أخي النرجسي :
قرأت تعقيبك الكريم أعلى هذه الصفحة الثانية , فوجدت فيه ما أفادني , وما أشكرك عليه كثيرا
ووجدت أيضا ما رأيت كتابة رأيي فيه عسى أن يكون فيه خير .
أخي :
نسبت إلى أحد العلماء المعتبرين في جزيرة العرب فتوى لا أدري من أين نقلتها !
فقد قلت بالنصّ :
(( في عهد الملك (فيصل رحمة الله تعالى واسكنه فسيح جناته) ، صدرت فتوى من احد العلماء الكبار المعتبرين جاء في نصها:
((((( إن من ادخل في بيته (الراديو) كمن ادخل في بيته قحبه ))))---آسف على هذه الكلمة ولكن يجب نقل نص الفتوى بلا تبديل---0
والان نرى الراديو في كل بيت وفي كل سيارة ))
انتهى كلامك .
وبظنّي أن الأمر التبس عليك
فما أعلم إلا أنّ الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد - رحمه الله - قد قال بأنّ من أدخل في بيته التلفاز فكأنما أدخل بغيّا .
لاحظ أنه قال (( التلفاز )) ولم يقل (( الراديو ))
والفرق شاسع بينهما كما تعلم
ثمّ إنّ فتوى الشيخ تعني ما يعرض لا الآلة ذاتها
فنظرا لما يعرض فيه مما يخدش الخلق والحياء والعفة ويثير المراهق والمراهقة فقد أفتى بما أفتى
ثمّ إنّي ساءني منك قولك معقبا على الفتوى : (( آسف على هذه الكلمة ولكن يجب نقل نص الفتوى بلا تبديل ))
فهذا تلميح منك إلى قبح كلام الشيخ رحمه الله , وأنّ الأجدر به أن ينزّه أسماع الناس عن تلك الكلمة , ولولا أن أمانة النقل تتطلب منك كتابة تلك الكلمة لما كتبتها !
هذا ما فهمته من تعليقك
بينما الذي أظنّه أنا أنّ تلك الفتوى برمتها من سهوك لا من كلام الشيخ الجليل
وأمّا أنك قد زعمت أن الفتوى عن الدشوش قد تغيّرت , فما دليلك ؟
هل وجدت نصوصا للعلماء المعتبرين الذين أفتوا بحرمة اقتناء العامة لها في بيوتهم , تفيد أنّهم قد رجعوا عن فتاواهم ؟
أم ظننت أن فتوى عالم بحرمة اقتناء شخص طبقا فضائيا لبيته يشاهده أفراد أسرته , أو صاحب فندق لفندقه يشاهده كلّ نزيل , أتظنّ هذه الفتوى تنتقض بمجرّد كون ذلك العالم ظهر في برنامج عبر قناة فضائية ؟
إن كان الأمر كذلك فقد أسقطتَ كلّ الاعتبارات
فلا تعني فتوى العالم بحرمة اقتناء الطبق , أنّه لا يسعه هو استغلال القنوات لدعوة أو نفه من ابتلاهم الله بمشاهدتها.
وكذا لا يعني تحريم العموم أنّه لا يسع أي أحد اقتناؤها
كمسؤول الإعلام مثلا , و المسؤول السياسي ّ , وهكذا ...
فكلٌّ له اعتباره في الفتوى , وإنما الفتوى مربوطة دائما بالاعتبارات .
وأمّا عن أصل ما أردت ضرب المثال له فواضح لا يختلف فيه عاقلان
فالفتوى قد تتغيّر بتغيّر الزمان لتغيّر الاعتبارات , هذا أمر معروف
ولكن
هل كلّ حكم يتغيّر بتغيّر الزمان ؟
لا
فمن الأحكام التي لا تتغيّر مثلا حرمة الزنا ووجوب الصلاة .... الخ
ومن الأحكام التي قد تتغيّر حكم اقتناء الأطباق الفضائيّة
فالفتوى بحرمة اقتناء الطبق أنما هي مع كون القنوات ماجنة ومع عدم وجود طبق خاص لقناة فضائية إسلامية أو إخبارية مثلا
هي غير الفتوى مع كون القنوات محافظة , أو وجود أطباق خاصة لقنوات محافظة .
وليس هذا تغيّر في الفتوى بل هو اختلاف اعتبارات الشأن المستفتى حوله ليس غير , وإلا فالفتوى باقية لا تتغيّر ما بقيت اعتباراتها مهما تعاقبت الدهور , ما دام بناؤها على فهم صحيح لنصّ صحيح .
أخي لقد قلت بالنصّ :
(( إن إيديولوجية ( هؤلاء الاشخاص) لا تقبل بالحوار ولا بالاخذ والرد بل:
كل ما يناقض رأيهم يعتبرونه شئ مستجد (آسف أقصد بدعة) ( من بنات افكار بوش وأذنابه ) ، لذلك يجب الحكم على صاحب هذا الفكر ( بالردة )---كما يحصل معك يا أخي أبا الخيل----)0 ))
انتهى كلامك
ألا ترى هذا الكلام يخالف مناداتك الدائمة بحرّية الرأي والحوار أو ما تسمّيها (( الديموقراطية )) ؟!
هل أنت متأكد أنّ كلّ ما يخالف رأي هؤلاء (( الأشباح )) يعدّونه بدعة , وصاحبه مرتدّ ؟!
