كثير الشكاية والتضجر والضيق من وضعه وقد أغدق عليه رازقه من النعم الشي الكثير , رغم ذلك فلا أجده إلا عبوسا قمطريرا لا يشكر نعمة ولا يجعلها تظهر عليه وعلى من يعوله , بل لا أراه إلا رث الثياب ترى عليه فاقة الفقر والعوز
مركبه متواضع ومطرحه مبتذل لا تدخله حتى الكلاب الهائمة .
كل ما يصيبه يقابله بالقنوط وعدم الرضا ويصف كل ما يلم به من ملمات بـ (العين)
لا أعلم أين العين التي تلاحقه وتريد القضاء عليها وهو بهذه الحالة المرثي عليها ؟!!!
من يتصف بهذه الصفات أناس كثير جعلوا الشكاية تظليل للناس مما هم فيه من الرزق الذي لم ير النور وربما لن يرى النور حتى يرمسوا تحت التراب ويأتي من هو فوق التراب من الورثة لينعموا به لهم العناء والمشقة والأمراض النفسية والجسدية ومن بعدهم من الورثة لهم النعيم والعيش الوارف .
وهذا يرى في بعض أثرياء بريدة على وجه الخصوص ممن بلغ من الكبر عتيا وتعلق في الدنيا كأنه مخلدا لن يموت .