لطم الشيعة وبكائهم على الامام الحسين لا يعني عدم اقتدائهم بسيرته..هذه المظاهر العاشورائية مهمة جدا في التعريف بمظلومية الحسين عليه السلام وفي ابقاء الحادثة حية وكأنها حدثت بالأمس...وهذا هو أحد أسرار هذه الحركة المباركة والمسيرة الجهادية..فقد عناها الله سبحانه وتعالى بتجدد مستمر في كل عام بالرغم من محاولة الأمويين والعباسيين طمسها وطمس معالمها...فقد حاول الأمويون والعباسيون طمس معالم قبر الحسين عليه السلام ويأبى الله الا أن يتم نوره..
هذه الثورة كانت الدرس الأعمق في كثير من الصفات الانسانية والكمالية..كانت درسا في الاباء والصمود والشجاعة والرحمة والتفاني والوفاء والحرية والكثير من الصفات الحميدة واللتي تجلت في الحسين عليه السلام وأصحابه..وفي المقابل واقعة كربلاء جسدت أيضا الروح العدائية الشيطانية اللتي وصلت بالانسان الى أدنى انحطاط أخلاقي وخلقي والى أبشع وأقسى قلوب على مر التاريخ وقد تمثل هذا في يزيد وجيش يزيد الملعونون على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله.
لا يجوز أن نختزل الامام الحسين عليه السلام في لطم أو بكاء لأنه كان منهجا ومدرسة سوف تغذي الانسانية وسوف تكون دوما منبعا للسائرين في درب الحرية والنضال والكرامة...وقد شهدنا ذلك يتجلى عند اناس ارتووا من معين الحسين عليه السلام في عام 2006 في جنوب لبنان وسطروا أروع ملحمة ضد الصهاية وصمدوا رغم قلتهم ونقص العتاد لديهم الا أنهم كانوا يحملون من إباء الحسين وشجاعة الحسين وفكر الحسين وصبر الحسين ووفاء الحسين..فاستطاعوا دحر عدوهم وتلقينه درسا لا ينساه أبدا..
وقف الحسين عليه السلام يوم كربلاء موقفا أبيا لم تزلزله تلك المواقف المهولة...وظل يعلنها كلمة مدوية في وجه الأعداء وسوف يستمر صداها الى أن يرث الله الأرض ومن عليها.."
ألا ان الدعي ابن الدعي قد ركز بين اثنتين ..بين السلة والذلة وهيهات من الذلة..يأبى الله لنا ورسوله ذلك
أيها الأخوة ان مايفعله الشيعة من مظاهر العزاء ليس فقط لأظهار حبهم للرسول صلى الله عليه وآله ومواساتهم لعترة النبي عليهم جميعا السلام وانما هو اعلان لجميع العالم مظلومية الحسين عليه السلام واننا مع الحسين عليه السلام وان المباديء اللتي اشتهد من أجلها الحسين ستظل باقية ما بقي الدهر لأنه حصنها بدمائه ولن يستطيع أحد كان من كان أن يغمرها أو يدفنها. في هذا العام وفي كل عام سنرفع شعارات الحسين في الشوارع والبيوت والفضائيات والحسينيات حتى تستفيد الانسانية من هذا الفكر الحسيني ولعل هناك من يرى هذه المناظر من غير المسلمين فيذهب ليستكشف من هو الحسين...
هناك من السلفيين من وصف خروج الامام الحسين عليه السلام في ثورته على الظلم مفسدة للمسلمين..ومن قال هذا فقد نصب نفس بأنه أعلم من الحسين بمايجب عليه فعله. وكأن النبي لم يقل أن الحسين سيد شباب أهل الجنة..وكأن الحسين لم يكن يعلم أنه يستشهد وتسبى نساءه ...يجب تصحيح هذه المفاهيم عند بعض المسلمين ووضع هذه الأمور في نصابها ويجب على المسلمين جميعا الاحتفاء بهذه المناسبة بشكل أو بآخر لأنها عطاء مستمر..ليس بالضرورة بالطريقة اللتي يحتفي بها الشيعة..بالامكان اقامة ندوات ومؤتمرات لدراسة فكر الحسين علي السلام. وشكرا لكم جميعا..
تحياتي
قطيفي