موضوع في غاية الاهمية
مما اعجبني
لقد كُتب الشقاء على كثير من النساء من خلال زواجهن برجال لا يخافون الله ولا يرقبون في مؤمن إلاً ولا ذمة، ولا يقيمون للحياة الزوجية وزناً، ومما زاد الطين بلة ونغص عليهن معيشتهن طلاق هؤلاء لهن مخلفين وراءهم الكثير من الأبناء، والضحية تلك النسوة، تلك الزوجات التي حكم عليهن المجتمع بالفشل بالحياة دون معرفة الأسباب والمسببات التي جعلت هؤلاء الأزواج يقدمون على تطليقهن، وإن كان السبب معروفاً هو جهل الكثير من هؤلاء الأزواج وغطرستهم واستهزائهم وتساهلهم، ولو عرفوا العواقب التي يسببها الطلاق لأدركوا بأنهم وقعوا في خطأ عظيم، وأن سلبيات هذا الطلاق على المرأة كبيرة بل إنها أشباح تطاردها ليلاً ونهاراً في مجتمع لا يرحم وجروح وشروخ في حياتها خلفها الطلاق، فبعد أن كانت تحلم بحياة سعيدة إذا بها تتفاجأ بسوء المعاملة بل وأكبر من ذلك الطلاق الذي رمى بها في مكان سحيق، وإن كان في الطلاق لبعض النساء خير فكم هو سيء ومؤثر تحطيم الأنفس وجرح المشاعر، وعجيب أمر من يرى بأن المطلقة لا قيمة لها في الحياة لا لشيء إلا أنها بليت برجل حقير مستهتر لا يدرك عواقب الأمور وخفاياها، وكم من مطلقة جرحت ووئد حلمها في وضح النهار من هؤلاء الظالمين أولئك الذين أقدموا على الطلاق بدون شفقة ولا رحمة ببنات حواء والمصيبة العظمى عندما يتساعد المجتمع كله على نبذ المطلقة بكلام بعيد كل البعد عن الحقيقة من خلال نبذها والحديث بأنها لن تجد من يتزوجها بعد طلاقها، والنظرة الحقيرة لها من قبل الكثير من الناس، ويزداد العجب والاستغراب عندما ترى بعض الناس يرمي الكرة في مرمى المرأة ويقول هي التي تسببت بطلاقها من زوجها، وهذا هو الظلم بعينه، وإجحاف لتلك المسكينة التي تحتاج إلى من يرفع من معنوياتها، ويعيدها إلى الحياة مرة أخرى بعد أن حطمها زوج نزعت الرحمة من قلبه الجاهل الذي لا يستحق لقب الزوجية، نعم قد يكون السبب هو الزوجة لكن هذا نادر الحدوث، ويا للمصيبة والخطب الجلل عندما تسأل عن نسبة المطلقات فتجدها أعدادا كبيرة وكثيرة! اللاتي تركن مجروحات مقهورات، دموعهن قد سالت وأجرت أودية، عشقن الحزن والآهات وتجرعن مرارة الأسى والألم بسبب مطاردة كلمة مطلقة لها أينما ذهبت.
وصحيح أن هناك من الرجال من يطلق بسبب وبعد اقتناع الطرفين ولكن هم قلة فمتى يفوق هؤلاء الرجال ويقفون عند حدهم ويفهمون ويدركون بأن بنات الناس لهن كرامة وعزة نفس، ولسن لعبة في أيدي الرجال يتصرفون فيهن كيف يشاؤون، أكرمهن الإسلام وهم يهينوهن بتصرفاتهم الهمجية التي تثبت بالدليل القاطع أن هؤلاء رجال بالاسم أما الباقي فأشباح؟ فياليتنا ندرك أهمية احترام المرأة، وننظر إلى أخواتنا المطلقات نظرة احترام وتقدير وأن ما حصل لهن بتقدير من الله ثم بسبب حظها العاثر الذي رماها في حضن زوج بالاسم فقط أما ما بقي منه فهو كتلة من الظلم والطغيان والتسلط وأنها لاتزال قادرة للعودة للحياة والزواج مرة أخرى، بل إن هناك من الرجال من يفضل المرأة المطلقة على غيرها لميزات كثيرة منها تجاربها في الحياة، وهنا أقول لأخواتي العزيزات المطلقات: نحن معكن في كل شيء ولكن في قلوبنا محبة واحتراما وتقديرا وما حصل لكن كبوة جواد، وكله بتقدير الرحمن ولا تلتفتن إلى ما يقال عنكن من ضعاف النفوس والجهلة، وعدن إلى الحياة من جديد بنفس طيبة وتفاؤل يملأ الكون وبمستقبل زاهر زاه مع أزواج آخرين تتوفر فيهم صفات الرجولة، واعلمن أنكن كرهتن الطلاق ولكن تذكرن قول الباري جل وعلا: (وعسى أن تكرهوا شيئاً ويجعل الله فيه خيراً كثيراً) فهيا لفتح صفحة جديدة في الحياة نملؤها بالتفاؤل والسعادة والسرور، وأنا على يقين بأنكن واعيات فاهمات لكل ما حصل، فقط أحببت تذكيركن، وإلا ففيكن من هي أعلم مني وأكثر إدراكاً ومعرفة للحياة ثم إني أتمنى من كل أخت لم تتزوج أن تحرص كل الحرص على انتقاء الزوج الذي تتوفر فيه صفات الرجولة نعم هم قلة في هذا الزمان لكن الدنيا لاتزال بخير وفيها رجال أكفاء على قدر عظيم من الخلق والطيبة وحسن التعامل مع النساء.
شكرآ لك على هذا الطرح الرائع
فكم نحن بحاجة الى إلقاء الضوء على هذة السلبيات والمُحاولة بطرح الحلول