قصيدة من الروآئع ,,
كل شطر فيها كأنه قصة ,,
أكثر من 50 بيت , وكل بيت فيه من الجمال أكثر من سابقه ,,
رسالة في ليلة التنفيذ
للشاعر: هاشم الرفاعي .... رحمه الله
أبتاه ماذا قد يخطُّ بناني .... والحبلُ والجلادُ ينتظراني
هذا الكتابُ إليكَ مِنْ زَنْزانَةٍ .... مَقْرورَةٍ صَخْرِيَّةِ الجُدْرانِ
لَمْ تَبْقَ إلاَّ ليلةٌ أحْيا بِها .... وأُحِسُّ أنَّ ظـلامَها أكفاني
سَتَمُرُّ يا أبتاهُ لستُ أشكُّ في .... هـذا وتَحمِلُ بعدَها جُثماني
الليلُ مِنْ حَولي هُدوءٌ قاتِلٌ .... والذكرياتُ تَمورُ في وِجْداني
وَيَهُدُّني أَلمي فأنْشُدُ راحَتي .... في بِضْـعِ آياتٍ مِنَ القُرآنِ
والنَّفْسُ بينَ جوانِحي شفَّافةٌ .... دَبَّ الخُشوعُ بها فَهَزَّ كَياني
قَدْ عِشْتُ أُومِنُ بالإلهِ ولم أَذُقْ .... إلاَّ أخيراً لـذَّةَ الإيمـانِ
والصَّمتُ يقطعُهُ رَنينُ سَلاسِلٍ .... عَبَثَتْ بِهِـنَّ أَصابعُ السَّجَّانِ
مـا بَيْنَ آوِنةٍ تَمُرُّ وأختها .... يرنو إليَّ بمقلتيْ شيــطانِ
مِنْ كُوَّةٍ بِالبابِ يَرْقُبُ صَيْدَهُ .... وَيَعُودُ في أَمْنٍ إلى الدَّوَرَانِ
أَنا لا أُحِسُّ بِأيِّ حِقْدٍ نَحْوَهُ .... ماذا جَنَى فَتَمَسُّه أَضْغاني
هُوَ طيِّبُ الأخلاقِ مثلُكَ يا أبي .... لم يَبْدُ في ظَمَأٍ إلى العُدوانِ
لكنَّهُ إِنْ نـامَ عَنِّي لَحظةً .... ذاقَ العَيالُ مَرارةَ الحِرْمانِ
فلَـرُبَّما وهُوَ المُرَوِّعُ سحنةً .... لو كانَ مِثْلي شاعراً لَرَثاني
أوْ عادَ-مَنْ يدري- إلى أولادِهِ .... يَوماً تَذكَّرَ صُورتي فَبكاني