من يحاسـب الخدمـة المدنيّة ؟!
د. عبدالله الطويرقي
معاناة المعلمات التي بدأت مع وزارة الخدمة المدنية السبت الماضي من الطبيعي ألا تمرّ مرور الكرام.. فتشويت العشرات ممن انتظرن سنوات وظيفة معلمة بسبب نظام الكتروني خائب فرضه جهابذة الخدمة المدنية على عباد الله، وكأننا مجتمع معلوماتي كاليابان او السويد مسألة يجب ان نتوقف عندها لمحاسبة الخدمة المدنية، وبلغة ومنطق معيارها الالكتروني .. الله يرحم الحال..
بلغني بعد مقالة الأمس ان جهاز الخدمة المدنية يحقق – وهذه أشك فيها - فى تلاعبات حصلت فى التسجيل الالكتروني عبر موقع الخدمة، بعد اكتشاف حالات عديدة لمتقدمات تحايلن بعفوية او بسوء طوية او لا هذا ولا ذاك على إدخال بياناتهن كخريجات للعام 27 ، بينما هن خريجات 28.. وشيء كهذا ، فى مجتمع أمّي الكترونيا - بما فيه منسوبو الخدمة المدنية طبعا - والخريجون والخريجات يكابدن ضنك طوابير التعيين الطويلة لأعوام فى الوظيفة الحكومية فى ظل ظروف اقتصادية قاسية ، اقول هذا متوقع .. وكان من الطبيعي على خبراء الخدمة المدنية ، ومن وقت مبكّر التحقّق من نظامية اوراق كل متقدم/ متقدمة ، بدلا من الانتظار لما بعد الإعلان عن اسماء المرشحين/ المرشحات، وحدوث ما حدث من فوضى وقلق وخوف بين مستحقات الوظيفة نظاميا..ما الذي جعل فعلا الإخوة فى الخدمة المدنية المغامرة اصلا بحقوق مواطنين/ موطنات، وظيفية ظلوا ينتظرونها لسنوات ودونما ادنى حد من التحوّطات لكل تلك التلاعبات التي من الطبيعي ان تكون فى اذهان خبراء الخدمة المدنية فى مجتمع جاهل إلكترونيا ويعاني غيابا كاملا للأجسام التشريعيّة والضوابط الأخلاقية الكترونيا.؟! فعلا ليس مفهوما تعامل الخدمة المدنية اللا مبالي إن صح القول مع مصدر رزق انتظره الآلاف من محتاجي الوظيفة الحكومية لسنوات، إلاّ إذا كانت المسألة تجريبا مرمطة من نوع جديد لمحتاجي الوظيفة العامة يضاف لفنون التشويت والتلاعب النفسي والعصبي المزمنة والتي يجيدها متنفّذو الخدمة المدنية فى فروع المناطق وفى إدارة الترشيح والتعيين بالوزارة العظيمة !!
وطبيعي ان تضع الوزارة خلْق الله تحت رحمة نظام الكتروني تعس وخدمة موقع رديء ومتخلّف جدا فى إمكاناته تفاعليا واحتماليات اختراقه من هاكرز واردة ، ناهيك عن شغل الوساطات والتحديث المتعمّد من داخل خبراء الخدمة المدنية تحت بند خدمات المجاملات واللف والدوران وشغل المحسوبيات المزمن فى الجهاز الرئيس وأفرعه المريضة فى تعاملها البشري المتدنّي والفساد الإداري واستغلال معظم مديري عموم الجهاز لمناصبهم وقتما وكيفما ارادوا وبلا حسيب او رقيب.. جهاز كالخدمة المدنية بحاجة، كما قلت ، لإعادة هيكلة تنظيميا وبريسترويكا لا تبقي ولا تذر من موظفين مزمنين يعملون البدع فى المواطنين تتكوّم لديهم كل السلطات الثلاث، وممارسة مجلس الشورى دوره الرقابي والتشريعي الحقيقي ومراجعة كل صغيرة وكبيرة فى آليات واداء وتأهيل ونظام الخدمة الفاشل وطرح البديل امام الحكومة لوضع حد لصرف الدولة على جهاز ميّت خلقة ولا يرتجى منه إلا الإساءة للدولة بكل ما في الكلمة من معنى.
http://www.tr-te.com/ter/articles.ph...on=show&id=256
,