البكاء على الحسين :
هناك من يقول أن الحسين عليه السلام ، قتل قبل أكثر من ألف وأربعمائة سنة ، فلماذا البكاء عليه وتجديد الحزن في كل عام ؟ وهناك من يقول : أن البكاء على الحسين لا أصل له ولا أساس ، بل هو بدعة وحرام . وهناك من يقول : أن الذين يبكون على الحسين هم شيعته الذين قتلوه ، يريدون بذلك التكفير عن جريمتهم .
أقول وبالله التوفيق : أن أول من بكى على الحسين عليه السلام هو جده رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم . . . نعم بكى رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم على ولده الحسين قبل أن يقتل ويجري عليه ماجرى . فهل كان بكاء رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم بدعة أم حرام ؟!
أخرج ابن سعد عن الشعبي قال : مر علي رضي الله تعالى عنه بكربلاء عند مسيره الى صفين ، فوقف وسأل عن اسم هذه الأرض . فقيل : كربلاء ، فبكى علي حتى بل الأرض من دموعه ، ثم قال : دخلت على رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وهو يبكي ، فقلت : مايبكيك ؟ قال : كان عندي جبريل آنفا ، وأخبرني أن ولدي الحسين يقتل بشاطئ الفرات بموضع يقال له كربلاء . ثم قبض جبريل قبضة من تراب شمني اياه ، فلم أملك عيني أن فاضتا " ورواه أحمد مختصراعن علي
فاذا كان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يبكي على ولده الحسين ، وعلي عليه السلام يبكي على الحسين أيضا . . . ألا يجدر بالمسلم أن يواسي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم في مصيبته بولده وريحانته ، الذي كان يؤذيه بكاؤه وصياحه . فقد روى الترمذي أن أم سلمة رضي الله تعالى عنها ، رأت النبي صلى الله عليه وآله وسلم باكيا وبراسه ولحيته التراب . فقالت : يارسول الله ، مالي أراك باكيا ؟ فقال لها : يا أم سلمة لقد قتل الحسين "
نعم ، ان مصيبة الحسين عليه السلام هي في الحقيقة مصيبة رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ، وأن البكاء على الحسين عليه السلام مواساة لرسول الله صلى الله عليه وآله وسلم وتعزية له . . . فمن منا لا يريد أن يعزي رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ويبكي لبكائه ويواسيه في مصيبته وحزنه ؟!