل الحيرة يعلمون الكتابة فالعرب بالحجاز تزعم أن الخط تعلموه عن أهل الأنبار والحيرة ... ثم قال:
ويوجد في أساطير العرب ما يقتضي أن أهل الحجاز تعلموا الكتابة من أهل مدين في جوارهم .. فقد ذكروا قصة وهي أن المحض بن جندل من أهل مدين وكان ملكا كان له ستة أبناء وهم : أبجد .. وهوز .. وحطي .. وكلمن .. وسعفص .. وقرشت .. فجعل أبناءه ملوكا على بلاد مدين وما حولها ...فكانت حروف الهجاء أسماء هؤلاء الملوك ثم ألحقوا بها : ثخذ .. وضغط ... !!...الخ [أنظر التحرير والتنوير:135/1]

سؤال آخر : ما أقدم الكتب في العالم مما هو موجود حتى الآن .. وهل له تراجم عربية ؟!

لعل الجواب يأتي في التدوينة التالية إن شاء الله ؟

[نسيم السحر]

أهلا بكم من جديد ..

لعل البعض ممن قرأ التدونية السابقة قبيل غروب شمس اليوم الماضي ( الثلاثاء) حاول أن يجد إجابة لما طرحته من تساؤل .. فراح يسأل ما يسميه البعض زورا بـ (الشيخ قوقل) .. وأنا أسميه بـ (حاطب الليل) ؛؛ لما يجلبه من معلومات ربما تكون مغلوطة أو غير معروفة المصدر .. والخطأ كلّ الخطأ فيمن يبحث عن حكم شرعي في ما يسمى بـ (الشيخ قوقل) ..!!
ذلك أنّه كما ذكرت يقمّش من غير أن يفتّش .. وينبغي أن يكون ديدن المسلم دوما التفتيش لا مجرّد التقميش فقط ..!
وهل هناك أصرح من قول الله تعالى : (( ياأيها الذين آمنوا إن جاءكم فاسق بنبإ فتبينوا أن تصيبوا قوما بجهالة فتصبحوا على ما فعلتم نادمين )) ؟

أعود ..

أقول: لعل البعض منكم بعد البحث فيما ذكر اطلع على النتيجة الآتية(*) ..



لأقول له : ربما هو صحيح .. لكني لست هذا أعني .. وليس الغرض من هذه التدوينة مجرّد سرد تاريخي اكتشافي دون اعتبارات أخرى .. وهذا ما ستعرفه فور انتهاءك من قراءة آخر حرف في هذه التدونية ..

حسنا .. إليك ما أردت الحديث عنه ..



في مجلة المنار** عن الكاتب : أنطون زكري .. جاء ما يلي :

عثر أحد الفلاحين على أوراق بردية وهو يحفر مقبرة بناحية ذراع أبي النجا بطيبة .. فباعها للعالم الأثري الفرنسي دافين الذي أذاعها سنة 1847 .. ثم قدمها هدية لدار الكتب الأهلية بباريس .. ولذلك اشتهرت بورقة باريس البردية .. وهي أقدم كتاب
في العالم ؛؛ لأنها كتبت منذ 5500 سنة .. وقد كانت كتب الأولين كلها من هذا النوع .. وهي تشتمل على 18 صحيفة مكتوبة بالخط الهراطيقي بالحبر الأحمر والأسود متضمنة نصائح ومواعظ وحكم وضعها رجلان :
الأول يدعى ( قاقمنه ) وهو وزيرالملك ( حوني ) من الأسرة الثالثة .. والثاني يدعى ( فتاح حتب ) وهو وزير الملك ( آسي ) من الأسرة الخامسة .. كتبها وله من العمر 110 سنوات اقتبسها من السلف .. وجعلها موعظة للخلف .. ولذا قال لابنه : إذا سمعت

هذه الحكم السامية عمرت طويلاً .. وبلغت أوج الكمال .. وتدرجت إلى معالي العلا والمجد .
ثم اعتنى بترجمتها من اللغة المصرية القديمة إلى الفرنسية العالمان ( شاباس دفيري ) .. وباللاتنية العالم ( لوث ) .. وبالألمانية العلامة ( بروكش باشا ) .. وبالإنكليزية الأثري المستر ( جن ) .. ومن هؤلاء نقلتها إلى العربية .
وقد وجدت هذه النصائح مكرَّرة وغير مرتبة فلخصتها واقتصرت فيها على فرائد الفوائد .
ولأهمية هذه النصائح الدَّرية .. اعتنى بها الإنكليز اعتناء عظيمًا حتى قرروها في برنامج الدراسة للأطفال فأكسبتهم المبادئ الشريفة التي أشربتها قلوبهم في الصغر فسادوا العالم وقادوا الأمم وذلك بفضل اتباعهم مناهج أجدادنا العظام التي دونوها لنا ..

وكنزوها لأجلنا .. فكان نفعها لغيرنا .. ويا حبذا لو اهتدينا إليها واقتدينا بها فنحن أحق بها ..!

نصائح قا قمنا الحكيم المصري القديم

(1) اسلك طريق الاستقامة ؛؛ لئلا ينزل عليك غضب الله .

(2) احذر أن تكون عنيدًا في الخصام .. فتستوجب عقاب الله .

(3) الابن الذي ينكر الجميل يُحزن والديه .

(4) متى كان الإنسان خبيرًا بأحوال الدنيا سهل عليه قيادة ذريته .

(5) إن قليل الأدب لبليد ومذموم .

(6) إذا دعيت إلى وليمة وقدم لك من أطايب الطعام الذي تشتهيه فلا تبادر إلى تناوله ؛؛ لئلا يعتبرك الناس شَرِهًا .. واعلم أن جرعة ماء تروي الظمأ ولقمة خبز تغذي الجسم .

(7) احفظ هذه النصائح واعمل بها تكن سعيدا ً.. ومحمودًا بين الناس .


***

أمثال فتاح حتب الحكيم المصري القديم [واخترت منها وعددها 52 ما يلي]


(20) إذا كنت عاقلاً فدَبِّر منزلك وأحب زوجتك التي هي شريكتك في حياتك .. وقم لها بالمؤونة لتحسن لك المعونة وأحضر لها الطيب .. وأدخل عليها السرور .. ولا تكن شديدًا معها إذ باللين تملك قلبها .. وقم بمطالبها الحق ( أو بالمعروف ) ليدوم
معها صفاؤك ويستمر هناؤك .

(21) لا تعجب بعلمك ؛؛ لأن العلم بحر لا يصل إلى آخره متبحرٌ مهما خاض فيه وسبح .. واعلم أن الحكمة أغلى من الزمرد ؛؛ لأن الزمرد تجده الفَعَلَة في الصخور بخلاف الحكمة فإنها نادرة الوجود .

(22) لا تترك التحلي بحلية العلم ودماثة الأخلاق .

(23) إذا كنت زعيم قوم فنفذ سلطتك المخولة لك .. وكن كاملاً في جميع أعمالك ليذكرك الخلف .. ولا تسرف في المواهب والنعم التي تقود إلى الكبرياء وتؤدي إلى الكسل .

(25) ليكن أمرك ونهيك لحسن الإدارة .. لا لإظهار الرياسة والإمارة .

(26) لا تستبد لئلا تضل .

(27) لا تكن يابسًا فتكسر ولا لينًا فتعصر .

(28) إذا شئت أن تطاع ؛؛ فسل ما يُسْتَطَاع .

(29) إذا حكمت بين الناس فاسلك طريق العدل ولا تتحيز لفريق دون آخر وإلا نسبوك للجور والعسف .

(30) إذا عفوت عمن أساء إليك فاجتنبه واجعله ينسى إساءته إليك حتى لا يذكرها مرة ثانية .

(31) بقدر الكد تُكتسَب الثروة فمن جَدَّ في طلبها أنجح الله مسعاه .

(32) اجتهد دائمًا في عملك ولا تترك فرصة اليوم للغد .. فمن جد وجد .

(35) إذا فاه أخوك بالشر فازجره لتكون خيرًا منه .

(36) اصغ لكلام غيرك فإن السكوت من ذهب .

(39) لا تخبر أحدًا بما صرَّح به لك غيرك لئلا يبغضك الناس .

(42) إذا عاشرت قومًا فاجذب قلوبهم إليك .

(43) ليكن كلامك دائمًا سديدًا مفيدًا .

(45) لا تُفرط في الكلام ولا تُصغِ إلى البذاءة ؛؛ لأنها صادرة عن التهيج والغيظ .. وإذا أسرف أحد أمامك في الكلام فأطرق رأسك إلى الأرض لترشده بذلك إلى طريق الحكمة .

