أعيد هاهنا بداية ملاحظاتي عن ( المديرات ) .. جاعلا منه مدخلا للعودة إلى خط الموضوع الرئيسي .. ومواصلا ومكملا في الغد بإذن الله ..
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» المديرات «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
في موضوعي هذا لن أتعرض لأسماء بعينها فمديرات المدارس أكثر من أن يحصيهن محص أو يعدهن عاد .. ولكني سأتعرض لما هو أهم برأيي , بداية من ترشيح الاشراف لهن ونهاية بما وصل إليه حال المدارس بإدارتهن !!
يحمد للاشراف حرصه ( الواضح والشديد ) على سعودة إدارات المدارس والاستغناء عن عنصر الاجنبيات اللواتي كن سابقا كثيرات كثيرات ..
ولكن .. هل وفق الاشراف بشكل ( كامل ) في مشروعه ؟!
الجواب : نعم , ولكن بشكل نسبي .. حيث نجح نجاحا باهرا وظاهرا في إحلال السعوديات محل الاجنبيات , بيد أنه أخفق ( بنسبة لا يستهان بها ) في مسألة ( اختيار الكفاءات لتلك الادارات )!!!
فالملاحظ أن كل من قدمت أوراقها أو رشحت تقبل مباشرة بدعوى الحاجة الماسة في الميدان , وفي ظل الاحجام الواضح والنقص الشديد في فئة الراغبات بمثل تلك الوظيفة القيادية !!
ولكن لنتساءل هنا :
هل هذا مبرر _ ولو كان واقعيا _ لقبول أي أحد , والزج بمسؤولية مدرسة كاملة في يد من لا تملك أدنى مقومات الادارة والقيادة؟؟؟؟؟
دخل في ميدان الادارة أصناف شتى سأعرض للحديث عنها بعد قليل , حين أفرغ من حديثي عن المفترض بالاشراف ان يفعله أثناء سيره في اتجاه السعودة ..
ثمة عقبة أمام الاشراف في مشروعه المهم وهي ما ذكرتها سابقا من قلة عدد الراغبات في الادارة , فهل تم بحث وتمحيص ودراسة المعوقات التي تقف حجر عثرة في طريق من يعشن صراعا بين الاحجام والاقدام حين يجدن في أنفسهن القدرة والكفاءة بينما لا يرين في أجواء ( ساحة التعامل داخل الاشراف أو حتى في التعاطي معه ) ما يغري بالانخراط في مثل ذلك العمل لأسباب لا تخفى على أحد !!!!!!
هل حسّن الاشراف من سمعته ومن نظرة الناس إلى موظفاته ليزيل تلك الترسبات من نفوس تلك الكفاءات فتقدم على العمل بدون خوف ولا تردد بقرار شجاع لا تخشى عواقبه؟؟؟
لم يفعل الاشراف ذلك ( وربما لا تعنيه الكفاءة بقدر ما تعنيه التبعية الخالصة والولاء التام غير المشروط له على الخير والشر ,, أقول ربما )!! ..
وحيث لم يفعل, قفز تاركا حلا ( كان يمكن أن يكون مخرجا له ) .. قفز إلى قبول ( كل من هب ودب ) لادارة المدارس غاضا البصر عن دوافع أكثرهن التي ليست الكفاءة والقدرة بالطبع من بينها!!!
وكان بإمكانه أن يلزم ( المساعدات ) وهن أكثر من الهم على القلب وطوابير انتظار طلبات التقديم على تلك الوظيفة أكثر وأكثر !!!
كان بإمكانه أن يلزمهن بالقيام بأعباء الادارة مع ( تسهيلات وحوافز مغرية ) تقدم لهن ليقدمن على الامر برضا وطيب خاطر , فيتولين مهمة الادارة و ويتركن الوكالة لمتدربات جديدات يلحقن كذلك بعد أن يشتد عودهن بإدارات المدارس الجديدة المستحدثة في السنوات القادمة ... وهكذا..
في جميع الدول لا يتولى المناصب الادارية الا من تدرج بخبرته سنوات وسنوات في العمل الاداري أو درسه وتخصص فيه وأبدع الا لدينا .. تقفز المعلمة المستجدة من القرية النائية ولمّا تغبر يداها بعد من الطباشير ومسح السبورة تقفز إلى كرسي الادارة من غير ما يخولها ويؤهلها لذلك المنصب!!
