[align=center]
-على عجالة الساعي- /
وما (المطاوعة) -مع تحفظي على هذا المصطلح- إلا بشرٌ خُلقوا كما خُلقت أنت و غيرك ..
جُبلت نفوسهم على المغالبة وكف الشيطان والنفس والهوى والدنيا .. فما بين مستقلٍ ومستكثر .
كما هو حال البشر ..
لم يرد بشرع ولا بهوى أنهم : ملائكة - أطهار - نزولوا بتقديس (الإستقامة) لا يعرفون الخطأ ..
ومنذُ الأزل ، لم يسلم -يا رعاك الله- من ذلك أحد ..حتى في الزمن الذي كان ينزل فيه القرآن من السماء ، وفي مجتمعٍ أتفق العلماء المتقدمين والمتأخرين على عدول أهله ، كان يقع منهم السقطات
والعثرات ، بل وقع منهم حتى الزنا ، والبشير النذير بين ظهرانيهم ..ويكابدُ من نفسه ما يكابدون هم!!
وأنت تتسخطُ في هذا الزمان على من تزعم بأنهم لا يصدر منهم هفوة أو نزوةٍ حاسرة ..
وما أنت بهذا التسخط إلا (سِباطةُ) قومٍ كانوا بالأمس تجترفهم مفاهيم الجهل والبعد عن التصور الصحيح ، ونبذ دواعي الإجتهاد حتى لا يكون هناك إجتهاد .. ورضوا بالآراء ونحوها ..
لكن لا تُورد الإبل كما أوردتها أنت ، ولا تُصحح الأمور بنقضها ..
لكن بالتعامل الصحيح الذي كان عليه محمد وصحبه ، تسقيم الأمور ، ويسلم الحبل من الإنقطاع .. ولا تنكسرُ العصى ..
وما قصةُ إبن الخوَّات مع رسول الله -كما أوردها الطبراني- إلا نصٌ لما أقول وأقصد ..
فبحث عن هذه القصة وأقرأها ، فستجدُ فيها ما يغير تسخطك ..
-محبك-
.[/align]