هات مثالا من إصدارهم هذه الأحكام .
بل قد زعمت أنّ البعض رمى أخانا الكريم (( أبا الخيل )) بهذا , فانقل شيئا مما كتبوه قد عدّه مبتدعا أو حكم عليه بالردّة !
إذا كنت ترى الحوار (( الديموقراطي )) عبارة عن كتابات ينقلها أبا الخيل أو النرجسي أو آخر مجهول الدين والخلق والهدف وتصادم ما نعلمه من أمور العقيدة والخلق وعموم الأحكام , وتذمّ علماءنا سلفا وخلفا , فنسكت عنها , أو نقبلها ونسلّم لصاحبها , ولا نصف البدعة بالبدعة , فهذا فرض الرأي والتوجه , حتى ونحن نراه رأيا أرعن بئيسا !
انظر كيف شنّعت بنا ونحن نبيّن سقطات ( بعض ) المقالات التي نقلها أبا الخيل , تلك المقالات التي استعار شيئا منها من مواطن موبوءة كطوى مثلا !
بينما تغضّ الطرف عن تهكّمه بالمخالفين واتهامهم بما لا يليق !
فواحد بزعمه جاهل
وآخر كذاب
وثالث سفيه الرأي ضحل الفكر
وهلمّ جرّا
فأيّ الفريقين أولى بأن يعنّف؟
من ينقل مقالات تذمّ علماء الأمّة بل أكابرهم ! وتهاجم عقيدة المسلمين , ثمّ يسفّه رأي غيره , ولا يصمد لتبعات ما تبنّى من مقالات , أو حتى يعتذر عن خطأ
أو من يدافع عن عقيدة المسلمين وعموم علماء الأمة ؟
لقد عكست أنت المسألة فكنت حنون الخطاب مع ( أبا الخيل ) شديد الذم والتجريح بمن علّق على منقولاته !
انظر كيف تبالغ وأنت الذي انتقدت الطرح الانفعالي
قلت :
(( إنهم لا يعلمون أن الشريعة الاسلامية ( أو بمعنى أصح لا يردون ان يعلموا ) صالحة لكل زمان ومكان ، وتقبل بكل اختراع للبشرية سواء كان هذا الاختراع ( مادي او حسي ) ، فكل ما يصدر من ( العالم الغربي هو من الامور التي يستحسن ---أو يجب--- الزهد بها وتركها ))
هذا كلام لو زعمت أنّه الصواب فسيكون محالا تصديقه
فما من أحد من الذين تذمّهم يظنّ الشريعة غير صالحة لكلّ زمان ومكان ! وما من أحد منهم قال بأنّ كلّ ما يصدر من الغرب يستحسن تركه أو يجب !
وإن قلت إنه مجرّد كلام إنشائي لا يعني ظاهره , فليس إذاً بحوار يصلح لمطارحة الرأي , بل هو نصّ إبداعيّ , وخلجات نفس على غرار الشعر الغنائيّ .
وبالنسبة لما تقول عن الله سبحانه , فأرجو أن تعرض الأمر على نفسك برويّة لتنظر هل يحسن أن تطرح هذه المسائل ( المتقدّمة )) في علم العقيدة على شخص لم يسأل عنها أصلا ؟ فكيف بها وهي تعرض على كلّ قرّاء المنتدى من ومنهم الصغار والعامة وقليلو الإيمان والعلم , وهؤلاء كثير
فهل يضرّ هؤلاء ألا يعلموا تفاصيل المسألة وأقوال أهل الحق والباطل فيها ؟
وهل سيزيدهم نفعا علمهم بتفاصيل الطروحات في المسألة ؟
أخي إن مثل هذه المسائل لا تطرح مفصّلة إلا على طلاب العلم , أو موجزة إلاعلى من يسأل عنها , فتعرض بأضيق نطاق صيانة لإيمانه .
أخي الكريم :
لاتظنني أذمّ كلامك , أو لم أجد فيه ما أمتع بقراءته , فأنا وإن ذكرت لك ما ذكرت , فقد وجدت في حديثك أمورا أفادتني , وكرّرت قراءتها
من ذلك مثلا عبارتك الكريمة المذهّبة :
(( نعم لا أحد يشك أنهم يمثلون الاسلام ولا احد يشك أنهم ( صادقين في دعوتهم ) ، ولكن أكثر أساليبهم ( عاطفية ) لا تحتكم الى العقل ، وهذه هي مشكلتهم التي تؤرقنا نحن المسلمين0))
فهذا كلام عظيم منك قد قرأته أكثر من مرّة لنفاسته , شخّصت فيه داء من يريدون نفع أمة محمد صلّى الله عليه وسلّم فيلحقوا بها الضرر من حيث أرادوا النفع بسبب الحماس غير المسترشد بنور العلم , ولا المكبوح برباط العقل
ولست ألمّح إلى المجاهدين في أفغانستان , فحاشاهم ذلك , وأعوذ بالله أن ألوك أعراضهم
ولكنّي أعني تصرّفات فرديّة رعناء , كفعل من أحرق محلّ بيع أشرطة فيديو قبل سنوات مثلا , وفعل من يسلك منهج القسوة وحدها في كلّ الحالات ,عندما يأمر بالمعروف أوينهى عن المنكر , إلى غير هذا من نماذج