عذرا منسوبات الميدان :
من حقنا أن نمارس قراءة متأنية ومنصفة لهمومنا التربوية .. ونطرح قضايانا في الميدان تحت الأضواء بدون ( تمييع ) للرؤى أو ( تذويب ) للأفكار .. وبدون أن نتجاوز إطار النقد الهادف المنصف المتزن , الذي يبحث عن الحلول التي تمتص حدة المواقف وتعالج مشكلات الميدان بكل شفافية ووضوح ..
وإنما كانت مداخلتي هنا لأطالب بطرح قضايانا ( دون مزايدة عليها أو استغلال لها ) من قبل أصحاب الأهواء الشخصية ..
فعندما تحدثت ليلى عن النقد كان حديثها واضحا لا لبس فيه إلا عند ذوي العقول المحدودة المدارك ممن ( إذا الريح مالت مال حيث تميل ) !!
فقد قلت وفصلت كثيرا ما مضمونه إن النقد مشروع بل مطلوب لتصحيح الأخطاء والتطوير والبناء .. لكن ( اعتراضي ) إنما هو على ( طريقة النقد ) ...
ولا ( تعارض مطلقا ) بين قولي هذا وبين ما تحاوله نقد من إيهام القراء بأني أطلب ( إلغاء المنابر ) .. بدليل أن نبض القلم قرر ( نسخ بعض أجزاء نقده هنا وتجريدها من الأسلوب التهجمي وتخليصها من التعرض للأعراض بشكل سافر وتزيينها بأسلوب جميل منمق يقبله المسؤول ونشرها هنا في المنتدى بموضوع مستقل ) كما ظهر في قوله ( ( بغير اسلوبي واشوف النتيجة هو ينفع بهم والا لا .. ابفتح موضوع خاص ألخص به نقدنا باسلوب زين ما يجرح احد ..)) ,,
.. فلم أنكر عليه أو أطلب منه التخلي عن نيته .. بل باركت فعله وأثنيت على تطور فكره بما يترتب عليه ( تقبل المسؤول ) ومن ثمّ ( استفادة الميدان ) على أرض الواقع مما يكتب !! على النقيض تماما مما هو حاصل قبل ذلك من مجرد ( تفريغ ) !!
كما أن مباركتي لنهج نبض القلم ( الجديد ) في نقده كانت ( قبل ) مداخلة الكثير من الأعضاء , وهذا ( يبطل ) محاولة نقد التعليم ( إظهاري بصورة متذبذب القناعات الذي لا يعرف ما يريد ) وعليه ( يتدرج بالقراء حسب مناقشاتهم ) مقدما في كل حوار عددا من ( التنازلات ) .. في محاولة مكشوفة لإظهاري بمظهر من لا مبدأ له !!!مستغلة في دعواها تلك ( اقتباس بعض الجمل ) مجردة من سياقها العام الذي يبين رؤاي بشكل جلي ..
فمبدئي واضح وثابت ,, ولا أساوم عليه .. ولا أنتظر وصاية من أحد عليه مهما اتهمت فيه ..
مبدئي النقدي سأطرحه هنا مفصلا – كما فصلته من قبل لنبض القلم – وذلك فقط لأجلوا الغبش عمن غطيت عيناه به ..
فليلى تقول لكم ومازالت تكرر بأن النقد بابه ( واسع ) لكن الفرق بين أساليبه ( شاسع ) !!!
فالآراء والمقترحات التطويرية والرؤى النقدية ( العامة ) غير المرتبطة بالأشخاص ممكن أن تكتب هنا وممكن أن تبعث لهم هناك لا فرق بين ( رسالة أو منتدى أو صحافة ) أو حتى في الملتقيات التربوية أو مباشرة ووجها لوجه ..
بل إني قد كتبت كثيرا من المقترحات والرؤى لقسمي الحالي , ولقسم الإرشاد سابقا ,, فضلا عن المناقشات بيني وبين ذوي الأمر حول كثير من هموم الميدان ..
