[align=center]*·~-.¸¸,.-~* ,, بسم الله الرحمن الرحيم ,, *·~-.¸¸,.-~*
[ الإبرة الواحـدة.. تخيط ثوب العـرس والكـفن ] رسول حمزاتوف ,,[/align]
من اللحظات الجميلة والمشوقة.. والتي تحتاج إليها بين وقت و وقت, هي ثني أقدامك أمام جدك او جدتك .. وإن كانت نكهة جلوسي مع جدتي (طم طم) أعذب.. لأني كثيراً ما أأخذ وأعطي معها ..بخلاف طقوسي مع جدي (رحمة الله) الذي كان له وقار عارم, وأحياناً حياءً منه ! ...
أما إذا كان الجلوس تحت ضوء القمر,, وفي جو عليل,, فهو كل السعادة والنقاء
وضعتُ يديّ الأثنـتين على أرجُل جدتي النحيلات,, أرجُل أكل عليها الزمان وشرب, فكل شجرة وكل (ساقي) لونطق ! لشهد بقوام هذه الأرجُل .. [ومنكم من يتوفى ومنكم من يرد إلى أرذل العمر لكيلا يعلم من بعد علم شيئا ] الآية
أخذتُ أعمل لها حركات مساج بضغط خفيف جداً..فإني أخشى أن ينكسر أحدهم على يدي! فـ أنا لا ألمس سوى عظماً رقيقاً مكسواً بجلد رخو غير متماسك .. [الله الذي خلقكم من ضعف ثم جعل من بعد ضعف قوة ثم جعل من بعد قوة ضعفاً وشيبة يخلق الله ما يشاء وهو العليم القدير ]الآية
قلتُ لها: (يمه أمطرينا من شاعريتك .. وعطينا من قصايد الأولين ) ؟
ضحكت ضحكة بلا أسنان,, ابتسامة تزن الأرض بشاشة,, ما أغلاها وما أغلا صاحبتـها ,,
صرفت عيناها عني وسكتت لحظة.. فإذا ألمح بنظراتها إنكسار غريب! .. عاودت الطرف مرة أخرى إليّ.. ونطقت بهذا البيت :
يا لايم(ن) بالحب جعل صيّورك النار .:. أنت ما تدري إن المودة بلاوي
رفعتُ يدي من على قدميها مُتفاجئة بما قالته! فما عساي أن أنتظر من جدتي صاحبة الدين الراسخ والعفة المتناهية.. إلا أن تصب على مسامـعي قصائد تنصحني بها على صلاتى وصيامي وعفتي وحيائي,,
كنتُ أرتقب منها أن تقول لي من حكم الزمان ومواعظ الحكماء, أو أن تحكي قصتها مع الفقر والعمل في ذاك الزمان ! ... ولكن هذه المرة..يبدو أن هاجساً هز بها الاشجان,
ابتسمتُ خجلاً بعيداً عن وجهها الطاهر.. فالحب في حياة الفتاة جريمة,, وإعلانه فضيحة,, ثم استطردت بقولها :
بابنت ياأم العيون السود خوفي من الله وحبيني.:.وإن ماحصل حب(ن)بركود لأموت وانتِ تشوفيني
لـِ أعلم أن خلف هذه الأبيات قصة حُب لم تستمر أكثر من سبع سنين.. كانت مع زوجها التي لم تحتمل نار غِيرتُها الصبر.. حينما بدأ عبث (بعض الرجال) بالزواج والطلاق من أُخريات!
فضولي كان يتذبذب,, تارة في سؤال وتارة في ابتسامة وكلام.. قلتُ لها بـ برآءة مصطنعة: كيف كانت أيام الحب بيـنكما يا جدتي؟ ابتسمت, ثم اتكئت على الجدار, لـ أسمع تنهدات ألم دفين,, مع خليط من الحنين والشوق..فـ فراق أكثر من خمسين سنة كافي لـ نضج الآهات.. ثم قالت: ذات سهرة متأخرة لزوجي خارج البيت كان هُناك تحدي بيـنه وبين صديقه, من يعود إلى البيت ويجد زوجته مازالت تنـتظره؟.. فكان الرهان بلاشك لزوجي.. حيث كعادتي.. انتظره ولا اخلد إلى النوم إلا معه,
قلتُ لها بسخرية ؟ وكيف تقضين ساعات الانتظار يا جدتي.. وجسدك مُتعب بسبب عمل الفلاحة واشغال البيت ,, ابتداءً من خيوط الصباح وأشجان الطيور.. وحتى هجيع الليل وسكون السماء؟ .. أكان لديكم قنوات فضائية! أو اشتراك دي اس إل غير سلكي يصل إلى (الروشن) !
قالت: كنت أقوم بعمل بسيط, وهو أني أنثر أعواد الكبريت على سطح غرفتي.. لـ أقوم بجمعها مرةً أخرى, وأُكرر هذا العمل أكثر من مرة,, إلى أن يصل زوجي ,, لـ أجل أن أغلب النوم قبل أن يغلبـني!!!
عند هذه القصة بحثت عن حواجبي.. فلم أجدها.. إلا في أعلى جبهتي!
قلتُ لها: اين انشتاين عن عقلك , لـ جعلكِ شريكـته بالذكاء !
أخذت أتجاوز حدود الدنيا .. لـ اسئلها هذا السؤال:
جدتي الغالية,, في الجنة (بإذن الله) من تختارين؟ زوجك الأول, أم جدي <<-زوجها الثاني .. ؟
فقالت بلا تردد .. صاحب الحب! فـ اني ارجو الله ان يجمعني به في الجنة,,
أنهت جدتي أُمسيتها قبل أن تقوم إلى محرابها بهذا البـيت:
نعد الليالي والليالي تعدّنا .:. والعمر يفنى والليالي تزايد
هُناء وقفة وفاء ,, وفرحة لم تكتمل,,
برأيكم الكريم: لمـاذا عندما نمتلك الســعادة نُبعثرها إهمـالاً,, وعندما تبـتعد عنا,, نُـناشدها ,, ونُرسل طيور الدعوات مُناداة لها ؟
[align=center] رحم الله الأجداد .. وألحقنا بهم في الفردوس الأعلى ,, اللهم آمين
أجزل الشكر .. لكل من مر من هُنا .. أو أطال [/align]