الوليد بن بدر.. أستقال على طريقة (وداع رجل شجاع) ..
أرسى مبادئ الديمقراطية في النصر وترجل
عبدالعزيز المريسل ـ الرياض - تصوير ـ فايز الغامدي
نجح المصور المميز فايز الغامدي والذي يعتبر أحد أهم اكتشافات (الرجل القوي) في رصد صور مميزة لوداع الأمير الوليد بن بدر نائب رئيس مجلس إدارة نادي النصر لمنصبه (رسمياً) حينما التقط له صوراً عديدة وهو يقبل رأس الأمير فيصل بن عبدالرحمن وكذلك وهو يحتضن الأمير فيصل بن تركي بن ناصر وعدداً من الأعضاء ليختتمها بصورة تنقالتها جميع المنتديات الرياضية عبر الإنترنت وعبرت عنها الجماهير النصراوية بأنها (صورة الألم) حينما رفع الأمير الوليد بن بدر يده ملوحاً للمصور وكأنه كان يقول (وداعاً كنائب رئيس لكنني سأكون موجوداً كعضو شرف)
ولهذا لن نقول (نهاية رجل شجاع) بل سنقول (وداع رجل شجاع) كل هذا حدث في ليلة اجتماع رجالات النصر الأخير.
حسرة جماهير
في الوقت الذي انتظرت الجماهير النصراوية أن تعلن إدارتهم بعد اجتماع مجلس الإدارة والمجلس التنفيذي الذي اقيم مساء الاثنين الماضي بمقر النادي عن عدد من الصفقات المحلية ذات العيار الثقيل فوجئوا بإعلان الأمير منصور بن سعود قبول استقالة الأمير الوليد بن بدر نائب رئيس مجلس إدارة النادي لتزداد الندامة والحسرة على وجوه تلك الجماهير (المغلوبة على أمرها)!!
وما خفف تلك الصدمة هو أن الأمير فيصل بن تركي بن ناصر هو من سيخلفه في هذا المنصب رغم المطالبات الجماهيرية بأن يتم تنصيبه كرئيس مجلس إدارة بأسرع وقت ممكن وليس كنائب كون تلك المطالبات جاءت عن قناعة بأن الرئيس ليس بأفضل من النائب الجديد نهائياً.
الرجل القوي
ذات لقاء فضائي على شاشة العربية، قال الزميل بتال القوس: (الأمير الوليد بن بدر الرجل القوي في نادي النصر) لقد كان بتال القوس منصفاً وهو يصف الأمير الوليد بن بدر بـ(القوي) فالقريبون من البيت النصراوي يعلمون تماماً بأن هذه الشخصية كانت العمود الفقري للإدارة حتى ما قبل تكاتف (بعض أعضاء الشرف) في مجلس هيئة أعضاء الشرف الذي لم يأخذ طابع (الرسمية) بعد ولو قدر لهذه الاستقالة أن تظهر في السنة الأولى من عمر هذه الإدارة أو حتى قبل 8 أشهر لأنهارت الإدارة تماماً ولم يستطع الأمير فيصل بن عبدالرحمن أن يكمل مسيرته كرئيس للنادي،
لقد كانت الجماهير مستعدة أن تتقبل استقالة الأمير فيصل بن عبدالرحمن أو حتى استقالة الأمير منصور بن سعود من منصبه كرئيس للمكتب التنفيذي لكن استقالة الأمير الوليد بن بدر كانت لها اشبه بـ(الغصة) التي عجزت عن بلعها بسهولة.
ديمقراطية حقيقية
فرغم اختلاف الكثيرين مع هذه الشخصية وخاصة الإعلاميين إلا أنه لم (يحقد) عليهم ولم يصدر عليهم شائعات كغيره وخاصة ممن تنبأوا (ثقافة الارتزاق) لمجرد الخلاف معهم فيما يقدمونه من عمل فقد كان نائب رئيس النادي (المستقيل) ديمقراطياً بكل ما تعنيه الكلمة وكان يطبق مبدأ (الرأي والرأي الآخر) بكل ما تعنيه هذه الكلمة فكان يحرص على التحدث مع من يختلف معه أكثر من حرصه على الحديث مع من يتفق معه.
ثقافة البيانات
نظم الأمير الوليد بن بدر العمل الإداري في نادي النصر بشكل ملحوظ ومميز وكانت هذه مهمته الأساسية وقد نجح فيها نجاحاً منقطع النظير، استطاع أن يخلق ثقافة رزينة فجعل كل الأندية تتبعه فيها وهي ثقافة (البيانات) التي أبعدته عن اجتهادات بعض الإعلاميين في نقل المعلومة عنه ليصل صوته لجميع الصحف بالحرف الواحد دون أن يكون للاجتهاد أي مساس بالمضمون.. ثقافة (البيانات) كانت فكرة رائدة ومميزة وإن كانت الجماهير النصراوية ضد كثرتها في البداية بسبب ابتعاد فريقها عن البطولات إلا أنها اجبرت جميع الاندية على اتباعها ويأتي في طليعتهم النادي الذي يملك إعلاميين سبق وأن هاجموا هذا الفكر المتحضر!!
