اكتب هنا لاني أثق بانني في منتدى حر يؤمن بحرية الكلمة وحق الجميع في التعبير عن الرأي و يتخذ الحوار وسيلة لنضج الافكار بعيدا عن سياسة الاقصاء و التهميش و الحذف فالافكار انما تواجه بالرد الرصين و بافكار مقنعة عقلانية تسقطها.
قبل أن أبدأ لابد من التأكيد على أنني لا أعني بهذا الكلام الأسر و العوائل التي ثبت نسبها بالتواتر والوثائق التي لا تدع مجالا للشك و الريبة.
لقد تكلم الدكتورسعود الفنيسان حفظه الله عما شاع مؤخراً من تحليل للحمض النووي للتأكد من الانتماءات البعيدة و القريبة حيث ان الحمض باستطاعته كشف نقاط الالتقاء بدقة متناهية بين شخصين الى مايزيد عن (54 جد ) ومعرفة اين كان يقطن اجدادك قبل آلاف السنين و معرفة هل انت عدناني ام قحطاني و أتمنى أن يكون دوافع الدكتور بالفعل درء الفتنة و جمع الكلمة ولي عدد من الملاحظات على كلامه الذي أورده الاخ فواز بن سلطان في ملتقى القبائل العربية في منتدى سؤال و جواب عن انساب القبائل وهي:
1. حينما قرأت كلام الدكتور في حديثه عمن تبنوا مشروع الحمض النووي محذرا و داعيا الى التصدي لهم وكأنه منذر جيش خلف جبل، اعتصرني الالم و الحزن على حال علمائنا و مثقفينا فهو لم يهب مثل هذه الهبة القوية في إنكار ما يجري في مجتمعنا الآن من طعن في الأنساب و سخرية من الناس وعدم تزويجهم بدعوى أنهم اقل نسبا، أما كان الأولى بك يا دكتور التحدث عن الفتنة الكبرى و التي للأسف قد شارك فيها وسكت عن إنكارها حتى بعض العلماء الكبار، قد يكون هناك بعض التحرك من بعض العلماء وقد يكون منهم سعادة الدكتور لا أعلم ولكن المتابع للحراك العنصري في المجتمع يدرك يقينا ان هذه الجهود متواضعة جداً لاترقى الى الحد الادني من تحمل المسؤولية الملقاة على عواتقهم ولا أكتمك أن مثل هذه المواقف المتخاذلة أساءت بهم الظن من أناس مورست عليهم أبشع ألوان العنصرية و التمييز مع الطعن المستمر في أنسابهم ظلما وعدوانا مع وضوح المنكر و شيوعه في الوقت الذي يرون فيه المبادرة للإنكار على أية خطوة قد تعيد الأمور الى نصابها و تخفف من غوائل العنصرية، و رأينا وسمعنا ما جري في المحاكم من مهازل فصل الزوجة عن زوجها وقد تزوجت برضاها و رضا والدها ولكن حماة التمييز لا يرضون بذلك بل و لجأ بعضهم إلى خلط الأوراق و شرعنة القضية فهم يفرقون بين الناس ويهدمون الأسر باسم الله وبكلمة الله!! تعالى الله عما يقولون، و آخرون يدَّعون انه لو لم يحصل التفريق لحصلت فتنة، و والله إن الفتنة كل الفتنة في سكوت العلماء و موقفهم المتفرج و المتخاذل و إلا الناس لو تم توعيتهم على مدى عقد او عقدين من الزمن و رأوا العلماء و الدعاة هم من يحمل لواء إطفاء الفتنة فسوف تزول الكثير من مظاهر العنصرية و التفرقة.
2. أما بخصوص إيراد الدكتور للأثر القائل (الناس مؤتمنون على أنسابهم(.فقد ذكر الشيخ بكر بن عبدالله أبو زيد في كتابه الموسموم ” معجم المناهي اللفظية” -في طبعته الثالثة الصادرة عام 1416 للهجرة- حول أصل هذه المقولة ما نصه:
(هذا لا أصل له مرفوعا . ويذكر علماء التخريج أنه من قول مالك وغيره من العلماء . وإلى هذه الساعة لم أقف عليه مسندا إلى الإمام مالك أو غيره من العلماء ، فالله أعلم.) انتهى كلامه.