وبسبب ذلك زادت المشاكل واتسعت الهوة والفجوة بين المديرات الجديدات والمساعدات المخضرمات كما نسمع عنها في كثير من المدارس ولدى الاشراف نفسه سجل حافل بمثل تلك الدعاوى ,, وذلك طبيعي جدا فالمساعدة تملك الخبرة والدراية الادارية ولا تملك صلاحية اتخاذ القرار بوجود المديرة , بينما المديرة تملك صلاحية اتخاذ القرار ولا تملك الدراية والخبرة ,, وحين لا تتوافقان أو لا تتنازل المديرة للمساعدة في تولي مسؤولية اتخاذ القرارات متجاهلة خبرتها وحنكتها , وطالبة لاثبات ذاتها في الميدان , أو حين تسعى المساعدة لاظهار ذاتها على حساب المديرة مبرزة جوانب القصور في شريكتها في العمل , حينها تقوم الحرب !!!! وتكثر الضحايا في زوايا المدرسة!!!!
هذا ما يخص الحل الأول .. أي أن تغرى المساعدات القادرات لتولي الادارة ..
أما في حال تعذر العمل بهذا الحل من قبل الاشراف فقد كان بإمكانهم تدارك الوضع وإمساك العصا من المنتصف فلا ضرر ولا ضرار , فبمجرد ما يتحقق ويتأكد للقائمات على المقابلة الشخصية وجود بعض سمات الكفاءة والقدرة لدى المرشحة المتقدمة , تخضع بعد ذلك وقبل انخراطها في العمل لدورات تدريبية متخصصة مكثفة في فن الادارة وأساليبها ومتطلباتها وكيفية امتلاك أدواتها من قدرة على التأثير على الآخرين وامتلاك قلوبهم وزيادة منسوب الدافعية للعمل لديهم , فضلا عن تدريبها وإكسابها أساليب ومقومات التعامل الانساني بمعناه الكبير ..
وذلك بدلا من الزج بهن في معمعة ومسؤوليات الادارة وهن لا يملكن أي ( زاد ) يعينهن على القيام بأعباء الوظيفة , أو حتى يحمي ( من تحت أيديهن من طالبات وموظفات ) من سوء إدارتهن وانعدام خبرتهن !!
لا أعني ولا أزعم هنا أن الخبرة هي كل شيء.. فلو كان الحال كذلك لما عانت منسوبات الميدان من ويلات تعامل ( بعض) من زاد منسوب خبرتهن وزاد معه مستوى تسلطهن وتجبرهن على من تحت ايديهن !!!!
لكني أود أن أؤكد على أن( التدريب والدورات المكثفة المتخصصة ) مهمة جدا ومطلوبة للجميع بلا استثناء !!
الحاصل والواقع أن الاشراف لم يفعل الخطوة الاولى ولم يتدارك كذلك في الثانية .. فما الذي حدث؟؟
دخلت في ميدان الادارة أصناف شتى من المديرات منهن :
1/ الهاربات من لظى التدريس دون كفاءة إدارية.
2/ طالبات النقل اللواتي سئمن الانتظار والتردد على القرى النائية فوجدن في الادارة ملاذا لهن وحلا لمعاناتهن! من غير ما يوجب إثبات قدرة أو نجاح في ذلك الميدان !
3/ طالبات ( التشخيص ) و ( الترزز ) من غير مؤهل يدعم قدراتهن !
4/ صاحبات النزعات غير الطبيعية من حب للسيطرة والهيمنة وفرض للرأي وقمع للآخرين بقوة المنصب لا قوة المنطق أو صحة المنهج !! وقد وجدن الادارة مرتعا خصبا لتنفيس تلك العقد النفسية على من دونهن !!
5/ ذوات الشخصية التبعية التي لا تملك قولا ولا فعلا ولا تعرف حقا ولا باطلا . بل نهجها الاتباع والتقليد فحسب !!
6/ الجديرات المستحقات القادرات .. رغم قلة أعدادهن مقارنة بما سبق من نماذج.
شغلت هؤلاء المناصب الادارية في المدارس .. فمالذي ترتب على ذلك؟؟؟
لكم أن تستنتجوا ( حال وأوضاع موظفات وطالبات ) كل مدرسة تولت إدارتها إحدى أولئك على ضوء (سمات وأهداف ) كل شخصية سبقت الاشارة اليها!!!!
بعد تحليل الحدث وتبيان أسبابه ونتائجه في الميدان , أعرض الآن إلى تصوير بعض ( اللقطات ) من واقع كثير من مدارسنا ..
«®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®» صور ناطقة «®°·.¸.•°°·.¸¸.•°°·.¸.•°®»
سأوافيكم بها في الغد إن شاء الله.. انتظروني ..