(46) من يلقي بنفسه في متاعب الدنيا ويستغرق فيها كل أوقاته لا يجد لذة في حياته .

(48) إذا شئت أن تعرف طباع صديقك فلا تسأل عنه أحد .. بل استنتج ذلك بانفرادك معه في المحادثة المرة بعد المرة .. ولا تغضبه .. ومتى أخبرك عن أصل ماضيه عرفت جميع أخلاقه .. وإذا فاتحك الحديث فسايره ولا تدعه يحترس في حديثه .. وإياك أن تقاطعه في الحديث أو تزدريه .. وبهذا يمكنك أن تستطلع جميع أحواله .

(49) كن بشوشًا ما دمت حيًّا .

(50) من زرع الشقاق بين الناس عاش حزينًا لا يصحبه أحد .

(51) من طابت سريرته .. حمدت سيرته .


للاستزادة أنظر مجلّة المنار : 212/24

^ لا أعتقد أن ستجد هذه التدونية في مكان آخر غير رشفات النسيم البليل سوى مصدرها .. حاول إن شئت

وإليك صفحة متعلقة بالتدوينة .. وإن كانت تخالفها فيما هو أقدم الكتب في العالم



* ربما أعود وأخرج هذه التدوينة بطريقة أخرى خاصة ..!

أخي القاريء الكريم .. حديثي مع الكتاب لم ينتهِ بعد .. فكن بالقرب ـ يارعاك الله ـ وستجد إن شاء الله ما هو مفيد ممتع .. وإلى أن نلتقي في التدونية التالية .. كن بحفظ الله ورعايته.

------------> حواشي <-------------

(*) ما يسمى بـ إجابات قوقل فرصة لكل متعالم .. وكل من أراد أن ينصّب نفسه مفتيا وبحرا وحبرا .. فهيا لا تفوت الفرصة .. فربما تكون غدا شيخ مشايخ الشيخ قوقل ..!!

(**) مجلة المنار مجلة إسلامية أسسها الشيخ محمد رشيد رضا .. وكان صدور العدد الأول منها في 1315/10/22هـ ..واستمرت في الصدور حتى توفي الشيخ سنة 1354/5/27هـ .. ثم استمرت في الصدور وتوالى عليها رؤساء تحرير .. كالشيخ بهجت البيطار من سوريا .. ثم حسن البناء ...حتى توقفت آخر ما توقفت سنّة 1359 هـ
ويوجد الان مجلة باسم المنار الجديد ..

[نسيم السحر]

^ أما تاريخ المصاحف والقرآن الكريم .. فبإمكانك الرجوع للمجلة أعلاه .. في بحث موسع من ثلاثة أجزاء .. بعنوان (تاريخ المصاحف) : 129/10 ، 187/10 ، 260/10 مع محمد توفيق صدقي .. وموسى أفندي جارالله الروسي ..

***

ثم أهلا بكم من جديد .. لاستكمال ما بدأناه في الكلام على الكتاب ..!

عرفنا فيما سبق تاريخ الكتابة والقراء عند العرب .. فيا ترى كيف كان حالها قبيل نزول القرآن الكريم ؟!

لست بحاجة للإجابة على هكذا تساؤل .. في مكان يعلم القراء أنّ العرب كانت في تلك الفترة تعج بأمّية لم تمر بمثلها بعد المعرفة أولا .. ولم يكن حينها غير الأشعار والأنساب .. مع حافظة قوية ذاكرة .. واستمرت تلك الأمية في صدر الإسلام .. وفي ذلك يقول الحبيب ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ((إنا أمة أميّة لا نكتب ولا نحسب)) [متفق عليه] ..

ثم مازالت في رقي وازدهار مع القراءة والكتابة والتحبير مع ضعف في موادرها .. حتى إذا ازدهرت الطباعة .. وضاقت دور الكتب بالورق .. انتكست الأمّة من جديد في أميّة عجيبة .. حتى وإن قرأتْ لم تقرأ من أجل العلم .. وهل يمكن أن تكون قراءة بغير علم ؟!!

لا بأس أيها القاريء الكريم .. لعل فيما يأتي من تدوينات ما يوضح الأسطر أعلاه .. ودعني الآن أتلكم موجزا عن الدستور الإسلامي : ((إقرأ))

تخيّل معي .. وأغلق عينيك . ثم سافر بخيالك إلى هناك في أم القرى .. وتحديدا في غار حراء .. في قمة جبل هناك ..
رجل خلا بنفسه .. يدخل عليه رجل غريب بلا مقدمات .. ويقول له : إقرأ ..!!
ثم لا يزيد النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ في جواب سؤال لا يدري ماذا يراد به .. بل ومن شخص لا يدري كيف طلع له ـ بغير : (( ما أنا بقاريء))..!
لتعود المطالبة مع ضمّة اقوى : ((إقرأ)) .. ويعاد الجواب نفسه .. ثم ضمّة وإرسال .. واستفتاح بالدستور الإسلامي : (( اقرأ باسم ربك الذي خلق (*) خلق الإنسان من علق (*) اقرأ وربك الأكرم (*) الذي علم بالقلم (*) علم الإنسان ما لم يعلم ))>> رتلها بصوت مسموع .. وحرك قلبك بها وستجد أن دمعك رقراق ..

قال له إقرأ قبل أن يخبره أنه جبريل .. وقبل أن يخبره أن الله ـ تعالى ـ اختارك لخاتم رسالاته .. وقبل أن يخبره أنه ملك مرسل .. وقبل أن يوضح له أنّ هذا كلام الله تعالى .. وقبل أن يوضح له الدين .. مالذي يعنيه هذا لأمّة الإسلام ؟



يستفتح نزول القرأن من اللوح المحفوظ .. بـ إقرأ .. مع أنه يوجد فيه ((واعبدوا الله )) .. ((وأقيموا الصلاة)) ...الخ من الأوامر الربانية .. فمالذي يعنيه هذا لأمة الإسلام ؟

وليس هذا فحسب .. بل هذا ممتد إلى الآيات الأربع اللاحقة .. بذكر آلة تسطير وحفظ العلم (القلم) ..


^فهذا هو القرآن .. فكيف أنت والقرآن .. كم تحفظ منه .. وما هو وردك اليومي /الأسبوعي / الشهري / السنوي . منه ؟

هل تريد أن تذوق نعيم الآخرة وأنت تمشي في الدنيا؟! .. جرب واحفظ شيئا ولو يسيرا من القرآن الكريم ..

وستجد أخي الكريم / أختي الكريمة ـ إن شاء الله تعالى ـ في الصفحة المخصصة التالية والغير منشأة حاليا ما يعينك على حفظه بإذن الله تعالى بطرق إبداعية ..



أختم ـ وللحديث بقية ـ بأنشودة مع أنها موجهة للأشبال .. إلا أني دائما ما أترنم بها حاديا (مع شيخوختي ( .. وهي ما ستسمعه ـ وربما سمعتها مرارا ـ في نفس الصفحة السابقة ..

حفظكم الله ورعاكم

[نسيم السحر]

^^^
^^

تم ـ بحمد الله تعالى وفضلة ـ الانتهاء من الصفحة السابقة الذكر .. لتكتمل بذلك أكثر من 15 صفحة أخذت من الوقت الكثير ؛؛ لخدمة غرض واحد .. وهو إيقاظ الهمم لحفظ كتاب الله تعالى ... فـ هيا أخي .. هيا أختي : دونك كتاب الله تعالى .. لا تسوف .. وابدأ من الليلة ..

- لفائدة أكبر تم طرح أحد فروع الصفحة السابقة في قسم الصوتيات في المنتدى .. بإمكانك زيارتها من هنا .. مع الشكر الجزيل لـ الشبح الأسود بمبادرة التثبيت ؛؛ كون الغالبية العظمى من مرتادي القسم لا تبحث عن النافع المفيد .. وبالتالي قلّة القراءة وسرعة النزول إلى الزوال .. والعزاء كلّ العزاء أن الزوال يعقبه مغيب ..
لتصفح الموضوع انقر على الصورة


أيضا وتتمة للكلام السابق حول غار حراء(*) .. فيما يلي حلقة مفصلة عنه (يجري حاليا تحريرها من الموسيقى) .. وهي عبارة عن جولة للدكتور ناصر الحارثي رحمه الله وغفر له ما أقدم عليه ..



***

.

.. لا بأس أخي الكريم .. لعلي أقصر حديثي هنا حول كتاب الله العظيم .. وقد جلبت لك في المشاركة السابقة مايعينك ـ بإذن الله تعالى ـ على حفظه أو حفظ أجزاء منه
وفيما سبق قدمت لأحدى نقاشاتي وتعقيباتي السابقة في المشاركة رقم (14) بكلام جميل للأديب الأروع مصطفى صادق الرافعي(**) من هنا ..