وهذه القاعدة تعتبر قاعة هشة لا يعتد بها دائما بل كما قيل إن علماء الأنساب لم يكونوا يوردون هذا الأثر في كتبهم الا المتأخرين منهم ومما يدل على ذلك أنك تجد أفرادا يتنسبون إلى قبيلة واحدة أو أسرة واحدة يختلفون حول انتسابهم إلى جد معين وتجد اختلافهم كبيرا وهذا أمر ملاحظ ومعروف وكثير ممن اشتغلوا بعلم الأنساب وألفوا فيه وتعمقوا لا يثقون بهذه القاعدة ولا يعتدون بها لأنه ثبت لهم أن الناس قد يجهلون أنسابهم .أن هذه القاعدة يُعملها القاضي إذا لم يعارضها أرجح منها في الدعوى عند الخصومة على صاحب النسب, ولا يتعطل بها البحث التاريخي . وقد أورد الشيخ / بكر بن عبد الله أبو زيد أيضا فائدة حول هذه المقولة في كتابه : " فقه النوازل " حيث قال : ( وهاهنا فائدة يحسن تقييدها والوقوف عليها وهو أن هذا ( أي مقولة الناس مؤتمنون على أنسابهم ) ليس معناه تصديق من يدعي نسباً قبلياً بلا برهان، ولو كان كذلك لاختلطت الأنساب، واتسعت الدعوى، وعاش الناس في أمر مريج، ولا يكون بين الوضيع والنسب الشريف إلا أن ينسب نفسه إليه وهذا معنى لا يمكن أن يقبله العقلاء فضلاً عن تقريره)
و مما تقدم نخلص إلى أن هذه المقولة ما هي إلا مخرج يلجأ اليه الفقية في مسائل اللقطاء و إلحاق ولد الفراش، والمواريث، و ما شابهها من مسائل فقهية. و يدل أيضا على تحميل الشخص مسؤولية اكبر للانتساب الحقيقي و الاجتهاد في تحري الصحة، وليس معنا ان كل شخص يدعي نسبا كذبا وزورا او خطأ نقول لقبيلتة يجب عليكم السكوت حتى لا تفضحوا هؤلاء أو تحدثوا فتنة.
ثم ان الشخص لو أثبت ان آخر لايمت لهذا القبيلة بصلة لا يعد ذلك قذفا وإلا نحن نسمع من ينتمي الى قبيلة سنوات ثم يتبين له شي آخر فيتحول الى قبيلة اخرى.
و يعلم الجميع ان هناك عدد لا يستهان به ممن يدعون الانتساب الى القبائل من الاسر و خاصة الحضرية لا أقول أن الناس يعلمون عدم صحة هذا الانتساب و حسب بل ان الأسرة نفسها تعلم ذلك ولكن أخذت هذا الانتساب في الفترة التي لم تكن القبائل تتحرى عمن يدعي الانتساب إليها،ولكن لما بدأ التحري و البحث في الوثائق اتضحت الأمور، وأقول ان تحليل الحمض لمعرفة النسب هو أوثق بكثير من هذه الأوراق و الأقوال البشرية التي قد تصح وقد تخطي ويعتريها الكثير من الأهواء و الأطماع و المصالح، و بطبيعة الحال فانه لا أحد يهون عليه التفرط بالتصاقه بالقبيلة حتى لو تيقن خطئه الا من رحم الله، ولا سيما اذا وجد مثل هذه الفتاوى التي تبسط الموضوع بهذه الطريقة، فهل هذا الانتساب يصح السكوت عليه يا دكتور و الرسول صلى الله عليه و سلم يقول(لعن الله من انتسب الى غير ابيه)و وردت أحاديث صحيحة عديدة في التحذير و الوعيد لمن انتسب لغير أبيه وهو يعلم، و لا شك أن مثل هذا الأمر مدعاة لاختلاط الأنساب و ضياع للحقوق و كذب صريح و مثل الإنتساب إلى غير الأب الإنتفاء من النسب الصحيح و كلا الأمرين إثم عظيم يترتب عليه وعيد أعظم فقد ورد في الصحيح عن أبي ذر رضي الله عنه أنه سمع النبي صلى الله عليه وسلم يقول: ” ليس من رجل ادعى لغير أبيه وهو يعلمه إلا كفر بالله، ومن ادعى قوماً ليس له فيهم نسب فليتبوأ مقعده من النار” صحيح البخاري(6/539). و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : ” لا ترغبوا عن آبائكم فمن رغب عن أبيه فهو كفر” (صحيح البخاري (12/54) حديث ( 6768) . و هاهنا نرى أن الإنتساب لغير الأب مع العلم ذنب عظيم يقتضي دخول النار والعياذ بالله و أن الانتفاء من النسب الصحيح المعلوم صحته كفر نسأل الله السلامة. ويأتي بعد هذا كله من يصر و يستميت لينفي اسر بأكملها من أصولها الثابتة بالوثائق بالإضافة الى نتائج التحليل الحمض النووي، وعلى النقيض من ذلك من يثبت أصول غير ثابتة ويقاوم كل دليل يمكنه تجلية الحقيقة!! ألم اقل لكم ان العادات و الموروثات الخاطئة و التلذذ بالتمييز هو من يحكمنا للأسف لا الشرع ولا الحقائق الثابتة!!
