.
لقد استمتعت بخطبة أمام الحرم المكي الشريف فضيلة الشيخ / صالح بن حميد
في الجمعة الماضية و كانت تتمحور حول التغيير ,
و كان يتكلم بـ لسان العالم العارف ببواطن الأمور , و يكحل بين الفينة و الأخرى
مدلولاته بقال الله و قال رسوله , ليضفي الدلالة لقوله , و يدحض بهن كل حجةٍ رخوة هشة
و على ضوء هذه الخطبة , جعل الشيخ / سلمان العودة
حلقته في حوار تلفزيوني مساء ذالك اليوم عن التغيير و الإصلاح ...
ما كنت لأكتب عنهم , لولا قراءتي لمقالة الدكتور الفاضل ( علي الموسى ) الكاتب
في جريدة الوطـن , عن تساؤله لفضيلة الشيخ / سلمان العودة .... و للمـلا
ماذا لو أنني أنا أو من كان مثلي و على صنف مدرستي هو من قال بكل ما ورد ..؟؟
عندها ستقوم الدنيا و لن تقعد .....هكذا كان تساؤله
كان الدكتور في ثنايا مقالته و مداخلته , يثني على ما جاء في تلك الحلقة , ولكنه مستاء
من سوء النية من العـامة تجاه الكتّاب و المفكرين الذين يحاولون دفع عجلة التقدم في هذا البلد ,
هذا اعتراف بأن العامة , لا ترفض التغيير و لكن ترفض المُغير ..
و ليس كما يصفونهم مدعيي الانفتاح , بأنهم أناس متقوقعين , و يرفضون كل ماهو جديد
تقول العرب ( الســيرة تدل على الســريرة )
و من كانت سيرتهم متخبطة , تارة يدّعون بأن الأحكام القضائية الشرعية ,
ولّى زمنها........ و علينا بتغيير الأحكام لتتوافق مع العصر ...
و تارة يعلنون سخطهم بأن المناهج لدينا الخطاب الديني فيها صارخ ,
و أخرى تتساءل بوقاحة : إلى متى و النساء في بلدي يرتدن السواد كـ الشياطين
و يقعدن في الصفوف الخلفية , و الرجال كما الملائكة يرتدون البياض ,و يتبوؤن الصفوف الأمامية ...
ذكرت غيض من فيض من ما ينادون به من تغيير
من كانت هذه سيرتهم , فهل تعتب علينا بشكّنا في سرائرهم ..؟!
فلينقوا سيرتهم فأنها والله تزكم الأنوف ..و مثلهم لا نأمن منهم فكر و لا غيره , ولا نريد أن يأتون بأي تغيير يروه ..
تتساءل يا دكتور لما نقبل من العلماء و لا نقبل من غيرهم .......أمثلك يسأل هذا ...!!
هل تعلم بأن من قَبِِلنا منهم التغيير هم ذاتهم الذين قالوا ( يا أيها الناس أوصيكم و نفسي بتقوى الله )
و هم ذاتهم من أوصونا بـ الصلاة, و هم أيضاً من حثونا على الحجاب و الحياء و العفة ..
و هم أصحاب السيرة النقية البيضاء , و الجهاد في طلب العلم ..
وهم من قال الحــق فيهم ( أنما يخشى الله من عبـاده العلمــاء )
خشوا الله فاستأمنتهم النـاس , ودعوهم للخير وحذروهم من شـرّ الفتن ..
هم علمـاءنا و أأمتنــا , ملجأنا بعد الله في الأمور كلها .. منهم نسمع ... و إليهم نرجع
و إنا و إياكم تحت مظلتهم لو كنا نعقل ...( و اسألوا أهل الذكر أن كنتم لا تعلمون )
هنا الأمر الإلـهي باللجوء إليهم .. لماذا ..؟ لأنهم يردون قولهم إلى الله و الرسول صلى الله عليه وسلم
( إذا تنازعتم في شي فردوه إلى الله و الرسول )
*
*
نفعنا الله و إياكم بما نقول ونسمع ..