مدير عام شركة اسمنت القصيم : المشكلة وقتيّة ويتم العمل على احتوائها بشكل سريع
بريدة –خالد المقيطيب
يقف المواطنين بمنطقة القصيم طوابير انتظار بسياراتهم من أجل الحصول على حصتهم من الأسمنت بعد أن أدى الخوف المتنامي لديهم خلال الأيام الماضية بحالة من الهلع,ورغم الإنتاج المستمر وعدم التوقف من مصنع اسمنت القصيم. إلا أن الأزمة الحالية وتعطيش السوق من الأسمنت بالسوق المحلي بالمنطقة يحتاج إلى وقفة جادة من المسئولين للخروج من هذه الأزمة وقد أوضح عدد من المواطنين " للرياض " بأن معاناتهم اليومية مع الأسمنت من قبل التجار وارتفاع الأسعار إلى أعلى من 20 ريال للكيس في الأيام الماضية فيما أصبح المواطن يجلب ما يحتاجه من الأسمنت في سيارته الخاصة نظراً لفقر السوق من الكميات الملحة اليومية فيما يشترط البائع توصيل الكميات إلى الزبون مقابل مبلغ ريالين لكل كيس بينما كانت خدمة التوصيل مجانية في السابق.
التقت " الرياض " بالمواطن علي بن عبد الرحمن الفضل حيث أفاد بتعطل مشروع السكن الخاص به بسبب عدم وجود الأسمنت بالسوق بكميات كافية وقال إنني أضطر إلى جلب الأسمنت وشرائه بأي مبلغ , وبعد معاناة شديدة للحصول عليه ونقله بسيارتي الخاصة وبكمية قليلة جداً يصل إلى خمسة أكياس إلى عشرة , مشيراً إلى أن التجار يمارسون حجز الكميات القليلة ورفع سعرها مما يخلق أزمة في ضعف العرض,وأضاف بأنه اضطر لشراء كميات قليلة من مواطن آخر حتى لا أتوقف نظراً للحاجة الماسة للمارسة العمل دون توقف .
وذكر المواطن حمد بن إبراهيم المديفر بأن إقبال المواطنين بشكل كبير على الطلب أدى إلى استغلال التجار والعمالة على رفع السعر فيما قامت وزارة التجارة بالوقوف في وجه زيادة الأسعار خوفاً من طمع وجشع يطال الأسمنت مما يوقع المواطن في أزمة حقيقية أصلها مختلق .
من جانبه وصف عضو مجلس الإدارة ومدير عام شركة أسمنت القصيم المهندس عمر بن عبدالله العمر في تصريح خاص " للرياض" بأن الأزمة الحالية في منطقة القصيم هي أزمة مفتعلة ناتجة عن زيادة الطلب في بعض المناطق واستغلها بعض التجار لتحقيق مكاسب سريعة.
وقال إن المنطقة الغربية من أكثر مناطق المملكة زيادة في الطلب وكمية المعروض في الوقت الحالي لايتناسب مع حجم الطلب علما أنه يوجد هناك ثلاث شركات منتجة ومن المعلوم أن هذه الفجوة بين العرض والطلب يتم تغطيتها من شركات الأسمنت الأخرى التي لديها فائض إلا أنه حدث نقص غير متوقع بتلك المنطقة وكان بالإمكان احتواؤه إلا أن بعض التجار هناك بادر برفع الأسعار دفع بعض المستهلكين لشراء أكثر من احتياجهم خوفا من استمرار ارتفاع الأسعار وهذا ساهم بشكل كبير إلى توجه بعض تجار المنطقة إلى تحويل جزء من كمياتهم إلى تلك المناطق. وهذا فاقم المشكلة على نطاق أكبر و رفع الأسعار بالمنطقة.
مشيراً إلى أن المشكلة بالمنطقة وقتيّة ويتم العمل على احتوائها بشكل سريع وفقاً لخطط وإستراتيجيات الشركة وبالتعاون مع المسئولين في وزارة التجارة والصناعة أخذين بالاعتبار تحقيق متطلبات السوق.
وأوضح أنه في عام 2008م ارتفع سعر الكيس بالأسواق إلى 27 ريال نتيجة تعامل مشابه لتجار الأسمنت مع هذه الأزمات ولم يكن بسبب رفع أسعار شركات الأسمنت إذ أن أسعار البيع من الشركات ثابتة منذ سنوات طويلة، فمادة الأسمنت هي العنصر الوحيد من مواد البناء الذي لم يرتفع سعره ومع ذلك تتكرر الاتهامات لشركات الأسمنت برفع الأسعار وهي مجرد اتهامات لا تستند إلى واقع مطلقاً.
كما أوضح إلى أن ضبط الأسواق ليس من مسئولية الشركة وحدها بل تساهم وتتعاون مع الجهات الرسمية ذات العلاقة لتحقيق احتياج المنطقة, وسوق منطقة القصيم هو أحد أهم أسواق الشركة الرئيسية, وخطط الشركة وإستراتيجياتها تبنى عليه بشكل رئيسي.
كما تحدث المهندس " العمر " بأن متوسط مبيعات الشركة اليومي يتراوح بين 14 إلى 15 ألف طن يومياً ومنطقة القصيم تحظى بنصيب وافر من هذه الكمية لتغطية كامل احتياجها. وأضاف بأن هناك عدد كبير من الشاحنات تحمل بشكل يومي من مصنع أسمنت القصيم ويتم متابعتها بشكل دقيق من خلال عدد من الإجراءات الضامنة لمعرفة مواقعها من أجل المتابعة والتدقيق سعياً لاستقرار السوق.
مبيناً إلى أن مبيعات الشركة اليومية في المنطقة في تنامي، والشركة لديها فريق عمل كبير يقوم بمتابعة الأسواق عبر جولات ميدانية شبه يومية كما أن لدينا مندوبين دائمين في المناطق الأخرى تقوم بتزويدنا بأوضاع السوق يومياً لضمان تواجد المنتج بشكل يفي بالحاجة ويساعد على استقرار السوق كهدف ومسئولية.
وقال ماينطبق على منطقة القصيم من الاهتمام والمتابعة والتعاون والأهداف ينطبق أيضا على منطقة حائل وكذلك المناطق الأخرى, ونعمل وفقاً لخطط وإستراتيجيات تسويقية نهدف من خلالها إلى الوفاء بإحتياجات السوق حيث نقوم بشكل مستمر وعلى مدى سنوات بتنسيق دائم مع أفرع وزارة التجارة والصناعة خلال الأزمات.
كما أكد أن صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز أمير منطقة القصيم مهتم اهتماما شخصياً بهذا الجانب ويشكر عليه, وتوجيهاته المستمرة محل اهتمامنا حيث يؤكد سموه دوماً على تحقيق احتياج المشاريع التنموية بالمنطقة, وتوجيهات سموه تصلنا أيضا من خلال المسئولين في فرع وزارة التجارة والصناعة الذين يبذلون جهوداً مقدرة لتحقيق الاستقرار في السوق.
كما طمأن " العمر " مصانع الخرسانة الجاهزة والبلك بتوفر الكميات وليس هناك مايدعوا للقلق حيث أن الأمر متعلق بالأكياس فقط وكما أشرنا بأن النقص نتيجة تحول كميات من الأسمنت للمنطقة الغربية من خلال بعض التجار والأوضاع الآن في طريقها إلى الاستقرار إذ أن العرض في المملكة بشكل عام أعلى من الطلب.
العرض الشجري