3. أنت تعلم يادكتور ان هناك العديد من الأسر المنتمية الى القبائل لاتزال تبحث عما يزيد من انتمائها و يثبته من وثائق و سؤال كبار السن الا تعتقد ان الحمض النووي وقد اتضحت دقته قادر بأمر الله على الفرز الحقيقي فهو لا يعرف المحاباة ولا المجاملة و التزوير و الالتصاق الكاذب بالقبيلة، وانه بقدر ما تطابقت نتائجه مع كلام المختصين بعلم الأنساب في معظمها فقد جاءت أخرى بخلافه.
4. اثبت الأطباء و كثير من المهتمين بعلم الأنساب و علماء شرعيين ان إثبات النسب عن طرق تحليل الحمض النووي هو مسألة قطعية لا يتطرق إليها الشك و نسمع الدكتور الفنيسان هنا يقول(أنه لا يمكن لشخص التشكيك في الأنساب لمجرد الظن) الجينات لا تكذب يا شيخ فكل خلية و جين ينطق بانتمائك ولا يستطيع أي شخص أن يسلبك نسبك أو يهبك نسبا ليس لك فلماذا الهروب و الخوف من الحقائق إذن؟
أبشرك يا دكتور اطمئن هذا ليس ظنا بل الظن هو ما نشاهده من دخول أعداد كبيرة من الأسر في غير انتماءاتهم الصحيحة،وهو ما بدا جليا من نتائج التحليلات الحمضية والتي تتوافق مع ما هو شائع ودائر بين التشكيك و العلم اليقيني بعدم انتمائها، لا أفهم من كلامك إلا أننا يجب علينا ترك كل من انتسب إلى قبيلة حتى لو شككنا او تيقنا عدم صحة انتسابه ونفي غير المنتمين عرفا حتى لو أجمعت جمعيات آل البيت على انتمائهم لآل البيت الشريف!!! وهذا الفهم إن صح لا يمكن تسميته الا بالجريمة و التواطء على إبقاء الوضع على حالة ودفن الماضي المزيف، لكن أقول فات أوان الخداع والتزوير و الرشاوي وجاء طوفان الحق و الحقيقة ولن يستطيع كائن من كان الوقوف أمامه،لقد أسأتم وظلمتم بغير حق والآن جاء من يعري الحقيقة بحق لا لبس فيه.. تمنيت لو كنت يا دكتور أكثر صراحة ولم تلف كثيرا وتأتي بالاستدلال الصحيح الغير صريح و الاقيسة الفاسدة، لو انك قلت نحن نعلم ان هناك اسر مشكوك أو متيقن عدم انتسابها ولكننا نخشى أن تظهر نتائج التحليلات غير جيدة مما يسبب بلبلة و فتنة بحكم ان هذه الأسر قد ارتبطت بمصاهرة مع غيرها فيحصل بذلك تفكك الأسر، لكن كيف ترضى لنفسك أيها الدكتور الشيخ أن تتستر على أناس تخشى من عرضهم على الدليل القاطع و تسكت و تتجاهل بل وتؤيد إقصاء عدد كبير من الأسر التي تعلم يقينا انتمائها الى قبائل لكن ظروف الحروب و الثارات و الفقر و الهجرة أبعدتهم عن مواطنهم و قبائلهم و سميتموهم ب(الخضيريين) أين غيرتك و حرمات هؤلاء تنتهك من زمن بعيد أين أدلتك التي تحرم الطعن في الأنساب و الفخر في الاحساب أين انتم و المجتمع متفرق متفكك من عشرات السنين أما تخشون الله تنتفضون على الحقائق و تدعمون الخرافة