أخي الكريم كاتب الموضوع
أقراء هذه الاية
معنى قوله تعالى " ولولا أن يكون الناس أمةً واحدة لجعلنا لمن يكفر بالرحمن لبيوتهم سقفا من فضة ٍومعارج عليها يظهرون =ولبيوتهم أبوابا وسررا عليها يتكئون = وزخرفا وإن كل ذلك لما متاع الحيوة الدنياة والآخرة عند ربك للمتقين " أحيل عليه أولا لتفسير ابن كثير وابن جرير , ولكن معناه : أن الله يمهل الكفار إلى أن يستحقون العقوبة من قبله فمنهم من يعجل عقابه في الدنيا ومنهم من تؤخر عقوبته في الآخرة وفاضل الله عزوجل بين الناس فمنهم من أعطاه الدنيا ومنهم من لم يعطه وأنه قد يقتّر على المؤمن وهذا زيادة في أجره وقد ينعم على الكافر وهذا زيادة في عقابه لأنّه لم يشكر ولو فتح عليهم جميعا لصدوا عن الآخرة إلا من رحم الله وعصم وقال الله " كلا إن الإنسان ليطغى = أن رآه استغنى " وكل شيء عند الله بمقدار . والغالب أن أتباع الأنبياء فقراء لأنَّ الغنى والرئاسة والمنصب تصد عن الآخرة إلا من رحم وعصم.
وقوله تعالي :
قال الله تعالى (تلك الدر الآخرة نجعلها للذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا و العاقبة للمتقين)
فإن الناس أربعة أقسام:
القسم الأول: يريدون العلو على الناس و الفساد في الأرض، و هو معصية الله ، و هؤلاء الملوك و الرؤساء المفلسدون كفرعون و حزبه، و هؤلاء هم شرار الخلق، قال الله تعالى (إن فرعون علا في الأرض، و جعل أهلها شيعا يستضعف طائفة منهم يذبح أبناءهم و يستحي نساءهم، إنه كان من المفسدين) و روى مسلم في صحيحه عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم (( لا يدخل الجنة من في قلبه مثقال ذرة من كبر و لا يدخل النار من في قلبه مثقال ذرة من إيمان )) فقال رجل يا رسول الله إني أحب أن يكون ثوبي حسنا و نعلي حسنا أفمن الكبر ذاك؟ قال: ((لا، أن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق و غمط الناس)) .
فبطر الحق دفعه و جحده، و غمط الناس إحتقارهم و إزدراؤهم، و هذا حال من يريد العلو و الفساد.
و القسم الثاني: الذين يريدون الفساد، بلا علو كالسارق و المجرمين من سفلة الناس.
و القسم الثالث: يريدون العلو بلا فساد، كالذين عندهم دين يريدون أن يعلوا به على غيرهم من الناس.
و أما القسم الرابع: فمنهم أهل الجنه، الذين لا يريدون علوا في الأرض و لا فسادا، مع أنهم قد يكونون إعلى من غيرهم، كما قال الله تعالى
و لا تهنوا و لا تحزنوا و أنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين) و قال تعالى ((فلا تهنوا وتدعوا إلى السلم وأنتم الأعلون، و الله معكم و لن يتركم أعمالكم)) و قال(( و لله العزة و رسوله و للمؤمنين))