فكيف كان بدء جمع القرآن الكريم ككتاب مقروء؟

أول ما بديء بذلك برأي من عمر ـ رضي الله عنه ـ بعدما حصل من مقتلة عظيمة في وقعة اليمامة .. يقول زيد بن ثابت : أرسل إلي أبو بكر مقتل أهل اليمامة .. وعنده عمر .. فقال أبو بكر : إن عمر أتاني فقال : إن القتل قد استحر يوم اليمامة بالناس .. وإني أخشى أن يستحر القتل بالقراء في المواطن فيذهب كثير من القرآن .. إلا أن تجمعوه .وإني لأرى أن تجمع القرآن .. قال أبو بكر قلت لعمر : كيف أفعل شيئا لم يفعله رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال عمر: هو والله خير فلم يزل عمر يراجعني فيه حتى شرح الله لذلك صدري .. ورأيت الذي رأى عمر.. قال زيد بن ثابت ـ وعمر عنده جالس لا يتكلم ـ فقال أبو بكر : إنك رجل شاب عاقل ولا نتهمك كنت تكتب الوحي لرسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ فتتبع القرآن فاجمعه فوالله لو كلفني نقل جبل من الجبال ما كان أثقل علي مما أمرني به .من جمع القرآن .. قلت : كيف تفعلان شيئا لم يفعله النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ فقال أبو بكر هو والله خير .. فلم أزل أراجعه حتى شرح الله صدري للذي شرح الله له صدر أبي بكر وعمر ف.. قمت فتتبعت القرآن أجمعه من الرقاع والأكتاف والعسب وصدور الرجال حتى وجدت من سورة التوبة آيتين مع خزيمة الأنصاري لم أجدهما مع أحد غيره ((لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم)) إلى آخرهما .. وكانت الصحف التي جمع فيها القرآن عند أبي بكر حتى توفاه الله .. ثم عند عمر حتى توفاه الله .. ثم عند حفصة بنت عمر[البخاري]


ولعلّ السبب في تكليف زيد بالمهمة لأنه الصحابي الذي شهد العرضة الأخيرة للقرآن .. وكتبها وقرأها على النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ فكان أعرف بناسخها ومنسوخها ..


ثم تم الجمع الثاني وسببه كما في البخاري : أنّ حذيفة بن اليمان قدم على عثمان .. وكان يغازي أهل الشام في فتح أرمينية وأذربيجان مع أهل العراق .. فأفزع حذيفة اختلافهم في القراءة .. فقال حذيفة لعثمان: يا أمير المؤمنين .. أدرك هذه الأمة قبل أن يختلفوا في الكتاب اختلاف اليهود والنصارى .. فأرسل عثمان إلى حفصة أن أرسلي إلينا بالمصحف ننسخها في المصاحف ثم نردها إليك....[البخاري]
فكان هذا الجمع في غاية الإتقان بلجنة مكونة من (1) زيد بن ثابت (2)وعبد الله بن الزبير (3) وسعيد بن العاص (4) وعبد الرحمن بن الحارث فأرسلت بها حفصة إلى عثمان.. وليس هذا مكان بسط عمل اللجنة في كيفية الجمع وتحريه ودقته .. والجواب عن الشبه المثارة حوله ..

فالحمد لله الذي حفظ لنا الدين .. وأتم لنا النعمة .. ورضي لنا الإسلام دينا

أخي الكريم : هذه التدونية وما سبقها ما هي إلا مقدمات لما سيأتي من تدوينات .. ثم السطر الذي سيهدم كلّ تلك التدوينات ..!!!

------------> حواشي<---------------
(*)ابن تيمية : وهو من حين نبأه الله تعالى لم يصعد بعد ذلك إلى غار حراء ولا خلفاؤه الراشدون . وقد أقام صلوات الله عليه بمكة قبل الهجرة بضع عشرة سنة ودخل مكة في عمرة القضاء وعام الفتح أقام بها قريبا من عشرين ليلة وأتاها في حجة الوداع ؛ وأقام بها أربع ليال وغار حراء قريب منه ولم يقصده [مجموع الفتاوى : 394/10] والمراد أن قصد زيارته ليست من السنة في شيء ..
(**) عارضني الأخ الكريم قلم صريح بقولي: إن الله تعالى لم يتحدّ كفار قريش بآية .. وأخبر أني مخطيء بهذا .. فكان الرد التالي >> من هنا
(***) هو الشاعر الناثر المبدع . صاحب الذوق الرفيع .. والفهم الدقيق .. الغوّاص على جواهر المعاني .. الضارب على أوتار مثالثها والمثاني [محمد رشيد رضا] .. وإن أول ما ينبغي أن يُقرأ له .. آخر كتاب أنشأه .. وحي القلم ؛؛ فهو كتاب يجمع كل خصائص الرافعي: الأدبية.. والعقلية .. والنفسية متميزة بوضوح في أسلوبه ومواضيعه ؛؛ ففيه دينه وخلقه .. وفيه شبابه وعاطفته .. وفيه سمته ووقاره .. وفيه غضبه وسخطه ..وفيه فكاهته ومرحه في مجموعة فصول .. ومقالات .. وقصص من وحي قلمه .. وفيض خاطره .. فيها روعة الأدب .. وسمو الفكر .. وجمال البيان ؛؛ كما أن فيه نظراتٍ في النفس ..والكون ..والحياة .. كما أن فيه جوانبَ عديدةً عن المرأة .. وما يُكَاد لها ..وما يثار حولها .. وما ينبغي أن تكون عليه من العفَّة والشرف .. والحجاب .. والديانة .. والصيانة .. وحسن التَّبَعُّل للزوج .. وما جرى مجرى ذلك من الأخلاق الفاضلة... [محمد سعيد العريان]

ومن درر وحي قلمه : ...ربما عابوا السمو الأدبي بأنه قليل .. ولكن الخير كذلك .. وبأنه مخالف .. ولكنّ الحقّ كذلك .. وبأنه محيّر .. ولكن الحسن كذلك .. وبأنه كثير التكاليف .. ولكنّ الحرية كذلك ..

[نسيم السحر]

^^^
^^
أهلا بكم أيها الأخوة والأخوات الأكارم زوار الرشفات ..
نعم أعلم أنّه قد طال الفاصل .. بسبب الاتجاه الجزئي إلى قسم المجلس .. والذي يشكي حاليا من المواضيع المنقولة والمنسوخة حتى من أصحاب أقلام معروفة ..
لكن ما يثلج الصدر التميّز في الردود من الجميع بدون استثناء

وهأنذا أعود لخاصتي .. ثم للقسم المحبب لدي قسم الجرافيكس .. ثم إنهاء بعض المتعلقات في المجلس .. تمهيدا للقرار المصيري في حياة نسيم السحر .. والحمد لله الذي بنعمته تتم الصالحات ..

تنبيه : الحلقة عن غار حراء مبثوثة الآن في مكانها السابق .. بعد تحريرها من الموسيقى .. وإن أردت التسهيل .. فاتبع الأيقونة التالية:



***
مازلنا في حديثنا مع الكتاب .. وسأذكر في هذه التدونية بعض اللطائف فيما يتعلّق بجمع القرآن .. وتحديدا في تحزيبه وتجزئته ..

المشهور الآن أنّ القرآن ستون حزبا .. وثلاثون جزءا .. فهل هذا التحزيب من عصر الصحابة ؟!

الجواب : لا ..

هذا تحزيب استحدث في عهد الحجاج بن يوسف .. وهو قائم على عدّ الكلمات .. لا على السور .. وهو خلاف تحزيب الصحابة ـ رضوان الله عليهم ـ للقرآن كما سيأتي بيانه :

أوس بن حذيفة الثقفي - رضي الله عنه - قال : سألت أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم كيف يُحزِّبُون القرآن ؟ قالوا : ثلاث .. وخمس .. وسبع .. وتسع .. وإحدى عشرة .. وثلاث عشرة .. وحزب المفصل وحده ..[ابو دواد - ابن ماجه -أحمد]

ومن هذا الأثر .. نعرف السبب في تفضيل الصحابة والتابعين أن لا يقرأ القرآن في أقل من سبع ليال .. بل روي حديث في ذلك كما سيأتي .. حيث كانت قراءتهم على النحو التالي:

أولا يقرأون 3 سور (الفاتحة + البقرة+ آل عمران) .. ثم 5 (النساء- الأنفال).. ثم 7 (التوبة- الحجر) .. ثم 9 (النحل - النور) .. ثم 11 (الفرقان- فاطر) .. ثم 13 (يس - الفتح) .. ثم المفصّل المعروف .. ويبدأ من الحجرات إلى آخر المصحف ..

