,
,
قُبيل مُنتصف السنوات الجامعية الـ 48 شهراً ,,
هبطتْ على مركز الدِماغ فكرة تجديد غُرفتي ..!
فالنفس تملْ ,,, والعين تُحب كُل ما هو جديد
لوني المُفضل هو المشمش,, هكذا أردتُ جدارن الغُرفة...
ولأن الأذاوق تختلف.. فهو غير مُفضل لدى أبي الغالي ...
- جدار برتقالي..! بدال جدار أبيض ... شلون يابنتي ؟!!!! - هكذا قال -
لـ أتعثر بأول حِوار لايأتي حسب أهوائي
فـ إقناع كِبار السن يحتاج مجهود.. وكيد كامل الدسم,, وشيئاً من التّحايل..!
أنا أُريد وأنت تُريد... والله يفعل ما يُريد ..
هكذا تمتمت... حينما قتل رغبتي ذلك الرجُل (المُصبغ) ...!!!!
فليس ذنبي أنّه لا يُفرّق بين اللون الوردي واللون المشمشي
حسناً... الدُنيـا دار عبور ,,
رضيتُ بـ الجدار الوردي.. على الواقع الوردي.... علّ أحلامي تكون وردية ,,!
كُل يوم رجلٌ جديد يدوس بلاط غُرفتي .. حتى أغتظت..!
غُرفتي... رفيقتي مُذ عَرفت الحياة.. أليس لي الحق أن أغار عليها..؟
هُنا السرير..هُنا التسريحة..هُنا الأبجورة.. هُنا المرايآ
المهم هٌنا المكتبة.. وفوقها الاستريو..
وتركتُ جانب الأريكة المُعنَّبة مكان لِـ الدروع وصناديق الهدايا.. بـ وردها المُجفف!
لـ قلوب سكنتْ قلبي ثم رحلتْ..
وجزءٌ كبير من تفاصليها لايزال يسكنْ الذاكرة ,,
انتهتْ مراسم التأثيث,, بآخر هدية يتلقاها مسكني الجديد..!
مَفرش بـ مُربعات صغيرة.. صفراء.. مشمشية.. توتية,,
باسم الله ولجنا، وباسم الله خرجنا، وعلى الله ربنا توكلنا،
وبعدما اكتملتْ الغرفة بـِ تسطيح المفرش على السرير..
أقفلتُ الباب وقد علَّقتُ على يده ورقة كُتب عليها:
[.. لا أريد أن أتزوج ..]
لِـ أسمع ضحكاتْ العائلة خلف الباب
الآن وبعد مُرور 6 سنوات على تلك العِبارة ..
هل ستتغير رغبتي بفعل الزمن...؟
أم بفعلي أنا ..؟
بالتأكيد,, أنها بأمراً من الله ...
المُهم أني استمتعتُ بغرفتي كثـيراً
عدة أمتار قليلة..تقع في الزاوية الشمالية الغربية من المنزل,سميتُها الغُرفة المَلاذ
فـ 6سنوات..مٌدة كافية لِـ أن تسترضيني بـ حنانها وهدوئِها ورائِحتُها الفرولية,
كافية لِـ أن تمسح دمعتي تلك المخدات المرنة..
فلا تقسو على رأسي المُثقل آحزآناً ,, ولا تجرحها بكلمة عارضة..!
حتى افراحي استقبلتها.. كطفلٌ مجتهد.. مسرور بهدية التفوق ..
احتضنتْ بشماعتها عباءة تخرُجي مع قُبعتها ....
كما احتضنت بين أدراجها مُذكرات حاضر العالم الاسلامي
وأوراقاً مُدبسة من براهين فيثاغورس,, وأُخرى لـ إسحاق نيوتن ..!
ايضاً احتفظت بـ الرسائل الشفوية.. وساعدتني على اتخاذ القرار الأخير..
فهي الرفيقة التي لا أرى كمثلها.. لم تتركني بعيداً ..
وحالما أتركها,تحتفظ بكل اشيائي..وتحفظ لي كرامتي وأسراري,,حتى أعود لها مُشتاقة
* نعم,, هُناك الكثير من الجمادات نستطيع أن نرفع قيمتها إلى أكثر من جماد..!
,
,