هلا ومرحباً بأخي ( الوزير ) معـزبـنا وعساك ما تكلفت إن شاء الله ، لقد أخجلتم تواضعي باستضافتكم لي فـعساك على القوة …
ـ يا أخي الوزير حرام عليك ارفق علينا بارك الله فيك ، فأحـد موصيك على ( السعودي ) ما هذه الأسئلة الدسمة التي وضعتها على سفرة الضيافة ألم تعلم أن الدسم يزيد من نسبة الكلسترول في الدم ، فيجب عليك أن تعذرني إن تركت بعضاً مما وضعت على سفرة الضيافة دون أكلها ( الإجابة عليها ) لكي لا أصاب أيضاً بالتخمة … فأنا مقبل على عشاء خفيف عند أخي ( عصي الدمع )
أما بالنسبة لسؤالك / أنتم تواجهون نوعيات من الطلبة .. هل التعامل بالشرح مع الطلاب سواسية أو توجه الشرح للطالب الفاهم والمؤدب ..بشي من الأهمية .. وللطلاب الآخرين شرح أقل منهم ..
يجب أن تعلم أخي أن الطلاب فيما بينهم يوجد فروق فردية ، ويجب على المعلم أن يعرف ذلك جيداً ويتخد الطريقة السليمة والناجحة
- الطريقة الناجحة هي التي تؤدي إلى الغاية المقصودة ، في أقل وقت ، وبأيسر جهد يبذله المعلم والمتعلم ، وهي التي تثير اهتمام التلاميذ وميولهم ، وتحفزهم على العمل الإيجابي والنشاط الذاتي ، والمشاركة الفعالة في التدريس ، وهي التي تشجع على التفكير الحر والحكم المستقبلي
ومن مقومات الطريقة الناجحة كذلك - تشجيع التلاميذ على العمل الجماعي التعاوني ، والإقلال قدر الاستطاعة من التلقين والإلقاء وبخاصة مع صغار التلاميذ .
- ويجب أن تكون الطريقة متمشية مع نتائج البحوث التربوية وعلم النفس وأهداف التربية .
- ويجب أن تكون باعثة على التيقظ ومثيرة للنشاط .
والطريقة الناجحة أيضاً هي الطريقة المرنة المنوعة ، فتسير تارة في صورة مناقشة ، وتارة في صورة تعيينات وتارة في صورة مشكلات ... وهكذا وذلك لأن استمرار طريقة واحدة والتزامها في جميع الأحوال ، سيحولها مع الزمن إلى طريقة شكلية عقيمة ، وهذا يسبب السآمة والملل للتلاميذ.
ــ فلاشك أن بين التلاميذ في الفصل الواحد فروقاً فردية ، فينبغي أن يكون لها أثر في اختيار الطريقة الملائمة لكل نوع من التلاميذ .
فطرق التدريس كثيرة يا أخي وتحتاج لعدة صفات لشرح كل طريقة لوحدها ، فأنا مع طلابي استخدم الطريقة الحوارية :
وهي من الطرق التي تعتمد على المشاركة بين المعلم والتلميذ , فهي تستند إلى الحوار الذي لابد له من طرفين متجاوبين ( المعلم والتلميذ ) .
- مرحلة قبول إجابات التلاميذ الخاطئة .
وفيها يترك المعلم تلاميذه يسترسلون في الإجابة عن أسئلته بمقدار ما تحيط به معارفهم , ولو كانت خاطئة .
- مرحلة الشك :
وفيها يحاول المعلم بيان أوجه الخطأ في تلك الإجابات وإقناع التلاميذ عن طريق المناقشة بتلك الأخطاء .
- مرحلة اليقين بعد الشك :
وهو اليقين المبنى على المعلومات الصحيحة والمستند إلى توضيح الحقيقة
وهذة الطريقة كما ترى تعتمد على تصحيح معلومات التلاميذ السابقة فهي تنتقل من المعلوم إلى المجهول .
شروطها :
- اختيار الموضوع الذي يصلح للمناقشة .
- تنبيه التلاميذ بالقراءة حول هذا الموضوع .
- تخصيص جزء من المناقشة لتوضيح موضوعها وأفكارها الرئيسية وأهداف المناقشة .
- محاولة اشتراك الجميع في النقاش والحوار .
- ألا يستأثر مجموعة من التلاميذ بالحوار والمناقشة دون غيرهم , وإنما توضيح الضوابط المناسبة .
- تشجيع التلاميذ غير المشتركين ومحاولة جذبهم للمناقشة وإزالة عامل الخوف والرهبة من نفوسهم .
- اليقظة التامة حتى لا يخرج التلاميذ عن موضوع المناقشة .
- محاولة تحقيق الأهداف التي رسمها المعلم للمناقشة .
- تصحيح الأخطاء حتى لا تستقر في الأذهان .
- تلخيص كل فقرات ما توصلت إليها المناقشة .
- ترك الفرصة للتلاميذ ليتمرسوا على الحوار ويستفيدوا منه .
- في النهاية تربط جميع الخطوط التي دارت حولها المناقشة لتظهر في وحدة متماسكة .
- عدم تسجيل الأفكار يضيع الفائدة المتوقعة منها .
أما بالنسبة لسؤالك / ما هو شعورك عندما تواجه طالب سبق لك وأن درسته وبالصدفة تواجهه في مكان معين ولا يسلم عليك .. مع العلم بأن الكثير من الطلاب يكنون لمدرسيهم الاحترام إذا تركوا المدرسة ..