و التزوير؟!! الجميع يشهد ان معظم علمائنا ومشائخنا لم يبذلون ما يجب للتخفيف من العنصرية التي اجتاحت المجتمع السعودي، نريدهم أن ينتفضوا مثلما تفعل أنت الآن فقد حذرت و حرضت العلماء والدعاة على المواجهة ورص الصفوف للوقوف أمام أمر لم تجرؤ أنت على وصف نتائجه بالكاذبة، وقلت (انه سيوقع في أنفسهم الحقدوالبغضاء ويرفع من درجة العنصريات وهو أمر حرمه الإسلام ونهى عنه عندما قال عليهالصلاة والسلام (دعوها فإنها منتنة(و دعوت لمحاربة مثل هذه التصرفات لأنها تكرس وتشجع على إثارة العنصرية في المجتمع) الله اكبر!! كنا ننتظر هذا الكلام و هالفزعة منذ زمن لدرء الفتنة التي مزقت المجتمع سنوات لكن الظاهر انه حتى العلماء استساغوا هذه التفرقة وألفوها بل والله إن البعض منهم لا يتمنى اليوم الذي تزول فيه هذه العنصرية المقيتة فإذا كان هذا حال العلماء و المثقفين و المفكرين فكيف بمن دونهم إلا من رحم الله تعالى.ولكن كما قال احد المعلقين(ان الشعب السعودي متدين بطبعه ولا يرتضي غير التحاكم الى الكتاب و السنه الا في مسالة النسب فالرفض واضح و قطعي لا رجعة فيه و العياذ بالله)هذا منطق الشيطان (أنا خير منه خلقتني من نار و خلقته من طين)،وسبحان الله أبى الله إلا أن يذل من استكبر فالشيطان يظن انه خير و بلا شك ان الطين خير من النار و بعض هؤلاء المستكبرين و العنصريين كان يظن انه خير فخرجت النتائج الاولية بان نسبة 48% من العينات التي أخذت من إحدى القبائل هم غير عرب أساسا وقبيلة أخرى 39% غير عرب فايهما خير؟!!!!!! (هذا إذا أردنا ان ننزل الى مستوى هؤلاء)والمفاجئة في الأمر ان العينات تم أخذها من أشخاص هم أصول في القبيلة و يتسمون باسمها!! فكيف بالبعيد!! وبعد كل هذا أما زلت تقول بإبقاء الوضع على ما هو عليه!!!!والله انه ليجب على القبائل الحرة الشريفة الانتفاض على هذا الوضع المزري الذي بحق أساء إلى القبائل وان يبذلوا قصارى جهدهم لتنقية واستخلاص أبناء القبيلة الحقيقيين وإلا سيأتي اليوم الذي ستعير القبيلة بهم.
الآن ونحن أمام هذا الفرز الحقيقي أنا على يقين تام انه سيخرج من يحذر منه باعتباره فتنة وتشويش وعلى أعلى مستويات الفتيا وهي فتنة محتملة (مع التعامي التام عن الفتنة المتحققة التي فرقت المجتمع) على غرار ما فعل الدكتور، وما ألومهم فان الوضع فعلا خطير و الجميع يخشى على نفسه ، ويمكن للقارئ بكل بساطة أن يكتب بمحرك البحث قوقل(الحمض النووي) أو ( السلالات العربية) ليدرك ما أقول بكل وضوح، وكل فتوى من هذا النوع سينظر لها بعين الشك والريبة نظرا لموقف جهات الفتيا الغير محايد من العنصرية المستشرية في المجتمع.