إذن العدّة هكذا :

3 + 5 + 7 + 9 + 11 + 13 + المفصّل .. ليكون ختم المصحف في كلّ 7 ليال .. فتأمل .. واقرأ هذا الحديث :

عن عبد الله بن عمرو قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : (( اقرإ القرآن في شهر)) قلت : إني أجد قوة ..حتى قال : ((فاقرأه في سبع ولا تزد على ذلك)) [متفق عليه]

أما التحزيب الحالي .. ففيه ما فيه من قطع المعاني والقصص مما لا يخفى .. وهذا ما فصّله شيخ الإسلام في الفتاوى .. حيث ذكر أنّ التحزيب الحالي مفضول بعدّة أوجه .. وذكر منها:

الوجه الأول: أنّ هذا خلاف عادة السلف من الصحابة والتابعين .
الوجه الثاني: أن هذه التحزيبات المحدثة تتضمن دائما الوقوف على بعض الكلام المتصل بما بعده .. حتى يتضمن الوقف على المعطوف دون المعطوف عليه .. فيحصل القارئ في اليوم الثاني مبتدئا بمعطوف كقوله تعالى : (( والمحصنات من النساء إلا ما ملكت أيمانكم )) وقوله : (( ومن يقنت منكن لله ورسوله )) وأمثال ذلك .. ويتضمن الوقف على بعض القصة دون بعض - حتى كلام المتخاطبين - حتى يحصل الابتداء في اليوم الثاني بكلام المجيب كقوله تعالى : (( قال ألم أقل لك إنك لن تستطيع معي صبرا))
الوجه الثالث: أن التجزئة المحدثة لا سبيل فيها إلى التسوية بين حروف الأجزاء ...
ولتفصيل أكثر .. أنظر مجموع الفتاوى الجزء 13 / 210-212 [جمع ابن قاسم]

أختم بلطيفتين في معرفة أرقام صفحات بداية الأجزاء والأحزاب.. على الطريقة المعمول بها اليوم ..و التي بيّنا أنها مفضولة ..

كيفية معرفة رقم الصفحة لبداية الأجزاء

نطرح رقم(1) من مسمى الجزء الرقمي المراد معرفة مكانه .. ثم ضرب الناتج بـ(2) .. ثم إضافة الرقم (2) يمين الناتج ... وبالمثال يتّضح هذا المقال:

مثلا الجزء (24)

24-1 = 23 × 2 = 46 = نضيف الرقم(2) يمين الناتج .. ليكون المجموع : 462 .. وهذا هو رقم الصفحة التي يبدأ من عندها الجزء (24) وهكذا

كيفية معرفة رقم الصفحة لبداية الأحزاب

الطريقة شبيهة بالسابقة .. إلا أنها لا تحتاج عمليات ضرب .. فقط يضاف الرقم (2) يمين رقم الحزب المراد تفحصه بعد أن يتم طرح رقم واحد منه ..

مثلا: الحزب (43) :

43- 1 = 42 مع إضافة (2) .. يكون الناتج : 422 .. وهذا هو رقم صفحة ذالك الحزب ..

ولتحميل ملف (إكسيل) بالطريقتين .. مع بيان الأحزاب والأجزاء التي لا تنطبق على الطريقة .. من خلال الرابط التالي:



وإلى التدوينة التالية :

--------->حاشية<--------
* المضحك المبكي أن تكون الموسيقى ـ على فرض جوازها ـ مصاحبة لتلاوة الآيات من قبل الضيوف .. فإن سكتت الموسيقى استبدلت بالأهازيج الصوفيّة !!

[نسيم السحر]

[align=center]


زوار الرشفات :

يا مرحبا مرحبا يا مرحبا بكمُ .. يا مرحبا ذات تبذير وإسراف
وإن كانت مرحبا إكثارها سرف .. فليس إكثارها فيكم بإسراف

عليكم يا أحبتنا السلام .. وأتحفكم برحمته السلام
وبوأكم مساكن طيبات .. تحية من تبوأها سلام

فالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته ومغفرته وطيب صلواته


الأخوة الأفاضل .. الأخوات الكريمات ، أهلا بكم من جديد في الرشفات في عودة بعد انقطاع أرجو ألا تكون الأخيرة .
وعذرا في قطع السلسة السابقة (مع الكتاب) بهذه التدوينة وما بعدها قبل العودة إليها إن شاء الله .

لعلي أحدثكم عما يمكن أن يستفاد منه فيما حصل في الفترة الماضية .. والتي أعتبرها فترة مرضية إلى حدّ كبير بالنسبة لي والحمد لله أولا وآخرا ..

أما بالنسبة للنت بشكل عام فلم انقطع منه إلا أثناء السفر إلى ... في خمس ..

وبالنسبة للمنتدى فكانت فترة انقطاع تامّة لقرابة الشهرين .. حتى سجلت الدخول الأسبوع الماضي لكن بمعرّف غير نسيم*

في الأسبوع الماضي دخلت قسم الجرافيكس فوجدت مسابقة لحملة (سلامتي مسؤليتي) عند الكريمة بنت البدائع .. ولم يبقّ على انتهائها إلا سويعات .. فعنّت في رأسي فكرة المشاركة رغم طول العهد عن PHOTOSHOP
عملت ما أمكنني عمله في ذلك الوقت الضيّق ؛؛ لأخرج بنتيجة مرضية إلى حدّ ما ، ورغبة في نقاء التصويت عن أي تحيّز أو رحمة أو حتى محاباة ، سجّلت بالمعرف الجديد (ألفا) >> ويحمل من الرمزية ما يحمل .. وهو غير قولنا (alpha)

الطريف أني سجلت قبل انتهاء المسابقة بدقائق ، لكن لم يتم تفعيل العضوية بعد انتظار رسالة التفعيل في البريد لعشر ، لأضطر لكتابة المشاركة في قسم الكشاوى .. وبلغة إنقليزية ؛؛ للمبالغة في التعمية .. ولعل من رأى تلك يذكر .!

على العموم هنا التصميم المشارك بعد تعديله قليلا .. وكنت متوقع حقيقة ألا يتم التصويت له كونه يحمل شيء من الرمزية الغير مفهومة .. مع كون المشارك لا يحمل معرفا يمكن أن يتأمل في عمله من أجله !



الصور المستخدمة
http://www.success-w.com/m-burydah/of-(1).jpg

الأمر الطريف الآخر ، أنه تم التصويت له ولمرة واحدة ، لكن لم تتم النسبة للمصمم (ألفا) .. مع أني أعذره حقيقة

من هنا تم التصويت مع الشكر الجزيل

حقيقة لم أشارك من أجل الفوز(وإن تم اللمز بهذا كون المعرّف جديد ) .. وإنما من أجل المشاركة في المسابقة لا أكثر .. والتي تحمل عنوان مهم وخطير .. وبالأمس الأول فجعت بزميلي الفاضل خالد العمار(**) إثر حادث في طريق الحفر .. حفظ الله المسلمين من كلّ شرّ..

مبارك ألف مبارك للفائزين .. وحظّ أوفر لي وبقيّة المشاركين ..

***
ثمّ كررت الدخول مرة أخرى بنفس المعرّف.. لما رأيت كثرة الزوار (فوق 40 زائر***) في أحد المواضيع للكريمة الصمت الخجول .

فعمدت لمقالة مشهورة.. وجعلتها أصلا للمشاركة فقدمت لها بمقدمة تُوصل إليها .. مع الكتابة باسلوب لا يكتب فيه نسيم السحر**** من أجل التعمية ..
تكلمت في تلك المشاركة عن سمو الحبّ .. وكلّ الكلام المكتوب هناك بالتأكيد ليس من الشيخ خلا ما بين الأقواس .. وعدتهما عبارتان .. وكذا جملتان للرافعي وضعتهما بين قوسين هكذا " ... "

تبسمت طويلا عند مقالة الأخت الكريمة التالية:

اقتباس: أسمع كثيرًا عن هواية جمع الطوابع ، ولكني للمرة الأولى أرى جمع اللغات ! عذرًا ربما هو غباء ، ولكن الحقيقة أن بُن سُوَار أعطاني عزفًا لاسم عربي أصيل ! حتى توهمت بأنه كنيتك !

