والنظرة العنصرية لا تخص السنة فقط بل هي موجهة للعرب جميعا. حيث تطلق النكات الساخرة على العربي، ويلزم عمال النظافة (ومعظمهم إيرانيون عرب) بلبس الغترة العربية تحقيرا لهم وتمييزا عن بقية الإيرانيين. وفي عام 2002 كنت في زيارة لإيران واستعنت بلاجئ عراقي ليكون سائقا ومترجما، فشكا لي من سوء تعامل الإيرانيين وازدرائهم للعرب وأبدى ندمه على الإقامة في طهران. وقال إن إيران لا تكرم إلا القيادات السياسية التي تحقق أهدافها.
ورغم عمليات التصفية لعلماء وقيادات عربية وسنية في إيران واعتقال ومطاردة ناشطين اجتماعيين والتضييق على الثقافة العربية، فإن المنظمات الحقوقية الدولية ساكتة فيما يشبه التواطؤ مع نظام الملالي. ولم نسمع إلا احتجاجات بسيطة على ما واجهته المحامية الفارسية شيرين عبادي . وآخر إدانة لما يتعرض له العرب والسنة في إيران كانت منذ 4 سنوات عندما أدانت منظمة (هيومان رايتس واتش) في تقريرها العالمي لعام 2005م ما يتعرض له السنة في إيران وجاء بالتقرير ما نصه: "ما برح أبناء الأقليات العرقية والدينية في إيران عرضة للتمييز، بل وللاضطهاد".
ورغم أن البيت الإيراني يبدو زجاجيا وهشا فإن نظام طهران لا يبرح التدخل في شؤون جيرانه ويعمل للتسلل إلى مؤسسات الثقافة والإعلام وتحريض الأقليات ونشر المفاهيم الطائفية وإنشاء الأحزاب الدينية المذهبية وغرس مخالبه في السياسات الداخلية، بل وتمادى إلى دعم التطرف السني، لكي يربك الاستقرار الداخلي والسلام الاجتماعي.
* نقلا عن صحيفة "الوطن" السعودية