أخي العزيز والرائع الرمادي
أعود إلى هذا الموضوع بعد قراءة متأنية وتفهم اكثر , وبما أنني أحد المعنيين فيه فأقول وبالله التوفيق :
التعليم مهنة عظيمة ورسالة شريفة هي مهنة الأنبياء والعلماء ولذا فأمر الإخلاص فيها مهم والتعب فيها اكثر من غيرها , ومسألة الدخول فيها مسألة صعبة وأمانة عظيمة
ومن هذا المنطلق سأورد بعضاً من الأمور والأسباب التي جعلت من المعلم هدفاً لكل ناقد وأداة بيد كل ناقم , المعلم أصبح ينظر إليه وكأنه ليس إنسان يعمل ويتعب ويجتهد فلا يجد غير الجحود والنكران
المعلم من خلال كل التاريخ الماضي وجد عدة تناقضات في طريقة احترامه وتقديره وفي الحاضر لم يجد غير السخرية بل والحسد على كل ما يأخذ والتنقيص من كل ما يعطي
هناك عدة أسباب جعلت من المعلم فيه من الصفات ما ذكرت احصرها فيما يلي :
المجتمع – الطالب – المدرسة – الإدارة
المجتمع
عاني وما يزال المعلم يعاني من نظرة المجتمع له كإنسان يأخذ من المال أكثر مما يعطي ويأخذ من الإجازات أيضاً أكثر مما يستحق , ولم يرى أولئك عمل المعلم وما يشوبه من أشياء ومهام لو أنيطت به لما تجرأ في قول مثل ذلك , لكن المعلم ما فتئ يعمل بصمت حتى وأن قوبل عمله بمثل تلك الآراء والأهواء ,
الطالب
أعتقد أن الأبيات التي ذكرها احمد شوقي في تبجيل المعلم قد حرفت ونوقضت ولا اعتقد انك تجهلها , ومن هذا الباب أصبح تقدير المعلم من قبل الطالب أمراً غير موجود بتاتاً , حتى أن الأخلاق انعدمت والتربية انحطت , ومازال المعلم يصمد أمام هذا السيل الجارف من الكلمات ويقابلها بالنصح والتوجيه وهذا جزء من العمل المنوط به كونه معلماً تربوياً لكن أن تكون هذه المسئولية بكاملها ملقاة على عاتق هذا المعلم المسكين فهذا الذي لا يمكن أن يقبل ولا يعقل , فهنا أصبح المعلم مربياً أكثر من كونه معلماً وهذان الأمران اعتقد لابد من تلازمهما معاً أو افتراقهما معاً .
المدرسة
والمدرسة أقل سببا مما سبق إلا أنها تتحمل بعض المسئولية تجاه ما يعاني منه المعلم من إلقاء المسئولية عليه فالمدير يلقي المسئولية على المعلم فهو المعلم وهو المرشد وهو الوكيل المهم الا يقابل المدير طالباً من الطلاب يواجه مشكلة ما ويجب حلها مع أي معلم فارغ , وهذا ما واجهته بنفسي في العام الماضي عندما كانت المدرسة ليس فيها إلا معلمون ومدير لا يوجد مرشد طلابي ولا يوجد وكيل ولا حتى فرّاش فكانت المسئولية كبيرة علينا لما نعاني منه حيث ترك الحبل على الغراب للطلاب .
الإدارة
فتلك الصلاحيات التي كانت متاحة للمعلم قد سحبت , ولم يبق للمعلم سوى ( 5 ) درجات هي الأداة التي بيد المعلم للتهديد والتخويف , مع سخرية الطالب بعلمه بنجاحه مسبقا حتى لو حرم منها وهذا الشيء الذي ذهب بهيبة المعلم كثيرا
وفي الأخير
العمل بجد واحترام واتباع أساليب جديدة للتعامل مع الطالب اعتقد انه ربما يسد بعض هذه الثغرات لكنها لا تسدها بالكامل . وأيضاً يجب أن يعلم الجميع أن مسئولية التعليم ليست داخل المدرسة فقط فالبيت أيضاً يأخذ نسبة كبيرة من هذا العمل لأن الابن حين يأتي وهو ذو أخلاق جيدة يجد جوا تعليميا مريحاً وهذا ما ينتج من عمل ناجح
و اشكرك أخي على هذا الموضوع المهم
ولك تحياتي
محبك
ابو خالد