أحّ (:
حقيقة لم أعمد لهذا الأسلوب إلا من أجل طرد أدنى فكرة أن الذي يكتب هو نسيم مع أني أشرت لمعرفي في أثناء المشاركة .. وبالنسبة للجملة الفرنسية التي شممت منها رائحة التهكم باستعمالي لها .. فالقصد منها مع التعمية الترميز بتهكم لما وصل إليه حال شابانا اليوم .. وكأن الحبّ الحقيقي والتميز لا يتمّ إلا بـ (هاي - تشاو - سي يو ...الخ الخ ) ..
والناس في استعمال اللغة غير الأصلية أربعة أقسام .. لعلها تأتي الفرصة المناسبة لطرحها

مجمل المشاركة هناك ـ لمن لم يفهم ـ تتكلم عن الحبّ السامي ..

- نقلت الكلام إلى القرن الثاني الهجري .. وجعلته على لسان الإمام السُّريّ .. للإشارة أنّ الحبّ واحد !
ترجمته
- أشرت إلى محبة البشر للممنوع (18) وكأن الدائرتين في رقم ثمانية عدستا مكبّر يشفّ ما خلف الجدار عن يسارها (رقم واحد)
- تكلمت عن حبّ الدين والرغبة في الجنّة ونعيمها وعدم الخوف من الموت في سبيل ذاك
- عن الحب السامي بين البشر .. وكذا الحب البهيمي (بترميز شديد) .. وإشارة يسيرة لطبيعة حبّ المرأة
- ثم ختمت الكلام في ثبات الحب وهل من الأحسن الإسراف فيه قبل الدخول أو لا بالتمثيل بالكهرباء.. [اللمبة الصفاء وما يسمى بـ(النجفة)]

ومن لم يفهم .. فهي في النهاية فلسفة قد تصيب وقد تخطيء إلا في الحديث عن سمو الحبّ فلن يكون إلا بما ذكر وهو ظاهر جدا

* من تلك الإشارات ـ التي ربما لا تفهم ـ التعبير بنهر النيل (من السودان لمصر بالعكس) لماء الدماغ .. والتحكم بالشهوة للتفريق بين سمو الحبّ وسفل الحبّ ... وأشياء تتضّح بالتأمل .

* تنبيه: كنت أنوي حقيقة إثراء المشاركة بالصور المعبرة لولا الرغبة في التعمية ..

هنا نص المشاركة

بس الغريب ما حصلت على بداية تميّز مع أنّ المشاركة جديرة بالتميّز برأيي الخاص مع حداثة سنّ كاتبها! .. مع أني لا أنصحهم الآن بذلك لأني لن أدخل بعد اليوم بذاك المعرّف *****

***
تمّ سجلت الدخول هذا الصباح بالمعرّف : نسيم السحر لأول مرة منذ قرابة الشهرين .. لأجد بعض الرسائل السائلة .. فشكرا لكلّ من سأل .. وكلّ من دعا .. وجزاهم الله عني كلّ خير ..

قبل أعود لأكمل .. ههنا مشاركة وجدتها على سطح المكتب .. كنت كتبتها قبل السفر .. وحال من إدراجها مشاكل المنتدى في ظُهر ذلك اليوم ...

وأهلا بكم من جديد ..





[align=right]---------> حواشي<--------
(*) الشخص الذي يكتب خلف معرّف نسيم السحر لا يكتب في هذا المنتدى بغيره .. ولم يفعل قطّ أن سجّل دخول بغير ما ذكر أعلاه
(**) الأستاذ: خالد العمار.. أعماله تتحدث عنه .. ما نقل لبلد في مسيرته كمعلم إلا شهدت تلد الديار بعظيم أعماله من الدعوة إلى الله وإقامة الحلقات .. مع سعة علم وكثرة اطلاع وخفة روح لا يملّ المجلس منها ؛؛ فرحمه الله ورفع درجته في عليين ..
(***) ما أردي يخيّل لي أولا ، يبدو لي أنّ المنتدى فيه خلل ما
(****) لو تأملتم في كتابات نسيم السحر ـ مع ضعف ـ لوجدتم أنّ الشبه كبير بأسلوب ابن القيّم .. ولهذا سرّ
(*****) شكرا من الأعماق لمن أبدع هذه الفكرة الأخت تلميذة الحياة (فكرة التميز) .. ومن ساعد على إنجاحها من المشرفين والأعضاء .. وأبارك لمن حصدوا التميّز أولا : الكريمة : الصمت الخجول .. وكذا الأديب الكبير : بلزاك [/align][/align]

[نسيم السحر]

مرحبا بكم مرّة أخرى ..
ههنا مشاركة في موضوع الأخت تلميذة الحياة .. كنت كتبته كما أشرت قبل قليل منذ زمن .. ثم لما عدت وجدت من شروط قسم المجلس عدم رفع المواضيع بعد مضي أكثر من شهر . فكيف في موضوع له أكثر من شهرين ؟!

الموضوع من هنا

قارئة الكفّ

وههنا نصّ المشاركة :

==============
قالها ابن صيّاد :
الدخّ
فقال له النبي ـ صلى الله عليه وآله صحبه وسلّم ـ : إخسأ فلن تعدو قدرك

حقيقة أستغربت من طرح بعض الأخوة هنا .. ومن أجله كتبت وإن تأخرت (وماذا أقول الآن بعد شهرين ؟)..!

في بعض الردود هنا تجد ما يدفعك لتكمل عبارة ابن صياد بحرف (النون) مع معرفته بالمخبأ الذي خبأه النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ ,,

هنا في هذا المتصفح وجدت أنّ كمال الإيمان والتوكل منزلة عزيزة وقد رأيتهما في بعض الحروف يتدليان من أطرافها ..!

قبل البدء أنصح بكتاب (التنجيم والمنجمون) لـ عبد المجيد المشعبي .. ففيه بحث شامل لكلّ ما يخطر ببالك عن النجيم وأنواعه وأخبار الكهنة وأجناسهم .. وكذا فيه 13 شبهة للكهنة والجواب على هذه الشبه جميعها .. وكذا فيه بيان ما يعده الناس تنجيما وكهانة .. وليس كذلك ..

كما أنصح بالاستماع للمحاضرة التي سبق وطرحتها في قسم الصوتيات .. بعنوان (إلى من أسرته الأوهام) .. ويسمع تحديدا السبب السابع وهو (التضليل)[الصفحة الثالثة]

من هنا


حسنا .. ما المراد بقراءة الكف ؟



يقول الشيخ المنجّد :
من الطرق كذلك المستخدمة عند هؤلاء الدجالين والمشعوذين: قراءة الكف .. ويقولون: إن خطوط الكف هذه مرتبطة بالفلك، وأن الأصابع والنتوءات الصغيرة الموجودة على راحة اليد لَها علاقة بالكواكب.
ففي الكف أربعة خطوط:
الخط العمودي الأول: يدل على الحالة الصحية.
والخط الثاني: خط القلب.
والخط الثالث: هكذا.
والخط الرابع: خط القدر.
ثم يأتي هذا العراف أو العرافة تقول: افتح كفك .. وتقرأ لك مستقبلك.!
وعندهم قواعد قعَّدوها لهذا الفن بزعمهم فيقولون مثلاً: الدوائر ترمز إلى الفشل.. والنقط نذير مشاكل صغيرة.
ومع مرور السنين تتغير هذه الخطوط والدوائر في الكف .. فتتغير الأحداث .. ويقولون لك عن الأحداث الجديدة التي ستحدث.
ولذلك ينبغي عليك أن تذهب سنوياً لقراءة الكف على الأقل هذا عندهم في حد زعمهم.! انتهى

ثمّ إن هذه القواعد تختلف من عصر إلى عصر .. ومن بلد إلى بلد .. ومن شخص إلى شخص .. مما يدلّك على أنّ المسألة لا تعدو عن التخرص واللعب بالعقول .. و لاسيّما من النساء .. وهذا يفسّر لنا سبب كون أكثر أتباع الدجال من النساء .. !

يقزل شيخ الإسلام أحمد بن عبد الحليم في الردّ على مثل هؤلاء نقلا عن أبي نصر الفارابي :

إنك لو قلبت أوضاع المنجمين .. فجعلت مكان السعد نحسا ومكان النحس سعدا .. أو مكان الحار باردا أو مكان البارد حارا .. أو مكان المذكر مؤنثا أو مكان المؤنث مذكرا ..وحكمت : لكان حكمك من جنس أحكامهم يصيب تارة ويخطئ أخرى . [مجموع الفتاوى :182/35]

فأي مزيّة لهولاء إن لم يكن معهم الجنّ ..!
حتى الجنّ لا يعلمون الغيب سواء كان قرينا أو غيره ..

وهنا الإشكال في بعض العقول ..أنها لا تزال أبدا تعظّم هذه الإصابة ما بقيت حياة .. وتسقيها بالأحلام والأمنيات .. وبها تحصد كلّ ما يفسد تلك من الأخطاء الظاهرة..!

