المشهور عن "الزيدية" إنها فرقة من فرق المذهب الشيعي.. ويصفها الكثيرون بأنها أقرب مذاهب الشيعة إلى السنة.
تبلورت الزيدية كفرقة في أوائل العصر العباسي في القرن الثاني الهجري. وتنسب تسميتها إلى الإمام زيد بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب (80هـ -122هـ/ 698م- 740م) الذي صاغ نظرية في السياسة والحكم، جاهد من أجلها وقُتل في سبيلها في معركة مع الأمويين. وتعتبره الزيدية رمزاً لها وتنتسب إليه.
ويقال أن الزيدية نشأت أول ما نشأت عن موقف جماعة من الشيعة التقت حول فكرة وجوب "الخروج" على الحاكم الظالم، المتمثل وقتها في سلطة الخلافة الأموية، وقد شكل ذلك مبدأ لدى الزيدية يميزهم عن غيرهم من فرق الشيعة ومذاهب أهل السنة. ولذلك اشتهر تاريخ الزيدية وأئمتهم بمحاربة من رأوا انه
غير عادل من الحكام، والموت في سبيل ذلك.
بين السنة والشيعة
يَعَتبر أهل السنة الزيدية جزءاً من الشيعة بسبب تمسك الزيدية ـ أو "الزيود" حسبما يسميهم البعض ـ بالعديد من الآراء التي يتمسك بها الشيعة، كأحقية أهل البيت في الخلافة، وتفضيل الأحاديث الواردة عنهم على غيرها وتقليدهم.
ويقر الكثيرون من أهل المذاهب السنية أن الزيدية لا يكفرون الصحابة ولا يسبونهم كما يفعل بعض الشيعة. ويشهدون إن مرجع الزيدية علي زين العابدين كان يرى صحة إمامة صحابة النبي محمد: أبي بكر وعمر وعثمان، بخلاف الشيعة الأمامية الذين يرون أن إمامة المسلمين بعد وفاة الرسول محمد كان يجب أن تكون لعلي بن أبي طالب دون غيره.
ويخالف الزيدية الشيعة الامامية في زواج المتعة ويستنكرونه. وهم إذ يتفقون مع الشيعة في جواز التقية إذا لزم الأمر. فإنهم يتفقون مع أهل السنة بشكل كامل في العبادات والفرائض سوى اختلافات قليلة في الفروع من مثل قولهم "حي على خير العمل" في الأذان على الطريقة الشيعية. واعتبار صلاة التراويح جماعة بدعة.
وتذكر العديد من المصادر أن أبا حنيفة أخذ عن زيد بعض الأفكار في العقيدة والشريعة، كما أن بعض الزيدية اخذوا عن تلاميذ أبي حنيفة، ومن ثم فقد تلاقي المذهبان الحنفي والزيدي مما جعل التأثر والتأثير متبادلاً بينهما.
ورغم اتفاق الزيدية مع كل من أهل السنة والشيعة الجعفرية في العديد العقائد والشرائع، إلا أن جزءاً من كلا الفريقين يعادي الزيدية ويكفرها. فيقول بعض السنة المغالين أن الزيدية "أقرب فرق الشيعة للمسلمين وليسو مسلمين لأنهم يسبون أم المؤمنين عائشة" فيما أفتى بعض علماء الشيعة الامامية بكفر الزيدية لعدم عدم إيمانهم بالأئمة الاثني عشر.