5. وقال الدكتور الشيخ (الإسلام أمر بحفظ الأنساب لكنه رفض التشكيك فيها إلى درجة الاستعانة بالفحص الوراثيللاطمئنان وهو أمر غير مقبول على الإطلاق لأن فيه نبذا للآخرين واحتقارهم)
والله إني أكتم ضحكاتي!!! تقول إن الإسلام أمر بحفظ الأنساب،هذا صحيح بلا شك ولكن للأسف لم يلتزم البعض بحفظ نسبه و أقسم بالله أنني و غيري و أنت و الجميع يعلم أن الكثير من الأسر كما ذكرت لك تنتسب كذبا أوخطأ و بعض أفرادها يصرحون بذلك، كما أن الجميع أيضا يعلمون انه في المقابل هناك العديد من الأسر تنتمي لقبائلها ولكن يرفض انتمائها لأسباب عنصرية و عرفية ومعلوم ان العرف لا يحتج به على الشرع،أليس هؤلاء المدعون لغير قبائلهم مؤتمنون على أنسابهم أيها الشيخ!!!أليس الواجب عليك نصحهم و إنقاذهم من النار؟ بل وهناك اسر نفتها القبيلة و أثبتت عدم انتسابها ولا تزال هذه الأسر تنتسب لها و الجميع يقرها و يتغاضى عنها و يصاهرها وقليل من يجرؤ على فتح مثل هذا الموضوع فهم منقسمون تجاه هذا الأمر الى قسمين القسم الأول:هو غير متأكد من انتسابه أصلا فمن الحماقة إذن إثارة مثل هذه الموضوعات خوفا من انه يحرك يبلش و باختصار (اسكت عني واسكت عنك)وليتهم اكتفوا بهذا الحد من المخادعة فلقد صموا آذاننا بالحديث عن الأصل والأصالة وهم لا أصل ولا بطيخ، وبلاشك هم يطيرون فرحا بمثل هذه الفتاوى ليتستروا خلفها. القسم الثاني: من هم متأكدون من أصولهم ولكن الشكوى لله ارتبطوا بهم فأي اساءه لهذه الأسر ستطالهم لا محالة، أما قلت لك ان العرف والعادة هي التي تحكمنا لا الشرع و الحقيقة!! فلماذا إذن في هذا الوقت بالذات يدخل الشرع و الدين على الحلبة يا دكتور،هناك حل واحد فقط لهذه المعضلة، فإما نتحاكم الى الشرع وإما نتحاكم الى غيره (اسأل الله العافية) فلا يصح ان يلعب البعض على الحبلين فإذا حاججته بالشرع احتج بالعادة والعرف و اذا حاكمته الى الواقع والى الأمر الذي لا ينكره الا مكابر(الحمض النووي) حاد الى النصوص الشرعية التي نحن ننادي بها من زمن لحل القضية،هذا لا يصح الا من عوام الناس(بل الإنسان على نفسه بصيرة ولو ألقى معاذيرة) فأي قبيلة تحترم أعراقها لا يمكنها السكوت على هذه المهازل!!فالمراوغة لا يمكن ان تؤسس لمبدأ أو تصادم حقيقة، وأربأ بأبناء القبائل الصرحاء أن يمرروا هذا التسطيح المتعمد للعقول.صدقني يا دكتور الناس ما يمشي عليهم هالكلام أيا كان المتحدث.
يا إخواني نحن أبناء بلد واحد ونعرف جيدا ما الذي يدور داخل الأسر فغالب الأسر (ولا استثني منها حتى الأسر المتدينة)للأسف تكرس العنصرية في أبنائها و بناتها فالطفل منذ نعومة أظفاره وهو يربى على ان المجتمع و الناس الذين أمامك هم على قسمين إما أحرار وهم بالطبع نحن و العائلات الفلانية و إما عبيد و هم العائلات الفلانية لقد كُذِب عليهم و كذبوا هم على أبنائهم ثم كذبوا حتى صدقوا الكذبة التي تناقلتها الأجيال جيل بعد جيل و الإثم و الخزي على الكاذب الأول والفضيحة و العار على من صدق هذه الخرافات، والطفل المسكين المغرر به يذهب يتقيأ ما رضعه ألفاظا بذيئة على بني جنسه في المدرسة و الشارع ،أيرضيك هذا يا فضيلة الدكتور أليس هذا هو مستودع الحقد وخزانته؟اليست هذه هي العنصرية بأجلاء صورها تمارس على مرأى و مسمع من الجميع دون نكير!! أما كان الواجب عليك تشجيع مثل هذه المبادرات حتى يظهر الأصيل حقا،نحن لا نطالب بأكثر من إرجاع كل شخص الى أصله الحقيقي هل في هذا تجني على أحد؟!! أو يتم حلها بالطرق الشرعية التي لا تخفى على أمثالك، لقد تجرعت هذه الأسر الأمرين ولم تجد من يدافع عنها حتى ممن يدَّعون الخير والإصلاح بل بعضا ممن ظاهره التدين أشد بالعداء من سفهاء قومه، و أقول العداء لان المسألة وصلت بالفعل الى ولاء و براء عياذا بالله من حالهم فقد يمقت ويصنف شخصا يشاهده لأول مرة لمجرد معرفته لاسمه. لقد وصل الأمر لمنعطف خطير جدا يتطلب وقفة جادة ونية صادقة.