أما بالنسبة لإصابة قارئة الكف في أسماء الأزواج .. فلا يدلّ إلا على شيء واحد وهو التخرص .. بدليل إصابتها في بعضهنّ وكذبها في الأخريات ..!!
وهنا تأتي الفتنة والاختبار من الله عز وجلّ : (( سنستدرجهم من حيث لا يعلمون))

من هذا المعنى قصة زوج ابن مسعود رضي الله عنهما لما كانت عينها تقذف .. فذهبت إلى فلان اليهودي يرقيها فشفيت .. فقال ابن مسعود:
((فقال عبد الله إنما ذاك عمل الشيطان .. كان ينخسها بيده فإذا رقاها كف عنها إنما كان يكفيك أن تقولي كما كان رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول : (( أذهب الباس رب الناس اشف أنت الشافي لاشفاء إلا شفاؤك شفاء لايغادر سقما ))

وأعتقد أكثر أحوال الكهنة والمشعوذين كهذه الحال من معاونة الشياطين لهم.. كالدلالة على مكان المسروق .. وفكّ السحر .. والمرض والشفاء .. وفي كتب شيخ الإسلام الكثير من هذه الحيل وكشف ألاعيبها وهوانها ..

أما بالنسبة لسؤال مثل قارئة الكف هذه .. فلا يخلو السائل من أربعة أحوال :

الحالة الأولى : أن سألهم ويأخذ برأيهم .. وهذه معروف حكمها من الكفر بما ا،زل على محمّد .. والخلاف قائم في معنى الكفر هنا ..
الحالة الثانية: أن يسألهم من باب التسلية وتضييع الأوقات .. فهنا كما في النص لا تقبل له صلاة أربعين يوما .. أي لا ثواب له فيها ..
الثالثة: أن يسألهم من أجل اختبارهم ومعرفة أوضاعهم .. وهذا لا بأس به .. ومنه اختبار النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ لابن صيّاد كما قدمت .. لما أشيع أنّه هو المسيح الدجال
الرابعة : أن يسألهم ويذهب إليهم من أجل أن يفضحهم .. وهذا مطلوب .. وإن قيل بالوجوب لم يكن بعيدا .. وهو ماأرادته الأخت اللكريمة تلميذة الحياة .. نحسبها كذلك .. والله حسيبها ..

وههنا يظهر الخطأ فيمن يعمم الحكم في كلّ من سأل العرّاف أو ذهب إليه ..

أخيرا ما احسن ما قال أبو تمام في فتح عمورية عن مثل هؤلاء المنجمين ..

أين الرواية بل أين النجوم وما ... صاغوه من زخرفٍ فيها ومن كذب
تخرصاً وأحاديثاً ملفقةً ... ليست بنبع إذا عدت ولا غرب
عجائباً زعموا الأيام مجفلةً ... عنهن في صفر الأصفار أو رجبِ
وخوّفوا الناس من دهياءَ مظلمةٍ ... إذا بدا الكوكبُ الغربي ذو الذنبِ
وصيّروا الأبرُجَ العليا مُرَتَّبةً ... ما كان منقلباً أو غير منقلبِ
يقضون بالأمر عنها وهي غافلةٌ ... ما دار في فلكٍ منها وفي قطبِ
لو بينت قط أمراً قبل موقعهِ ... لم تُخْفِ ماحل بالأوثان والصلبِ

* ولما أردت معاينة المشاركة بعد نسخ ما كتبت . . تعطل المنتدى ؛؛ فلم أسطع إضافة المزيد ؛؛ لأضطر لوضعها في مستند نصي ..

==============

قبل قليل تم تحديث موضوع طرق حفظ القرآن الكريم

من هنا

ثمّ نكمل المسيرة مع الكتاب إن شاء الله تعالى

[نسيم السحر]

مرحبا بكم مرّة أخرى ...

مازال الحديث عن الكتاب .. وإن بدا للقاريء في السطور الآتية أنّ الحديث بعيد كلّ البعد عن الكتاب ..
لأقول: هذه التدوينة تدخل دخولا أوليا في هذا الباب .. وإن تقرر اختصاره إلى أقلّ بكثير مما كان يراد به من طول النفس ؛؛ لأمور خارجة عن الإرادة* ..
وهذا (أعني المناسبة) ما سيظهر جليا ـ إن شاء الله ـ في آخر حديث في هذا الباب .. أعني حديث الكتاب ..

بداية أدعوكم للعودة إلى الحلقة الثالثة من سلسلة (من أقوالهم) بتاريخ : 19-02-2010م في هذه المدونة .. وتأملوا في تلك الأقوال جيدا .. ومن ثمّ العودة لقراءة هذه التدونية ؛؛ من أجل فائدة أكبر ..

يقول الإمام أحمد .. إمام أهل السنّة : (( إذا كان عند الرجل الكتب المصنفة فيها قول رسول الله ـ صلى الله عليه وسلم ـ واختلاف الصحابة و التابعين .. فلا يجوز أن يعمل بما شاء .. ويتخير فيقضي به ويعمل به .. حتى يسأل أهل العلم ما يؤخذ به .. فيكون يعمل على أمر صحيح)) [إعلام المرقعين: 45/1]

مشكلة الكتاب أنّه يمكنه أن يسرّب للحاوية الباطنة ما لا يستطيعه أعتى شياطين الإنس على طريقة ما يسمى بـ الإيحاء** ؛؛ وذلك أنّ الغالب فيمن يقرأ الاسترسال والانسجام مع عدم البصيرة النافذة والناقدة*** ..

وإنما تتحصل فائدة القراءة المثمرة بقراءة المتفحّص والمفتش .. لا قراءة المتسرع والمقمّش ..

يقول الدكتور : عبد الكريم بكار في مصنفه النافع (50 شمعة)**** : ( حاولوا دائما أن تتفكّروا في مدى صواب ما تقرأون وما تسمعون .. قبل أن تسمحوا له بالتسرب إلى عقولكم .. أنتم تسمعون وتحفظون الكثير .. ولكن انتبهوا إلى أننا لا نريد عقولكم أن تتحوّل من عقول فارغة من المعلومات إلى عقول (ممتلئة) .. وإنما نريد أن تتحول إلى عقول (متفتّحة) تمارس الملاحظة والتحليل والنقد .. وتكشف عن العلاقات والاتباطات بين الأشياء) ا.هـ


ومن هذا المعنى ما اشتهر وانتشر : (من كان شيخه كتابه كان خطؤه أكثر من صوابه) ..

ولو غفلنا عن ما قررناه قبل قليل من التأكيد على التحليل .. لسلمنا بصحّة هذه العبارة بإطلاق .. وليس كذلك .. بل هي أقرب للصواب إذا قلنا كثر خطؤه .. لا كون الخطأ أكثر من الصواب ..
أيضا محلّ هذه العبارة في علم الرواية يختلف عنه في محلّ علم الدراية ..

وأفضل منها قول من قال: (كان العلم في صدور الرجال .. ثم انتقل إلى الكتب.. ومفاتحه بأيدي الرجال) .. !

وكذا قالوا : ( من دخل في العلم وحده .. خرج وحده ) !

وكلام أهل العلم في هذا المعنى كثير .. ويزداد خطر هذا في العلم الشرعي .. والذي تساهل الناس في أخذه من كلّ شيء .. كلّ شيء .. حتى الشيخ google *****

قال تعالى : (( ولا تقولوا لما تصف ألسنتكم الكذب هذا حلال وهذا حرام لتفتروا على الله الكذب إن الذين يفترون على الله الكذب لا يفلحون ))

إي وربي منزل القرآن .. لا يفلحون ..

تأمل في نفي الفلاح السابق واستعظمه في نفسك .. ثمّ اقرأ هذه الآية بتدبّر :

((قل إنما حرم ربي الفواحش ما ظهر منها وما بطن والإثم والبغي بغير الحق وأن تشركوا بالله ما لم ينزل به سلطانا وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون ))

فأي فلاح لِما أُخْرِج من الفواحش كلها كبيرها وصغيرها .. ثم انتزع من الإثم كلّه .. والبغي بجميع صوره .. ثمّ قرن مع أعظم المحرمات على الإطلاق .. ؟!
وكأنّ المراد .. أنّ القول على الله بغير علم هو سبب جميع الآثام والفواحش والبغي .. بل والشرك الأكبر والأصغر ..!
هل تأملتم هذا ؟

للأسف نحن في عصر أصبح الكلّ معاذَ بن جبل .. عارفا بالحلال والحرام .. يجوز له أن يفتي ويناظر ويناقش ويحلل ويحرم .. ولو لم تكتحل عينه ـ بله سمعه ـ يوما بمفاتيح الكتب .. !