ولكن وأؤكد على كلمة لكن ( يشترط في هذه الانتقادات أن تكون خالية من المصادمة وفرض الآراء بالقوة ومزينة بالأسلوب الحسن الملم بالطبيعة البشرية وطرائق التأثير عليها ) .. وذلك ليقبلها المسؤول ومن ثم تنعكس ( واقعا إيجابيا ) على الميدان ..
تماما كما هو منهج الأستاذة الفاضلة ( منيرة الحمد ) .. حيث عبرت عن المعاناة العامة بأسلوب جميل فيه ( تقدير واحترام للمسؤول ) وفيه شواهد وآيات وأحاديث تعضد قولها وتذكر من خلالها المسؤول بأمانته دون ( اتهام سافر ) يولد العناد والمكابرة في النفس الإنسانية !!
لباقة وأدب وفي الوقت ذاته عبرت عن المعاناة بتعبير كامل خال من المداهنة والنفاق ..
ولكن أين من يفهم وأين من يستفيد ؟!
أما الشكاوى والمظالم المرتبطة بأسماء وأعراض ولحوم البشر فلا ينبغي أن نسلك فيها إلا المسالك البعيدة عن ( التشهير ) بل عبر بواباتها ( الرسمية ) التي تعيد الحق لصاحبه وأيضا بأسلوب جيد لأن الدنيا لا يمكن أن تؤخذ غلابا ( على أرض الواقع ) ..
إذ تعلمنا من ( واقع الحياة ) بشكل عام أن توصيلة الكهرباء ( التايوانية ) غير الأصلية , ( لا تنجح ) في ( توصيل ) تيار الكهرباء !! بل تحترق و( تتسب ) في حريق أكبر ( يعم ) البيت وربما يمتد الحريق إلى الحي بأكمله !!!!!!
لذا يجب أن نتعلم ( الأصالة والشجاعة) وأن نطور من ( أساليبنا التأثيرية والتعبيرية ) لنتمكن من ( إيصال ) تيار المعاناة إلى من بيده الحل والعقد بعيدا عن سياسة ( الأرض المحروقة ) التي يمارسها المحترقون !!!
أما حين نشكو من حالات فردية ونعلن ونشهر فإننا بـ ( أيدينا ) لا بيد عمرو ,( نضيع ) حقوقنا ,, تماما كما يتفلت الماء من بين أصابع اليد إن لم ( نحكم ) القبضة , و ( نطوع ) الراحة , و ( نثني ) الأصابع ,, ليبقى الماء وتبقى ( الحقوق ) !!
وفق منهج الشاعر الحكيم القائل :
وإذا بغى باغ عليك بجهله +++ فاقتله بـ ( المعروف ) لا بـ ( المنكر ) !!!
اقتله بشكواك دون فضح وتشهير .. بل بالمعروف المؤطر بأطر الشرع بعيدا عن مقارفة الموبقات وتهاون بشأن المحرمات المهلكات من غيبة ونميمة وبهتان !!!!
إن المسؤولين لم يغلقوا أبوابهم , لكننا نعاني حقيقة من داء ( التعميم ) , ومرض ( التبعية ) ,, بحيث لو قال فرد في مجلس ما إن المسؤول لن يسمع , لرأيت عدوى الفكرة ( السلبية ) تنتشر بسرعة البرق دون محاولة ( كسر طوق تجربة الفرد المتكلم بتجربة جديدة يدفع إليها دافع الأمل وتؤكد عليها الإرادة القوية المشبعة بـ ( الإيجابية ) .. غير المثخنة بـ ( السلبية ) .. والانكفاء على ( تجارب الآخرين السيئة ) التي أبوا إلا أن يسجنوا ( ذواتهم ) داخل أطرها !! ولم يكتفوا بذلك بل يسعون لسجن آمال الآخرين معهم !!! رغم ( إقرارهم ) أكثر من مرة بأن الوضع مؤخرا قد ( تغير ) !!!
