أليس من الحسرة والندامة أن يعفو الله عن الملايين..... ثم بعد ذلك , لا نكون منهم؟!
قال تعالى
((ومن يعمل سوءا أو يظلم نفسه ثم يستغفر الله يجد الله غفورا رحيما ))
متى يتوب من لا يتوب الآن؟
ومتى يعود إلى الرحمن من لا يعود الآن؟
ومتى يراجع حسابه مع الواحد الديان من لم يراجع حسابه الآن؟
تنسلخ الثانية بعد الثانية والدقيقة بعد الدقيقة الساعة بعد الساعة.........ألم تتب بعد؟!!؟!؟
تأمل......
إننا يا أخواني نذنب الذنب تلو الذنب, والله لا ينسى { أحصاه الله ونسوه }. { ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد}.
فل نسارع أخي وأختي بفكاك رقابنا من النار, ولنغتنم الوقت بالطاعات والسنن , وكثرة الصلاة على المصطفى صلى الله عليه وسلم
وكثرة التوبة والاستغفار ونبادر بالحسنات.
فإذا عُلم ذلك يا عباد الله فأوصي نفسي وإياكم بالتوبة النصوح وكثرة الاستغفار ورفع يد الضراعة إلى الحي القيوم , لعل الله يغفر لنا.
فوالله الذي لا إله هو , ليس لنا من الأعمال ما نتقدم به إلى الله , أعمالنا قليلة جدا , مشوبة بالرياء والسمعة ، يتخللها الخطأ والتقصير ، وكلنا فقر ومسكنة
, وكلنا عجز وتقصير....{ يا أيها الناس أنتم الفقراء إلى الله والله هو الغني الحميد } . { والله الغني وأنتم الفقراء }.
إن بعضنا يظن أنه عندما يصلي أو يقرأ ساعة أو يذكر الله ساعة أنه قد فعل شيئا عظيما...
فبالله أخبرني يا من تظن هذا...
كم من الساعات تقضيها أما التلفاز, تنظر فيها إلى الكاسيات العاريات...... والملك ينظرك.
كم من الساعات التي يقضيها شبابنا في التسكع في الأسواق....... والملك ينظرهم.
أما نستحي يا إخوة؟؟؟؟
ألم يعد في القلب خوف من رب العباد؟؟؟
ألم يهزنا قول الله: { إن جهنم كانت مرصادا } ؟؟؟؟
ألم يردعنا قول الله : { والله بما تعملون بصير } ؟؟
فالله الله بالتوبة يا أولي الألباب, فالله غفور رحيم ولكنه أيضا ملك جبار متكبر قوي عزيز قال عن نفسه: { إن بطش ربك لشديد }
فلنتب الآن... نعم, الآن الآن قبل فوات الأوان.
فلنتب قبل أن تأتينا سكرات الموت.
فلنتب قبل أن نرى ملك الموت فينادي روحنا: اخرجي أيتها الروح ال....فإما مطمئنة وإما؟؟؟....!
وفي الختام, اعلموا أيها الإخوة أن الله لا يمل حتى تملوا, وباب التوبة مفتوح لا ينغلق حتى تخرج الشمس من مغربها, فلنبادر بالتوبة معا من الآن.
واعلموا إخواني بأن الله يفرح بتوبة عبده بعد أن ضل, فيغفر له ما كان من ذنوب ومعاصي ولو كانت كتراب الأرض وكزبد البحر, فلقد قال الله عز وجل
في الحديث القدسي: ( يا ابن آدم إنك ما دعوتني ورجوتني غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو بلغت ذنوبك عنان السماء ثم استغفرتني
غفرت لك على ما كان منك ولا أبالي, يا ابن آدم لو أتيتني بقراب الأرض خطايا ثم جئتني لا تشرك بي شيئا لأتيتك بقرابها مغفرة) [رواه الترمذي] .
ألم يقل عز وجل { إن الله يغفر الذنوب جميعا }......
{ فقلت استغفروا ربكم إنه كان غفارا يرسل السماء عليكم مدرارا ويمددكم بأموال وبنين ويجعل لكم جنات ويجعل لكم أنهارا}
اللهم آت نفوسنا تقواها, وزكها أنت خير من زكاها , ربنا ظلمنا أنفسنا وإن لم تغفر لنا وترحمنا لنكونن من الخاسرين ,
وصلِّ اللهم على نبينا محمد وعلى
آله وصحبه أجمعين.
من ابوالبراء