وصلنا إلى مرحلة لا نجيز لأحد أن يعمل عملية قلب مفتوح إلا بجلوس راسخ عند أهل الطبّ وخبرة طويلة .. بينما نبيح لمن يفتح ادمغتنا وقلوبنا ويحشوها بما يريد وإن لم نعرف منه غير معرّفه أو اسمه .. والله المستعان ..

فإن شككتم .. فلا تبحثوا بعيدا .. وانظروا في قسم المجلس .. وتأملوا ستجدوا كثيرا ممن يحلل ويحرم .. بلا علم ولا حكمة ولا كتاب منير ..
أناس همهم تقرير الشبه في مكان لا يوجد فيه من يردّ تلك الشبه بعلم راسخ ومتمكن سوى الشجب والاستنكار ..وإن وِجِدوا لم يَجدوا الوقت الكافي لمثل تلك الأطروحات .. وللأسف مبدأ الحرية يقتضي عدم حذف أي موضوع وإن كان تقولا على الله بغير علم .. وإلى الله المشتكى ..

ومن حيل هؤلاء لتقرير شبههم ..
- الدخول في علم أصول الفقه .. ومن ثمّ تضعيف مبدأ سدّ الذائع .. وتقوية مسألة المصالح المرسلة ..

- الكلام على الاجتهاد وأنّ الخلاف مشروع لكلّ أحد أيا كان .. وجعل الخلاف دليلا على الجواز .. وكأن الإمام الشاطبي أدرك هذا قبل قرون .. عندما قال:
(ووقع فيما تقدم وتأخر من الزمان الاعتماد فى جواز الفعل على كونه مختلفا فيه بين أهل العلم .. لا بمعنى مراعاة الخلاف ... فربما وقع الإفتاء فى المسألة بالمنع .. فيقال: لم تمنع والمسألة مختلف فيها .. فيجعل الخلاف حجة فى الجواز لمجرد كونها مختلفا فيها .. لا لدليل يدل على صحة مذهب الجواز .. ولا لتقليد من هو أولى بالتقليد من القائل بالمنع .. وهو عين الخطأ على الشريعة حيث جعل ما ليس بمعتمد متعمدا ..وما ليس بحجة حجة) [الموافقات للشاطبي/136/10]>> حريّ بكلّ طالب علم ألا تخلو مكتبته من هذا الكتاب الجليل ..

رحمك الله أيها الإمام كأنّك لتنظر ما حلّ فيما تأخر من الزمان ؟

وغير ذلك مما يخرجنا عن بابنا الكلام فيه ..

لعلّ سائلا يسأل الآن : كيف يظهر أثر الاقتصار على الكتاب على صاحبه .. وما مثال ذلك ؟

لأقول: يظهر أثر ذلك بما لا يمكن الإحاطة به .. ويكفي من ذلك مثالان :

المثال الأول: الجهل بمصطلحات الحكم التكليفي لدى بعض العلماء والتي لا تتضح معانيها بغير مفاتيح الكتب .. فتجده يعرف المكروه والمباح والمندوب ...الخ .. ويحسب أنها مما أجمع عليه عند العلماء أجمع .. متقدميهم ومتأخريهم .. فينشأ عن ذلك النقل عن أهل العلم بلا علم ..
من ذلك : أنّ الإمام أحمد بن حنبل يطلق الكراهة على التحريم .. فإذا قال: أكره ذلك .. فيعني به أمنع من ذلك ..!
ثمّ يأتي صاحبنا ويقول: الإمام أحمد يبيح ربا الفضل .. فقد قرأت أنه يكرهه ..!!!

من ذلك أيضا .. أنّ بعض الأحناف يطلقون السنّة المؤكدة على معنى الوجوب .. فينشأ عن ذلك نسبة أقوال للأحناف قد برؤوا منها ..
وأقرب مثال على ذلك قول بعض الجهلة .. الأحناف لا يرون وجوب صلاة الجماعة ؛؛ فقد ذكروا في بعض كتبهم أنها سنّة .. إذن هي ليست واجبة عندهم ******

المثال الثاني: الجهل بمراد العلماء بالكلمات المشتبهة ..
وأقرب مثال لذلك .. من هذا المنتدى أنّ أحدهم نقل عن أحد الإئمة إباحة الموسيقى والغناء .. فلما رجعت لكلامه .. وإذا به يذكر خلافا في حكم الغناء وأنه يبيحه .. ويعني به ما يسمى عندنا اليوم بـ (الأناشيد) .. فحصل اللبس عند صاحبنا بسبب الاقتصار على النقل من الغير دون تفحيص وتحليل ..




بالمناسبة .. لم نعلم أنّ الحيوان منازل .. وأنّ أعلاها منزلة تلك التي تطرب للموسيقى .. وأقلها حظا تلك التي تحرّم الموسيقى .. حتى أمرت مصلحة الحيوان بحبس حُمِرٍ قد اجتمعت في نهيق مطرب .. وشهيق مرقق ..!

ليتني علمت هذا البيان قبل أن أتعب نفسي في التدوينتين (191-192) لما حررت حلقة غار حراء من الموسيقى .. في ساعات .. ثم بذلت الجهد في التحويل وتنويع الصيغ .. وفي النهاية لم يقم بتحميل الملف إلا شخص واحد ..

وهنا صورة من حسابي في rapidshare توضح عدد من قام بتحميل الملفات الثلاثة *******



لا تثريب عليك أيها الـ نسيم ولا تيأس .. ولا تقنط .. وليكن هدفك دوما هو وجه الله تعالى .. ولا تلتفت لمن شارك أو علّق أو أثنى أو حتى جامل .. فقد قدّمت في أولى تدويناتك قول الله تعالى : ((وقل اعملوا فسيرى الله عملكم...)).. وقدمت أيضا فيما قدّمت : أنّ هذه الرشفات إنما هي زاد إلى بلاد الأفراح .. حيث الأرواح غير الأرواح .. قبل أن يأتي من يهذي ويجاهر بإلحاد ويقول: لم يحن بعد أن تعود الروح للجسد في الدنيا .. ولعلّ الطب يتقدّم ويصل لهذه المرحلة ..

نعوذ بالله من الحور بعد الكور .. ونسأل الله بفضله ومنه وكرمه حسن الخاتمة ..

أيا هذا تذكّر : (( حتى إذا جاء أحدهم الموت قال ربّ ارجعون * لعلّي أعمل صالحا فيما تركت كلا إنها كلمة هو قائلها ومن ورائهم برزخ إلى يوم يبعثون))

القراء الأفاضل .. أعتذر على الإطالة ؛؛ فلكما أردت التوقف عن الكتابة .. جرّت الفكرة الفكرة .. ولم أسطع تأجيلها لحلقة أخرى ؛؛ لأني محصور بالعدد (200) ..

وإلى التدونية التالية .. وإليها حييتم وبييتم

---------->حواشي<---------------
(*) في الأيام القريبة التالية إن شاء الله سيتم حذف بعض التدوينات .. والتي أرى قلّة الفائدة فيها ؛؛ وذلك لما أنوي طرحه عند المشاركة رقم (200) في هذه المدونة .. والتي ستكون نهاية وبداية بنفس الوقت ..
(**) من العلوم المطروقة بكثرة ما يسمى بالإقناع بالإيحاء .. وللرائع د. مريد الكلاب محاضرة جميلة في هذا الباب .. ذكروني أجلبها لكم ..
(***) أقول: ومن هنا صار ضرر بعض الروايات على بعض العقول أكثر من ضرر قراءة عشرات الكتب في نفس الموضوع الذي تقرره تلك الرواية ..
(****) أذكر أنّ أخي العزيز سلمان عبد العزيز طرح عدّة حلقات من هذا الكتاب في مدونة الكوكتيل .. فلتنظر في مظانها لمسيس الحاجة إليها ..
(*****) أنظر غير مأمور بداية الحلقة الثانية من سلسلة (مع الكتاب) والكلام عن مشيخة هذا الإمام ..!
(******) وقد ردّ على مثل هذا الجاهل الكاساني الحني قبل أن يولد بقرون فقال: (....فتأويل ما ذكره في الجامع الصغير أنها واجبة بالسنة أم هي سنة مؤكدة ..وإنها في معنى الواجب على أن إطلاق اسم السنة لا ينفي الوجوب بعد قيام الدليل على وجوبها ) يعني صلاة العيدين ..
(*******) مما أذكره أني طرحت ملفا للتحميل .. ليأتي أحد الأعضاء ويقول: تم التحميل بنجاح .. لأنظر فلا أجد من قام بتحميله إلا بعد فترة من كلام ذلك العضو .. لأتساءل : مالذي يضطرنا للمجاملة في مثل هذا

[نسيم السحر]

^^^^
^^
حسنا .. لعلّ سائلا يسأل ماذا تعني بقولك فيما مضى .. يكثر الخطأ ـ فيمن كان شيخه كتابه ـ في علم الرواية لا في الدراية .. !
وللجواب عن ذلك .. سأحاول اختصار الحديث بالتمثيل بمثالين بهما يتّضح المقال السابق ..