تثاءب عمرو إذ تثاءب خالد +++ بعدوى وما أعدتني الثؤباء !!!!
وقد طلبت من نبض القلم أن يختبر هذه الحقيقة بنفسه , وهي أن الكثيرين منا مرضى بالتبعية من غير أن يشعروا , وهم قابلون للإيحاء ممن يتقبلونه , فتجدهم يعتنقون أفكاره ورؤاه دون تفكير , طلبت من نبض القلم لينتبه لذلك الداء ومدى استشرائه بيننا أثناء حواري معه أن يعلق على مداخلاتي ويصفها بالطول المملل !! ففعل .. ووجد الكثيرين يتبنون ذات كلامه عني دون أن يفكروا أن الإطالة من سمات نبض القلم نفسه !!!!
فراجعوا المداخلات لتكتشفوا الحقيقة بأنفسكم واسألوا عن صدق روايتي نبض القلم ..
قد يتبادر إلى أذهان البعض أني بكلامي السابق أهدف إلى تلميع المسؤولين وإضفاء هالة من العصمة عليهم ..
ولذا أقسم بالله ربي وربكم أني لا أقدس ولا أنزه أي مسؤول بأي دائرة حكومية كان ,, بل فقط أريد أن أوصل فكرتي المتعلقة بالحياة بشكل عام ومؤداها أن ذا النفس ( السليطة ) ترفضه البيئة ( المحيطة ) , وتلفظه تضاريس ( الخريطة ) !!
ولكي يحصل أي شخص على بغيته سواء كانت في محيط حياته اليومي أو من مسؤول أكبر منه فلا بد أن يمتطي أسلوب اللين والمرونة وطول النفس متبعا المنهج النبوي الكريم ( ما كان الرفق في شيء إلا زانه , ولا نزع من شيء إلا شانه ) ..
أما إن أبى وأصر على نيل مراده بأسلوب ( القوة والشدة ) فلن يحصد سوى الخيبة وبغض الناس , وفق القاعدة الربانية التي تحكي حقيقة البشر وواقعهم ( ولو كنت فضا غليظ القلب لانفضوا من حولك ) ..
إن ذا الهدف النبيل لا يمكن أن يتخذ من النقد ( متنفسا ) لما تمتلئ به نفسه من الضغائن على خلق الله ..
ولا يمكن أن يجعل من النقد ( وسيلة رخيصة ) للإساءة إلى الغافلين والغافلات , و ( تفريغ ) شحنات المواقف الشخصية في ( تشويه بيّن ) لأصالة قضايانا وهمومنا الكبيرة ..
إن صاحب الهمة الذي يحمل هموم الآخرين لا يجعل من النقد ( مرتعا خصبا ) تنمو فيه طحالب التجريح والسخرية والاستهزاء والتهكم بعباد الله , وتتكاثر فيه أشجار الحسد ..
لذلك .. ولذلك فقط ,, جئت هنا لأطالب بإخراج النقد بمعناه الأصيل النقي الطاهر من ذلك المدار المظلم الذي تتطاير فيه الحجارة والعصيّ وتنشط فيه تصفية الحسابات ..
أجل .. لن ( نجعل ) من النقد مزادا رخيصا تتعالى فيه صيحات الافتراء وترتفع مفردات التهم وتتعالى عبارات البهتان وينشط سوق الغيبة التي حرمها الله ..
نحن ( أسمى ) من ذلك ,, حتى لو حاول ( أصحاب الهوى ) إثارة مشاعرنا وتحريك خيوط الاستفزاز في ذواتنا , وسحبنا إلى ( مداراته الموحلة ) و ( أجوائه المظلمة ) ..
نعم .. من حقنا أن نرد بقوة وحزم .. وبهمة وعزم .. دون أن نتخلى عن مبادئنا النقدية ..
أجل يا منسوبات الميدان ..
