[align=center]عبدالله الوشمي
أولا وقبل كل شيء افتقدنا لنصوصك الرائعة منذ فترة طويلة وقد كنا باشتياق لقلمك
ثانيا نأتي للنص
فقد قرأته لعدة مرات وفي كل مرة أزداد إعجابا و أجد فيه شيئا جديدا كأني لأول مرة أقرأه
وأسمح لي هنا أن أظهر بعض الجماليات التي وجدتها دون إطالة
.............................
كيف بك تقتحمين أحلامي
ولا تستأذني
كيف تحتلين قلبا رقيقاً
ولا ترحمي
تشعلين نارا من الشوق تتأجج
وتحرقين عينا من دمعها تغرق
ولا تكتفي
هنا وبصرف النظر عن المعاني الجميلة والراقية
عبرت عنها بجمل تميزت بقصرها إلا أنها وافية المعاني
أقول قد أعجبني في هذا المقطع التسلسل العجيب في الإنتقال بين الجمل
كما أدهشني أيضا ذلك التناغم الموسيقي في الكلمات
يا لخوفي من جبروت هذا العشق
وفتنة كبلتني بقيود الرِق
هنا وجدتك استاذا في ترجمة العشق بأن رادفته بالجبروت والطغيان وفي ذلك لا أعتقد أنه قد سبقك أحدا لذلك
ثم وأمام ذلك الجبروت الذي أنت خفت منه عبرت عن لقبك المحبب إليك بطريقة غير مباشرة تفاديا لتكرار ذلك في نصوصك السابقة على ما أعتقد ، حيث قلت في المقطع الثاني بأنك تخشى أن تكبلك ( تأسرك ) محبوبتك بقيود الرق لذلك العشق ، وقد يجلب لك ذلك الحزن ربما
تسكرني نظرة من طرف عينيك
لأهيم وحدي في عالمها الغامض
ولا أبه بعدها ما قد تجنيه علي
هنا ومن فرط هيامك تدخل حالة اللاوعي لمجرد نظرة من طرف العين ، وجدتك في هذه الجملة قد وصلت في حبك هام السحب ، بعدها أين تذهب بكل حواسك ؟
تذهب تاركا عالمك الواقعي لتهيم في عالم العيون بحثا عن أسرارا ترغب كشفها ، أتراك تبحث عن مدى عشقها لك ؟ هذا ما تبادر لي من معنى .
حسنا أيها الأسير ، الا تخشى من عواقب ذلك الهيام ..؟
وجدتك هنا أنك بمجرد تأمل عينيها وانتقالك لحالة الهيام فيها
لا تخشى بعد ذلك ما قد تجنية عليك تلك النظرة
فقد همت حتى أخمص قدميك في عشق تلك العيون
لا أفيق من سكرتي تلك
إلا عندما أترنم بصوتك العذب
يشنف مسامعي بأعذب لحن سمعته
ومتى ستعود لعالمك الواقعي من حالة اللاوعي تلك لتظل مع من تحب
لا شيء من الممكن أن يشغلك عنها إلا هي حينما تكلمك
ولكن ، ماذا قالت لك ..؟
مناديتي باسم لطالما نوديت به
وكأني الآن لأول مرة أسمعه
هنا أنت تجاوزت حدود الإبداع كيف تظل طيلة عمرك تسمع أسمك يتردد على أفواه الناس منهم الذكور ومنهم الإناث
منهم الصغار ومنهم الكبار
ولكن ، حينما تنطق به هي يكون له وقع خاص ومميز في مسمعك وكأنك لم تسمعه من قبل
مبالغة في قمة الجمال
أخشى أن تعود لي غيبوبتي
حينما تلامس كفيك يدي
وأشعر بدفئهما في ليلة باردة
هنا وجدت يا سيدي حالة في قمة الرومانسية الرائعة عبرت عنها في جملة زادها جمالا بساطتها
حسنا الآن نريد منك أن تصف لنا تلك الفاتنة بجملة قصيرة
يا لك من فاتنة للأبصار ..
بل .. سالبة للألباب
هذا ما كنت أتكلم عنه حول مقدرتك وسيطرتك على التسلسل المنطقي لنصوصك مما أكسبها جمالا اخاذاً
فمن سلب قلبك وصل إليه عبر بصرك
فقد فهمت من هذا المقطع بأن قلبك هام عشقا في محبوبك من النظرة الأولى
فلا يساويها بعد ذلك أحدا منزلة في قلبك
وماذا عنك أنت ..؟
وأنا بك هائم عاشق مسحور مفتون
قولي ما شئت
أفعلي ما أردت
فأنا بين يديك مسلوب الإرادة
ها أنت يا أسير الأحزان تعود وتسلمها زمام أمورك بكل طواعية ، لتبلغها بذلك بأنك منحتها أغلى ما لديك ولم تستكثره عليها تعبيرا بليغا عن مدى حبك وعشقك وهيامك بها
أسير الأحزان
دمت بهذا الإبداع والتميز ، نص فاخر وراقي
سلمت يداك ودامت لك أحاسيسك المرهفة
أرجو أن تكون قرائتي لنصك قد راقت لك كما أرجو أن تعذر لي تقصيري
تحياتي [/align]