خرجنا من الفندق متجهين للسيارة ، ومازال في ذهني ذلك السؤال ، هل أستفسر أم لا !! أخشى أن يقول : ما شأنك ؟ ولكنه صديقي ولا أعتقد أنه سيستغرب سؤالي !!
- ياخي الفنادق حلوه تحس إنك ترتاح به صح
- إيه أكيد بعدين تراه خمس نجوم يعني كل شي عندهم
- إيه أدري بس ما تلاحظ إنه حرام تسكن بشقق عاديه ؟
- حرام من أي ناحية
- أقصد إنه أيامنا اللي راحت يتحسر الواحده وينكرف اذا بغى يسكن
يجيب فرش معه ووسايد ومخدات ويخاف على موتره
وحالته حاله يعني أقصد بمعنى أوضح إن به أمان واستقرار نفسي ومعنوي وحسي
- يا حسي أنت ، إيه بعدين ترى خدمات وسنع وشغل ، تبي أجل الشقق ؟
تجيب قدورك وقراشيعك معك ؟
- خلاص أنا من اليوم ورايح فنادق بفنادق
- من يوم شفتك عند المغسلة وأنت تشوف اللي صافينه تقول كأننا بفندق
لا وتسألن عن الفرش تقول نظيفات ولالا ماظنتي تروح فنادق
- هههههه ياحبيبي التمدن شوي شوي بعدين أنا اببدا بفندق به نجمه
بعدين نجمتين بعدين ثلاث لين أوصل عشرة
- وش عشرته ؟ أقول إركب إركب لا أشوفك متعدي للفنادق
ركبت ، بعد ما قبضت شفتاي ببعضهما البعض ، لأني لم استطع سؤآله ، و عاد إلى ألحانه واشتياقه وكأنه في حديقة غناء ليس معه سوى وردة ويلهو طرباً :
- زادت بي الآشواق وملت بعضها
وشمسي عن الإشراق صارت بعيده
دنيا عقب فرقاك ضايع قمرها
وقلبي نسى نبضه ومجرى وريده
وينك فقيد الروح وينك أملها
وينك طعون الشوق والله شديده
إي والله شدييييييده
- ياخي لي ساعه معك وتقول وينك ؟
معك جوالي على ما قال بالخدمه
- هههههههه واثق الخطوة يمشي ...!
- ملكا أكيد
- لا والله واثق الخطوة يمشي قرمبعا
- يمشي اللي تبي ، اسمعني
رن الهاتف ....
- دقييييييقه لا تتكلم سايلنت طيب
- يحله الله ... طيب ماودك أحط جوالي على الصامت آزين ؟
- آهلا والله ومرحبا بالسكر والملح والحلاوه كله
الحمد لله كيفك انتي طيبه ؟
ماتوقعتك تدقين صراحه
لا والله ههههه بس توقعتك نايمه على كلامك
أشرت بيدي : الإشارة حمراء لا تتجاوز !! ، ولكنه لم يلقي لي بالاً ، أسندت مقعدي قليلاً ووضعت يدي بجانب حاجبي الأيسر ، سرحت برهة من الزمن ، من ؟ وما السبب ؟ ومن تكون ؟ وماذا تريد ؟ وكيف عرفها ؟ وإنعاد موال وروتين الأسئلة مرة أخرى ... آووووه في هذه اللحظة أنا استمع !! ، وفي نفس الوقت هو يراني !! ، إذن بإمكاني سؤاله عنها ، دون تراجع ، ولكن بعد أن ينتهي ، وبصوت هادي :
- واللي يرحم والديك تبي تكلم خلنا نرجع للفندق مهب حاله !!
- لا والله مهب مسألة مشغول ... بس خلين افضى شوي وادق أوكي ؟
يالله مع السلامه .....
ياخي خل الواحد ياخذ راحته قاعد فوق راسي قفل قفل
ابتسمت ابتسامة استغراب وسؤآل :
- من هاللي تكلمه عشان تسكتنا على شانه ؟
- وراك تسأل ؟
- عادي ماودك تجاوب بكيفك
- يا عيني على المؤدبين : ماودك تجاوب بكيفك !
- لآنك كل شوي مكلم وساكت على شانك
- وش لون ساكت عشاني ؟
- بالفندق تكلم وعجزت آقوم خفت انك تحسبني اترصد
وهنا تقول اسكت لا تتكلم وسايلنت ولا نفس
- جالس تسمعن يوم اكلم بالفندق ؟
- لا بس صحيت وانت تكلم ، لا وكلام دقاق بعد
- وش دقاقه ؟ وش تقول أنت ؟
- آقصد كلام رومنسي مدري من هاللي مجننك جنون على روحه ؟
- ياخي آريحك ؟
- قبل تريحن شف المرور وراك ، خل قطعت الإشاره تنفعك
- إنا لله وإنا إليه راجعون ، آوالله النشبه
- وقف يمين وإنزل لمه لا يقعد يحسبنا مطافيق
- مطافيق بعينك ، اقول سند المرتبه زود لا يوجعك ظهرك الحين أجي
بُليت وقد قاربت لمعرفتها ، عل الموقف ينتهي بخير ، لا آعلم ما سر اهتمامي بمن تكون ، قد يكون حرصاً لكشف الحقيقة ، وقد يكون من أجل أنه صديقي فلا حرج في ذلك ، يا للهول إن هاتفه أمامي !!!! أأخذه أم لا ؟ هل اكتشف بنفسي ؟ ربما أعلم من تكون من خلال الاسم الذي سجلها به ؟ سأفعل قبل مجيئه .... حملت نقاله بيدي ، وبسرعة دخلت لقائمة المكالمات المستلمة ، آوووه لن يفيدني ذلك في شيء ، لقد سجل اسمها بــ"قلبي" ، لا شيء يدلني لشيء من خلال تلك الحروف !! ، لابد أن الرسائل الخاصة ستكشف لي كل شيء .... ياحظي التعيس إنه قادم ..... وضعت النقال بمكانه قبل أن يراني وعدت لما كنت عليه .
لنا عـودة ،