للجميع هموم مشتركة , ومعاناة متبادلة .. ليس من العدل أن نضعها في صندوق ونغلق عليها , ولكن .. لنفتح ( ملفات ) تلك الهموم ونقدمها أمام المسؤولين بكل صراحة متكئين على ( آداب النقد الرزين ) , وملتزمين بأسس الحوار الهادف ..
ولا يهم أين نقدمها مادامت بأسلوب لبق مهذب جدير بأن يجاب وينظر بشأنه .. أسلوب جميل لا يركز على هم ( التفريغ ) بل همه يدور حول محور ( النتائج ) المنتظرة , و ( الإيجابيات ) التي يتعطش لها الميدان ..
المهم أن نقدمها دون أن نلتفت إلى ( الأبواق الناعقة ) و ( الأصوات الحانقة ) لأننا لا يمكن أن نسمح أن تكون قضايانا وهمومنا ميدانا مشرعا لصاحب هوى ومدمن تفريغ وتنفيس يمارس الرقص على الجراح باسم ( الدفاع عن حقوقنا ) .. مشوها لقضايانا ,, وملغيا لكل أمل لنا في ( الإيجابية والإنتاج ) ..
نعم ,, لن نسمح ( لمدعي النقد ) و ( ضحايا الاحتقان ) أن يعبثوا بقضايانا ويقدموها بصورة ( ممسوخة ) وبأسلوب ( ممجوج مشوه ) تصحبه المفردات الهابطة والعبارات الساقطة , وتحيط به الكلمات البذيئة ..
هذا هو رأيي الذي توصلت إليه وآمنت به ,,
هذا هو منهجي النقدي الذي أقنعت به نبض القلم صاحب هذا الموضوع الأساسي ( قبل ) أن تكتبوا ردودكم وتكيلوا اتهاماتكم لي بالنفعية والارتزاق من وراء طرح رؤاي المخالفة لهوى النفس ..
وإن شئتم فاسألوا نبض القلم عما دار بيني وبينه من أسئلة لم ( يكتمها في قلبه ) ويبني عليها استنتاجات وتهما باطلة كحال البعض هنا ممن استمرأ الظلم والقدح بنوايا الناس ..
بل طرحها علي بشجاعة وطالبني بتفصيل دقيق ليصل إلى ( تصور كامل ) لمرئياتي قبل أن يأخذني بجريرة (الاتهام وسوء الظن ) كما فعل البعض هنا !!!!!!
حتى إنه قد سألني نفس أسئلة الرمادي : ما دامت هذه رؤاكِ فأين قلمك ؟!
وأجبته بذات إجابتي ( أولويات الحياة ومشاغلها ) ,, ولو كنت كاذبة في دعواي لوجدتموني مستمرة في كتاباتي العامة بـ ( استثناء ) مجال التربية والتعليم !! ولكن هذا غير حاصل بمجمله !! مما يؤكد صدق قولي ويثبته ..
أقول هذا القول دفاعا عن ذاتي ونواياي التي حلفت مرارا برب العزة والجلال بأنه ما من أهداف خاصة لي من وراء إبداء الرأي حول النقد ,, غير الغيرة على ( قضايانا الكبيرة ) من أن تضيع معالمها على أيدي ( السفهاء ) الذين لا يحسبون حساب ( النتائج ) بأسلوبهم الفج غير الناضج في التعامل مع ( النقد )...
صّدق من صّدق .. وكّذب من كّذب .. فليس بعد اليمين من إثبات ..
ومن لم يقنعه القسم فلا اقتنع الدهر كله ..
أخيرا أقول لمن أساء إليّ فاتهمني بتهم جائرة :
( اللهم إني عفوت عمن ظلمني , وأحسنت إلى من أساء إليّ , وتصدقت بعرضي على الناس , فاسترني فوق الأرض , واسترني تحت الأرض , واسترني يوم العرض , وأدخلني في واسع رحمتك يا أرحم الراحمين ) ..
وآخر ما أقول في هذا المنتدى :
حتما سيذهب الزبد لا محالة .. ولن يبقى في الأرض إلا ما ينفع الناس !!!