أعني بعلم الرواية .. هو ذلك العلم الذي يؤخذ عن طريق المشافهة .. وتكون كتابته من أجل حفظه من الضياع والنسيان ..
وسأضرب لذلك ثلاثة أمثلة :

المثال الأول : علم التجويد وقراءة القرآن ..
كلنا يتّفق أنّ من اقتصر على المصحف في التلاوة من غير شيخ يسمع منه .. فإنّ اللحن سيصل به إلى إخراج المعاني إلى غير ما أريد بها .. ولو كان هذا بلغ من علم الحرف العربي وقراءته ما بلغ قبل أن يدخل في الإسلام ...

فكيف بعلم التجويد* ... والذي به تعرف أصول الترتيل وحسن الأداء .. وتأمل معي :

لو أنّ شخصا قرأ في كتب التجويد العبارة التالية :

...ويكون الإقلاب فيما إذا أتى حرف (الباء) بعد النون الساكنة والتنوين .. وذلك بقلب النون أو التنوين ميما ..

ثم أراد أن يطبّق على نحو ما قرأ .. سيقع بالخطأ ولا بدّ .. لأن الإقلاب عند علماء التجويد ليس حقيقيا .. بل جزئيا
بمعنى : أن تقلب النون ميما من غير أن تضمّ الشفتان (ضمّ جزئي) .. وهذا لا سبيل إلى معرفته إلا أن أصور نفسي وأنا أنطق .. كما أخذته ممن علّمني مشافهة ..

ونفس الكلام يقال .. في الإمالة / الروم / الإشمام / مخرج الضاد / ...الخ الخ

المثال الثاني : رواية الحديث وشرحه .. قد يحصل التصحيح المعنوي أو اللفظي بسبب القراءة دون الشيخ .. ومن ذلك ما حصل لـ محمد بن المثنى العَنَزي عندما قال: (نحن قوم لنا شرف .. نحن من عَنَزَة) يقصد القبيلة المعروفة اليوم .. قال ذلك لما قرأ حديث أنّ النبي ـ صلى الله عليه وسلّم ـ صلى إلى عَنَزة .. والمراد بالعَنَزة بالحديث حربة نصبت كسترة بين يديه صلى الله عليه وسلّم ..

ومنه تصحيف (ستّا) في حديث صيام الستّ من شوال إلى (شيئا) كما فعل الصولي ..

المثال الثالث: علم الألسن واللهجات ..

فبرأيي لا ينبغي دراسة اللغات أيا كانت بغير المشافهة والملاصقة والتكرار .. وإلا قد يحصل العلم لكن مع كثرة الأخطاء في النطق .. ولكي أزيدك قناعة لهذا الكلام .. تأمل معي :

قد اشتهر بنو تميم فيما سبق بغلة خاصة فيهم .. خالفوا فيها بقية العرب .. ووافقهم القرآن الكريم بكثير منها ..
وكحال اللغات كلها .. كان لبعض بني تميم لهجة خاصة بهم .. وهي نطق (القاف) ما بين (القاف) و(الكاف) .. ومثال ذلك البيت التالي:

ولا أكول لكدر الكوم قد نضجت *** ولا أكول لباب الدار مكفول

يعني :

أكول = أقول
لكدر = لقدر
الكوم= القوم
مكفول= مقفول

أعتقد لن تجزم بكيفية النطق السليم لمثل تلك الكلمات عندهم إلا بسماع ..

كذلك اللهجة في بعض مناطق القصيم .. يوجد من الكلمات ما لا يمكن أن تنطق النطق الصحيح بمجرّد القراءة .. ومثاله ما روي لنا أنّ شايب (يعني شايبا) وعجوزا** اجتمعا .. فجعل العجوز يشبب في عجوزه .. ويقول:

تذكرين يالهليّ يوم كنا (بزارين ) بمزرعة عمي أبو عزيّز نلعب (أم تزرعة [يقصد قرعة] ) وهو يطلع علينا أكا الـ(تسلب) من (الصندقة) و(يدبتس) ورانا .. وأنا أمسك (أيدتس) وأهج (بتس) لبيت أمّ نويّر اللي تخيط (الهدوم ).. إيييييييييه (تسنه) أمس عقبه .. والليلة عيد (جوازنا) الخمسين .. وش رايك تروحين تجيبين (تسبريت) علشان نشب الشمعة اللي بمخباتي ؟
عاد قالت العجيّز : يا حليل (يابونا) ويا حليل سوالفك .. اقول هدامي أقوم تصدق نسيت اسمك .. أنت (صدز) اسمك أبونا ؟!

يقال : إن العجوز لما استتمت قائمة .. وأرادات المشي تعثّرت بعصا زوجها .. فكان أن ......

ذكرت ما ذكرت من أجل تقرير ما أريد يضاحه .. وإلا فأنا بريدي وابن البريدي .. وكذلك كان أبي وجدي ..

ومن هذا ـ أعني علم اللغات ـ ما حصل في متصفحي القدييييم/ الجديد : أسرار التناسق اللوني .. عندما أكملت التدوينة السابقة بما أوجب التهكم على تهجئتي للكلمة الإنقليزية.. ثمّ ضمّنت ردي على الكريمة زكيّة عبد العزيز .. بحكاية على طريقة كليلة ودمنة لابن المقفّع*** .. كتبتها كيفما اتفق .. وقصدت بها التمثيل بحال ذلك الجمل بأشياء كثيرة ..

لتصفح الحكاية وقراءتها من هنا

ولا أعلم كيف وصل خبر الرشفات لدمنة عندما طلب من كليلة أن يجد الجواب في الرشفات ..
لأقول له : العقول تختلف .. وقد يكون القاريء أفضل من الكاتب في تمثيل الحكاية وإسقاطها ..

ولا بأس من ذكر شيء مما يمكن أن تنطبق عليه تلك الحكاية الموجزة الطريفة**** ..



- أنّ التعلم من الكتب لوحدها قد يؤدي بصاحبه ومن يأخذ منه كما حصل لتلك البُعران مع ذلك البعير .. من إرادة التعليم وتكون النتيجة زيادة الجهل ..
- اغترار كثير من الناس بالصور الظاهرة من الثقافات الغربيّة دون الصور الخفيّة .. كما اغترّ بعيرنا بذوات السنامين .. مع أنّه قد يحمل فوق ظهره سناما أكبر من سناميهما مجتمعين !!
- الإنسان بطبعه إذا غلا في المخلوق جعل له من الصفات ما ليس به كما يحصل بن المتحابين .. ومن ذلك صاحبنا في اعتقاده في تزاوج الإبل البختية وقد كذب ..
- الإنسان بطبعه إذا كره شيئا جعل كلّ حسن فيه قبيح .. حتى لا يكاد يبصر فيه حسنة تذكر ..


على طاري الجمل .. قرأت خبرا بالأمس مفاده :
التوصل لفك الشفرة الوراثية للجمل العربي

ذكرنا قبل قليل كتاب كليلة ودمنة .. هندي الأصل .. قبل أن يترجم للفارسيّة .. ومنها ترجم للعربيّة .. ومن هذا المنطلق ستكون التدوينة القادمة ـ إن شاء الله ـ في هذه السلسلة .. وإليها حييتم وبييتم




[align=right]------------->حواشي<--------------
(*) الصحيح أنّ علم التجويد من فروض الكفايات .. ولا يجب على كلّ مسلم بعينه ..
(**) لعلماء اللغة قولان في جواز إطلاق كلمة عجوز على الرجل من عدمها . وليس هذا مكان تفصيله .. وإنما يعنينا هنا تعليق الرافعي عليهما

إنصاف للمرأة

[align=center][/align]

^ ما رأيكم بكلام الرافعي هنا ألا يحتاج تدبر وتأمل ؟

(***) اتهم أنّه عارض القرآن في كتابه (الدّرة اليتيمة) .. وليس من المعارضة بشيء .. وإنما هو كتاب ممتع قيل إنه أيضا ترجمه .. وفي ذلك يقول الرافعي في (إعجاز القرآن) : ابن المقفّع لم يكن إلا مترجما .. وكان ينحطّ إذا كتب .. ويعلو إذا ترجم ا.هـ
(****)الطريف في اللغة هو الأمر المستحدث .. ومنه قول الأعرابي: هل وراءك طريفة خبر تطرفناه ؟[/align]