وكم يذكر أحدنا بعض المدرسين الذين كانوا مثالاً في الأدب الجم والخلق الرفيع .. وقد مضى على لقياهم به عشرات السنين .. فتدعو لهم بخير وتتمنى لقياهم ودعوتهم في كل مناسبة ، وتود أن تكحل عينيك بمرآهم . وبالعكس فمن كان من النوع الآخر .. الذين يحس الواحد منا بالرهبة والفزع من تذكر المواقف الصعبة التي كانوا سببها .. وربما دعا عليهم ، وذكرهم بالشر وتمنى لو وجدهم ليثأر لنفسه ...
وثمة أمر مهم حين ينسى الطالب مدرسه فإن ذلك لا يكون محبطاً للمدرس .. بل يكون دافعاً على مواصلة العمل .. لن الشكر اللفظي والكلمات العاطفية ... تزول .. أما الباقي فهو أجر التعب واحتسابه على الله ، وكم من العظماء صعدوا على أكتاف البسطاء ثم إذا اعتلوا .. نسوا من كان سبباً في علوهم .. تماما كما يفعله بعض الأبناء مع آبائهم .. لا يعرفون قيمة ما فعله آباؤهم إلا بعد أن ينجبوا الأولاد وتدور الدائرة ..
أحد الطلاب قابل أحد مدرسيه فعرفه الطالب ونسيه المدرس .. فقال الطالب : هل تعرفني يا أستاذ ( فلان ) ؟
- ( مستغرباً ) لم يسبق لي أن عرفتك من قبل ، وهل تعرفني ؟
- نعم وكيف لا أعرفك ، وقد درستني مادة كذا في سنة كذا .. يا أستاذي : ليس كل الطلاب ينساك جزاك الله خيراً فقد كنت قدوة لي في حياتي العملية .. ولا زلت أذكر بعض المواقف التي أثرت في نفسي ..
هذا نموذج من الطلاب البررة الذين يفخر المدرس بأن قد درس مثلهم .. ولو لم يكن من حسنات التدريس إلا هذه لكفته .. مما توحي للمدرس بنتاج غرسه الذي كان يحرص عليه ويصرف وقتاً ثميناً من أجله ..
ولا يكاد أحد منا إلا يذكر فضل مدرس عليه .. فهو يدعو له الآن بعد سنين طوال .. لأنه كان سبباً في تعليمه شيئاً من الخلق أو العلم .. أو كان سبباً في استقامته لقدوة وجدها فيه .. أو لنصيحة أسداها إليه .. فتذكرها ولو بعد حين .. وكثيراً ما نسمع عن بعض الناس أنهم قد تخصصوا في مجال معين بسبب مدرسيهم ..
أما بالنسبة لسؤالك / الكثير من المدرسين .. يبقون على معلوماتهم ولايطورونها ذاتياً وهذا ملاحظ على الكثير منهم لماذا ؟
هناك عدة أسباب منها المعلم نفسه حيث لا يجعل من عملية التدريس لدية عملية متجددة بل تجد بعضهم له سنوات في الخدمة وكلها نسخة كربونية من بعضها فاقد لعنصر التجديد مما يصيب هذا المعلم بالممل
ـ انشغال بعض المعلمين بمهام غير التدريس كالأعمال التجارية وغيرها إلى درجة أنها تشغل تفكيره أثناء أداء رسالته الأساسية وهي التدريس
ـ بعض مديري المدارس يساهم في عدم تطوير المعلم ، من خلال عدم اشراك المعلم في بعض الدورات التي من شأنها الرفع من مستوى المعلم …
فالمعلم الناجح يجب أن يكون ناميــاً في مهنته بالإضافة إلى نموه في مادتــه العلمية وتعمقه فيها ، فعلى المعلم أن يقرأ في الكتب التربوية الخاصة بمهنة التدريس، ليتعرف على أساليب التدريس والوسائل التعليمية اللازمة لعمله ، وأن يتعرف على فن التعامل مع التلاميذ وعلى المناهج التعليمية وكيفية التعامل معها وهذا لا يتحقق إلا إذا قام بالبحوث والدراسات الخاصة بالأمور التربوية .
ومن مفاخر المسلمين أنهم أدركوا أن العلم وحده لا يكفي ليكون سلاح المعلم ، وعرفوا أن لا بد من أن يضاف إلى المعلم فن التربية ليتمكن المدرس من دراسة نفسية الطفل والنزول إلى مستواه والاتصال العاطفي به ، ليكون ذلك جسراً يوصل المعلم من خلاله العلم إلى عقل التلاميذ
وكلما كان المعلم مبدعاً ومبتكراً في طريقة تعامله مع طلابه كلما كان محبوباً لأن الروتين الدائم والرتابة في العمل يؤديان إلى الملل والسآمة والنفور ، ومن هنا على المعلم أن يجدد دائماً في أساليبه التدريسية وفي إعداد وسائله التعليمية وفي طريقة تقويمه وفي طريقة تعامله مع طلابه وفي الأنشطة اللاصفية التي يكلف بها طلابه وأن يعمل دائما على التجديد والابتكار .
،،،،، ولعل للحديث بقية في وقت لآحق ،،،،،،،،،،،،
======================================
