عدت والعود أحمد إن شاء الله
العزيز راشد
أسبقت حديثي بالقصيدة أعلاه ، لأني كنت على عجلة من أمري ، وللتأكيد على كرهي لأمريكا ، وحقدي المركب تجاه بطشها الذي تمارسه ضد المسلمين
لكن أحب توضيح مايلي :
- المرشح الأمريكي توم تانكريدو ، قال : يجب أن يكون " الرد " على أي هجوم نووي ارهابي يستهدف أمريكا ، هو ضرب الأماكن المقدسة عند المسلمين ، فهو لم يقل بالبدء في الهجوم
- أن القوة العسكرية والاقتصادية الأمريكية لم تأت إلا نتيجة التطور العلمي " وهذا مايجب أن ننظر إليه " فمن ينظر إلى أمريكا " كجنود " فقد أبعد النجعة
قوة أمريكا الحقيقية هي" العلم "
أمريكا الآن في العراق تأتي بمرتزقة حرب يحاربون باسمها ، وهي " عملياً " لاتخسر الكثير من أبناء شعبها المعتبرين ، وفي الاقتصاد تتحكم بالبنك الدولي كما تتحكم بالخاتم في اصبعك
لكن منبع كل هذا ، حاجة الإنسانية أجمع لهذا التقدم العلمي الذي تقدمه أمريكا للبشرية
أمريكا " مثلاً " لو أوقفت عنك فقط واحداً من أنظمتك المصرفية " الالكترونية " ، لرأيت خراب مالطا " وبالمناسبة فأمريكا تحتكر وتتفرد بتقنيات وأدوية واخترعات طبية دون غيرها من الدول "
أمريكا هذه هي عشق الباحثين والمبدعين والمخترعين ، ومع هذا " على سبيل المثال " فمجمل ماتمن به أمريكا على الدول العربية لايساوي 20% مما تحققه من عوائد وفوائد من العرب الأمريكيين
أمريكا وفرت مناخاً علمياً استقطبت به نخبة علمية لم يحدث في تاريخ البشرية أن وجد من يضاهيها
أمريكا لم تقم على سواعد السود ، أمريكا كتلة تجمع كل الأعراق والأجناس ، وإن كان من فضل على أمريكا في المجال المعرفي والعلمي والبحثي ، لأكثرية عرقية فهي للأوروبيين ، وخصوصاً المستعمرين السابقين لأمريكا " الانجليز " ، إلا إن قصدت بالسواعد " العمال " كعمال البناء ونحوه ، فهذا مما يسوغ
أما زرع أمريكا لاسرائيل ، فالتاريخ يؤكد أن الرسالة التي بعث بها وزير الخارجية الانجليزي عام 1917 إلى أحد زعماء الحركة الصهيونية ، كانت هي أول قرار اتخذه الغرب لزرع السرطان الصهيوني في جسدنا ، وهذه الرسالة عرفت بـ" وعد بلفور " ، والذي تعهد فيه الانجليز بإقامة دولة يهودية في " فلسطين " و التي كان يستعمرها البريطانيون ، ولكن أمريكا والغرب أجمع بارك هذا المشروع وغذاه لتحقيق هدفين مهمين :
1- إرضاء اليهود " المتنفذين " سياسياً واقتصادياً وعلمياً في الدول المزدهرة حينها
2- زرع هذا السرطان في الجسد العربي المسلم ، حتى يستمر في نزاع مع دائه ، فإما يقتله الداء ، أو على الأقل يبقيه واهناً ضعيفا
- أن تكون أمريكا بلغت مالم تبلغه الأمم السابقة من الجبروت ، أعتقد أن المغول لهم سابق جرم بحق أمتنا لايستهان به ، ومن تتبع التاريخ سيجد من الأمم من بطشت بنا بشكل قد يتفوق على ما تفعله أمريكا في العراق وأفغانستان وغيرها
تأمل يابن الكرام قول الله عز وجل : " لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا ولتجدن أقربهم مودة للذين آمنوا الذين قالوا إنا نصارى ذلك بأن منهم قسيسين ورهبانا وأنهم لا يستكبرون "
ماذا لو أمسك زمام الأمور في هذا العالم قوة مشركة كالصين مثلا ؟
ماذا تتوقع أن يكون حال المسلمين ؟
لاتنسى أن في الصين والاتحاد السوفيتي ، كان يعدم من يجدوا بحوزته نسخة من تنزيل العزيز الحكيم " القرآن " !
دائماً أقول :
لو هيمن التنين الصيني على العالم ، فستترحمون على أيام " النعيم " الأمريكي
- يا أيها العزيز مسنا وأهلنا الضر والضعف
وهذا هو مكمن الخلل ، يجب أن لا نقعد نتربص طيور الأبابيل و المعجزات من السماء " والله لايعجزه شيء في الأرض ولا في السماء " ، أو ننتظر تغييراً جذرياً ونحن قاعدون هاهنا ، كما أحلام الصبا التي نتمنى فيها تحقيق المعجزات بأحلام اليقظة !
لماذا ننتظر الآخرين لانقاذنا ؟
لماذا نتمنى زوال قوة إلى أخرى ؟
يجب أن نسعى لتطوير وإصلاح ذواتنا ، يجب أن يكون الحلم لنا ، يجب أن نسعى بالعمل الدؤوب والجاد نحو رقينا وتطورنا ، في سبيل ما يخدم هذه الأمة المنكوبة الموجوعة ، التي باتت تتلمس منقذاً حتى ولو تمثل بجهد شخصي يستهدف مبنى في عملية انتحارية !!
ليس بالضرورة أن يكون عزنا وتمكيننا بضعف غيرنا ، بل بقوتنا وعزمنا وإرادتنا
آآآآآآخ .... لقد لامست جرحاً أيها الأخ العزيز راشد
شكراً لك
أنا ضد أمريكا إلى أن تنقضي
هذي الحياةُ ويوضعُ الميزانُ
أنا ضدها حتي وإن رقّ الحصى
يوماً، وسال الجلمدُ الصوانُ
بغضي لأمريكا لو الأكوانُ
ضمّت بعضه لانهارت الأكوانُ
من غيرها زرع الطغاة بأرضنا؟
وبمن سواها أثمـر الطغيــانُ؟
حبكت فصول المسرحية حبكةً
يعيا بها المتمرّس الفنّــــانُ
هذا يكرّ، وذا يفرّ، وذا بهذا
يستجيرُ، ويبدأ الغليــــــــانُ
حتى إذا انقشع الدُخان مضى لنا
جرحٌ ، وحلّ محلّـهُ سـرطانُ !