6. العجيب حقاً أن الدكتور الفنيسان ينتقد صرف 1200ريال و يعتبر ذلك من الإسراف الذي يمكن أن يؤول بهم الى أخوة الشياطين، و هل احد يقول ان من يبحث عن نسبه و ينفق مثل هذا المبلغ يعد مسرفا! يا دكتور لو صرف الآلاف المؤلفة من اجل ان يعرف أبناء عمومته لما كان ذلك كثيرا خاصة في ظل التدليس و التلبيس الحاصل اليوم ،وكأنك لا تعلم ان البعض صرف مئات الآلاف بل ملايين الريالات على تجمعات قبلية عنصرية (بطراً و رئآءَ الناس) كان الأولى بك وبغيرك تشديد النكيرعليهم، ولكن يبدو أن فعل هؤلاء يخدم المشروع العنصري الذي يجب غض الطرف عنه، يا دكتور اتق الله هل هؤلاء ينفقون أموالهم في سبيل الله وابتغاء مرضاته أم أنفقوها لسد جوعة أبناء قبيلتهم؟!! الميزان قطعا غير معتدل بشكل مفضوح، ينبغي على العلماء ان يتحملوا مسؤوليتهم تجاه القضية،لقد تململ الناس من هذا التواطء المبطن والصمت المذموم، يا أحبابي الأمر واضح ولا يحتاج لذكاء مفرط لاكتشافه.
7. قال الدكتور كلام لا ادري قصر فهمي عنه أم ..........................
قال(لأن الإسلام لم يأمر بهدر هذه الأموال للتأكد من نسب قبيلة ما، معتبرا أن التفاخربالإسلام بالتقوى والإيمان والتعلم والأخلاق وليس للانتساب للقبيلة)
لماذا افترض الدكتور بمن يسعى لتأكيد انتسابه للقبيلة أن قصده التفاخر!! هل من يريد معرفة الفروع الصحيحة لقبيلته متفاخراً!!هل من يسعى للتعرف على أبناء عمومته الغير مزيفين متفاخراً!! لا ادري كيف حُشرت هذه العبارة في هذا المكان فربما تاهت بوصلتها!!! فمكانها الحق في الرد على من ملأ الدنيا تفاخرا و كبرا و استخفافا بالناس وطعنا في أنسابهم على حين تغافل من المشايخ! حسبنا الله و نعم الوكيل والله لا أشك ان هذا الاكتشاف(الحمض النووي) هو عقوبة معجلة للمستكبرين و المتفاخرين والمتغافلين وباعتقادي ان الفتاوى التي ستصف (الحمض النووي) بالفتنة و تحذر منه ستكثر في الأشهر او السنوات القادمة.
ان كان البعض لا يعنيه ان ينتسب اليه من هم بعيدون عنه ولا يمتون اليه بأي صلة، فان هناك من يُفني عمره ليخلُص له أبناء عمومته الحقيقيين. وخاصة أنكم سمعتم بان اسر كانت تدعي الانتساب لآل بيت النبي صلى الله عليه وسلم وثبت بالتحليل عدم صحة ذلك و منهم أسرة النمر بالقطيف والذي صرح عميد أسرة النمر بأنه وبعد خروج نتيجة الفحص فان أسرة النمر تعلن عدم انتسابها لآل البيت، ما هو قولك يا دكتور هل تفتيهم بأنهم لايزالون من ال البيت وأنهم مؤتمنون على نسبهم بحجة ان الحمض النووي لا قيمة له في الإثبات أو النفي!!! الصحيح انه شي يحير فعلا و يجب التريث و التفكير مئات المرات قبل المجازفة في الكلام عن هذا الموضوع الخطير.