كما أن وجود شخصيات رزينة في النادي وفي المكان المناسب تؤكد أن الأمير الوليد بن بدر كان يهتم بالمستقبل النصراوي أكثر من اهتمامه بحاضره وما وجود علي حمدان كأمين عام في النادي وكذلك لجنة الاحتراف التي يرأسها عامر السلهام إلا أكبر دليل على هذا.
شخصية غير تقليدية
عرف عن الأمير الوليد بن بدر في المدة الزمنية التي تعتبر قصيرة في المجال الرياضي (ثلاث سنوات ونصف تقريباً) بشخصيته القوية التي تدافع عن حقوق النصر مع أي كان ومهما بلغ اسمه وهو ما جعل للنصر (هيبة) في ظل وجود رئيس يخشى المواجهة في أي حدث يكون للنصر !!!
طموحات خاصة
خسر النصر الأمير الوليد بن بدر ولعل كثير من المواقف المقبلة ستجعل النصراويين يتحسرون أكثر على فقدان هذه الشخصية.. لكن السؤال المهم والعريض هل حقق نائب الرئيس (المستقيل) بعضاً من طموحاته في هذه السنوات القصيرة جداً!؟
لقد كان الأمير الوليد بن بدر يطمح في أن يكون للجمعية العمومية في الأندية السعودية صوتاً مسموعاً وقد سعى لذلك ونادى به في وسائل الإعلام حتى تم تطبيقه في أكثر من نادٍ وبقي أن يطبق في ناديه حيث يعتبر ذلك أحد أهم ما يصبوا له وهو ما اقترب لأن يكون على أرض الواقع.
وقفة صادقة
كثير من المواقف حدثت أثبتت أن هذه الشخصية يهمها في المقام الأول النصر والنصراويين ورغم بعض قناعاته في بعض الأمور إلا أنه حينما تأتي مواقف ضد هذه القناعات النصراوية لكنك تجده أول من يقف معها ويساندها لأنها نصراوية،ولأن من مصلحة النصر أن تقف معها وربما يظهر ما حدث مع عبدالعزيز الدغيثر خير مثال حيث كان الأمير الوليد بن بدر ضد ظهوره الإعلامي المتكرر بكثرة ورغم ذلك فحينما تحدث الدغيثر عن حكاية الـ(ART) والجدولة الخاصة للمباريات وتم استدعاؤه للتحقيق كانت هذه فرصة لأن يتم (تهميش) الدغيثر إلا أنه وقف معه وقفة رجل أكثر من يعرفها هو عبدالعزيز الدغيثر نفسه، وحتى حكاية تجديد سعد الحارثي كانت فيها أحد المواقف فقد كان نائب الرئيس يرفض تسليم اللاعب مبلغ التجديد (دفعة واحدة) بسبب حرصه على أن يكون مستوى اللاعب في القمة وأن يحرص على تطويره أكثر لكن حينما تم الاتفاق معه على تجديد العقد بمبلغ يسلم دفعة واحدة كان الأمير الوليد بن بدر أكثر من وقف مع هذا الأمر حتى بعد إصابة سعد الحارثي.
مصلحة العالمي
بعد أن أعلن الأمير الوليد بن بدر استقالته للمرة الأولى وتم رفضها لم يعد يظهر نائبالرئيس كما في السابق وهذا ما جعلت (الرياضي) تحاول في أكثر من مرة لتسأله السؤال العريض لماذا؟.
حتى قبل الاجتماع الصدمة بـ(24) ساعة كان هناك نفس السؤال لكنه كان يؤكد أنه لا يوجد أي مستجدات تستحق الظهور والدفاع عن النصر، لكن الأهم من كل هذا هو أن الأمير الوليد بن بدر يكرر بين الحين والآخر أن هذه الاستقالة هي لمصلحة النصر رغم أنه من المفترض أن يكون آخر شخص في هذه الإدارة يفكر في الاستقالة ورغم ذلك هو قدم درساً جديداً على أن مصلحة النصر لابد أن تكون في الطليعة وفوق كل اعتبار ولا يجب أن تقدم المصالح الشخصية عليه ولعل هذا الدرس قد وصل للكثيرين ممن يعملون في الاندية وترى المصلحة العامة لأنديتهم أن يرحلوا عن النادي في نهاية الموسم الرياضي الحالي.
شرفي بارز
وبعد أن قدم الأمير الوليد بن بدر استقالته الرسمية من منصبه فقد آن الأوان له أن يقدم درساً جديداً لأعضاء الشرف من خلال ما سيقدمه كـ(عضو شرف) فالعين ستكون عليه هو أكثر من أي شخص آخر خاصة أنه كان ولايزال ينادي بوجوب الالتفاف حول النادي سواء بوجود منصب رسمي من عدمه.
بصحيفة الرياضي
يوم الجمعة 5 محرم 1430هـ