السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ...
اسمحوا لي أن أداخل في هذه النقطة تحديدا
 |
اقتباس: |
 |
|
|
|
|
|
|
|
بسمة الغد :
ولكنْ هبني شاعرة واحدة تغزّلت بجسد الرجل !! |
|
 |
|
 |
|
أختي : دعكِ من الشاعرات وتمعني في قصة نبي الله يوسف عليه السلام قال الله تعالى : ( وراودته التي هو في بيتها عن نفسه ... ) فهل راودته برأيك لتتبادل معه الحب أو انجذابا لأخلاقه ومشاعره وإنما جاء بيان سبب الانجذاب فيما بعد في قوله تعالى في شأن النسوة اللاتي أنكرن عليها : ( فلما رأينه أكبرنه وقطعن أيديهن وقلن حاش لله ماهذا بشرا إن هذا إلا ملك كريم ) أعتقد أن مارأينه هو الجسد لا الحب ولا المشاعر .
أما لماذ لم تصف الشاعرات أجساد الرجال فإن مرد ذلك هو كما قال أخي راشد عائد لعدم قبول ذلك الفعل اجتماعيا على مر العصور إضافة إلى ندرة الشاعرات التي حفظ التاريخ أشعارهن لنا مقارنة بالشعراء فلو طلب من أحدنا أن يعدد لنا شعراء الأندلس لعد عشرات الشعراء مقابل شاعرة واحدة مشهورة هي ولادة بنت المستكفي ومرد شهرتها هو تغزل ابن زيدون بها ومنافسة ابن عبدوس له في ذلك .
ولو قرأت شعر الرجال في الجوانب المعنوية للمرأة والتي - تأتي تبعا ولاحقة للجسد حسب وجهة نظرك - لوجدت منها أكثر من شعر النساء - المدون- عموما في كل الأغراض ولكنك لن تجدي هذه الأوصاف في قصائد الغزل المحضة وإنما سستجدينها مبعثرة في قصائد الأغراض الأخرى كالرثاء مثلا .
ومن ذلك ماجاء في رائية جرير التي منها :
كانَت مُكَرَّمَةَ العَشيرِ وَلَم يَكُن يُخشى غَوائِلَ أُمِّ حَزرَةَ جارُ
وَلَقَد أَراكِ كُسيتِ أَجمَلَ مَنظَرٍ وَمَعَ الجَمالِ سَكينَةٌ وَوَقارُ
وَالريحُ طَيِّبَةٌ إِذا اِستَقبَلتِها وَالعِرضُ لا دَنِسٌ وَلا خَوّارُ
ومن الشعر النبطي تبرز مرثية محمد بن فهيد في زوجته مطيرة حيث يقول :
أطلب عسى الجنة منازل مطيـرة 000 حيث أن به طبع على البيض ماصـار
مامعجبن زينه ولو هي نظيـرة 000 قصدي تنومسني الى جون خطـار
مع زينة الوافي بها زود سيـرة 000 دبرة وعرف وكل شيء بمقـدار
لاجو على هجن من ارض الجزيرة 000 تعومسوا عنهم رديين الاشـوار
ان جيت للمطبخ الى فيه نيـرة 000 تلقى الحطب عنده تقل شغل نجـار
ماهيب خطوى العلة المستديـرة 000 يحيى العتيم وطامي القدر ما فـار
يادلاك وين اللي خطاها قصيـرة 000 من جيته ماقط فاحت من الـدار
ياعنك ما يسمع نباها قصيـرة 000 ولاقط شفت الغيظ منها والاكـدار
الاومع قصرة خطاها ستيــرة 000 جينا وراحت ماسمع صوتها الجـار
وهنا يأتي السؤال المتوقع : لماذا لم ترد هذه الأوصاف المعنوية في شعر الغزل أو وردت على استحياء ؟
والإجابة عن ذلك تتجلى في قول الشاعر :
ووضع الندى في موضع السيف بالعلا مضر كوضع السيف في موضع
وفي إجابة بشأر بن برد حين قيل له كيف تقول ( ربابة ربة البيت ... ) وأنت القائل ( كأن مثار النقع ... ) قال الأولى عند رباب كقفا نبك عن من قيلت في حقه .
نعم فالرجال حينما يتغزلون يستهدفون متلقيا ذا مواصفات معينة ( النساء طبعا ) وليحركوا مشاعرهن ويؤججوا تفاعلهن يركزون على الأوصاف الحسية لأنها المؤثرة في هذا المقام من وجهة نظرهم وواقع تجربتهم . فلا أظن أن امرأة ستشعر بالسعادة والنشوة ( يعني تنزرق بالعامية ) حينما يعدد عليها الرجل أوصافا معنوية كما ستفعل ذلك لو قال لها خصرك كذا وعيناك كذا وما إلى ذلك .
في نهاية المطاف أقول نعم المرأة أكثر عاطفية من الرجل والرجل هو صاحب المبادرة حتى في التعبير عن الأمور المعنوية وهو ما يتماشى مع فطرة كل منهما .
[align=center]تحياتي للجميع :
طرفاوي[/align]