[align=center]استمتعت كثيراً بزيارة بعيدة لموطن ذلك المخرج المسرحي ..
واستمتعت أكثر عندما يجمع الإنسان بين خبرة مهنية وملخص عمر مديد ..
يتجلى ذلك بظهور شعرات بيضاء على فروة رأس هذا الفنان ..
وهذه الشعرات البيضاء تخبرك أن هناك شيئاً مر عليها ، فكيف تستجر الحديث
لتأخذ أكبر قدر من التجارب ..
دخلنا في زنازين مواضيع كثيرة وفتحنا ملفات عديدة ..
وصدمت في النهاية عندما قال لي وهو يخفض صوته
ليشكل تقاطيع وجهه كأنه سيبدأ بمشهد درامي .
شوف يا أبني بضرب لك مثال :
هل تعلم أن التوقيت اللي بالإشارات
لا يستحقها المواطن .
؟
قلت : لماذا ؟
يا ابني ليس عندنا أدناة اهتمام أو تنظيم أو تفكير بمسالة الوقت
بمعنى أن المواطن لم يأتيه هذا الشيء من جراء
ضغوط ثقافية أو اجتماعية أجبرت من يهمه الأمر
لوضع هذا التوقيت إرضاء له ..
؟
؟
لذلك هناك أمور تطويرية تعطى وتبذل
والفرد اللذي يشكل مجموعة من الناس وهم بالنهاية مرآة المجتمع
لا يفقهون ولن يستفيدوا من هذا التطور لأنهم لا يملكون الأدوات اللازمة
لتطوير أنفسهم
وليس عندهم قواعد أساسية ينطلقون منها ..
قلت
أليس من بيده الأمر هو المسئول عن التشكيل
الثقافي للفرد وهو يمثل دور الأب مع أبنائه ..
وهل قام الأب بدوره الصحيح ؟
قال دعنا نأخذ مثالاً كم عمر اكبر الدول تطوراً ؟
وكم عمر هذه الأرض التي تعيشها ؟
قارن بين التطور هنا وهناك ..
ولا تنسى عمرك القصير بهذه النهضة القائمة ..
إذن
بالنهاية
يبقى أن دور الفرد ليس استثنائيا
بل
رئيسياً لأنه هو المسئول عن نفسه
حتى لو وضع الأب له جميع الإمكانيات وهيئ له الأجواء
فمن الممكن أن يشكل نفسه مع هذه الإمكانات
وقد يكون هامشياً لأنه لم يحدد ما يريد ..
فهمت ؟؟؟
قلت :
فهمت وأنا أحس أني دخلت معه بدوامة .
فعدل جلسته واسترخى لأنه سيقول كلاماً ختامياً :
طيب
بمعنى أن هذا التوقيت اللي في الإشارة
شيء بسيط ومضحك في نفس الوقت !!
فاسترخيت في جلستي لأحسسه أني فهمت :
نعم
مضحك ..
إنتهت جلستنا
ولم ينتهي تفكيري ؟
[/align]