اخلاق سعد الحارثي ومثالية لقاات الديربي ( بقلم الاسطورة / سامي الجابر )
خطف فريق الاتحاد السعودي نقاط لقاء القمة ضد شقيقه الاهلي في مباراة استمتع بها متابعو دوري المحترفين السعودي , في لقاء الغربيه كانت الاثارة حاضرة بشكل فاق الاثارة التي حفل بها لقاء الديربي بين الهلال والنصر
في اللقاءين برزت العديد من الايجابيات التي من المفترض ان تتم الاشارة لها , حيث انني كنت متخوفا من اللقاءين خصوصا مع الشد الاعلامي الذي صاحب دوري المحترفين في اسابيعه الاولى , لذا كنت اخشى ان تاتي مباريات القمة لتحفل بالمزيد من الاحداث التي لانريد ان نراها في نلاعبنا الرياضية كالشغب الجماهيري او انفلات اعصاب النجوم داخل المستطيل الاخضر .
وللحق جاء اللقاءان بشكل بدد المخاوف , حيث تابعنا كيف تمتع الفريقان بالروح الرياضية العلية , صاحبها اداء ممتاز لحكام اللقاءين ساعدت , من دون شك , على ظهور مباريات قمة الكرة السعودية بالشكل الذي نطمح له.
ان كان شي يذكر , ويسلط عليه الضوء بصورة استثنائية , فهو الروح الرياضية التي كانت سائدة بين ادارة الفرق الاربعة .. في اللقاءين غابت الاثارة الاعلامية التي تاتي من مسؤولي الفرق سواء على مستوى الفريق الاول اوحتى على متسوى ادارة النادي . ففي جدة كنت سعيدا جدا وانا ارى الرئيس الشاب عبدالعزيز العنقري الذي خسر المباراة بثوانيها الاخيرة يخرج بهدوء تام ليبارك للاتحاد الانتصار بعيدا عن التشنجات التي تحدث في مثل هذه المباريات عادة . كان الرئيس الاهلاوي نموذجا لماينبغي ان يكون عليه رئيس ناد جماهيري كالاهلاي .. مثل هذه التصاريح متى ماجاءت بشكل عشوائي وبطريقة غير متعقلة تكون الشرارة للاعلام الرياضي لخلق الكثير من الاحداث.
الامر في المنطقة الوسطى لم يكن مختلفا عن المنطقة الغربيه بل يمكنني القول ان رئيس نادي النصر وصديق الجميع الامير فيصل بن عبدالرحمن كان مبادرا بالدخول لغرفة تغيير الملابس للفريق الهلالي بعد نهاية اللقاء بفوز الهلال حيث استقلبه نجوم الهلال بطريقة تليق بسموهـ .. لم لا وهو يقدم درسا للتنافس الرياضي الشريف وللطريقة التي يجب ان يكون عليها كل رئيس ناد .. شكرا لك ياسمو الامير على مثاليتك غير المستغربة منك وتاكد ان تساهم ببناء ثقافة رياضية يسعى كل غيور على رياضة بلادنا لأن يراها تنمو وتنتشر بين مسؤولي الاندية والجماهير
ولان احداث لقاء جدة والرياض كانت مستقرة وهادئة نسبيا جاء سعد الحارثي ليكون حديث الشارع الرياضي , حيث وقعت الكاميرا على النجم النصراوي وهو يطالب حارس مرماهـ بلعب الكرة مباشرة وعدم الاكتراث لوجود لاعب مصاب من الفريق الهلالي . ولان الاجواء كانت باردة كان لزما على الاعلام ان يبحث عن مادة صخبة , فوجود المواصفات تنطبق على حادثة سعد الحارثي والتي بها تتكامل شروط الاثارة فهناك حدث يستحق التعليق وهناك نجم جماهيري يبحث عنه الاعلام .
وقبل ان اقول رايا شخصيا في هذا الموضوع تحديدا ارى ان الكابتن سعد الحارثي , وان اختلف معه بضرورة ايقاف اللعب خوفا على زميله المصاب من النادي المنافس , الا انني لاارى ان ماقام به الحارثي يستحق هذهـ الضجة الاعلامية , سواء دفاعا او هجوما , فمن غير المنطقي ان يكون محور الحديث عن ( اخلاق ) سعد الحارثي نتيجة تصرف لا اتفق معه لكني في الوقت ذاتهـ لاارى ان يستحق ان نخوض بالحديث عن اخلاقيات نجم مشهود لهـ بالمثالية والتعامل الراقي مع جميع زملائه سواء في ناديه او منتخبه الوطني.
عندما اقول مثل هذا الكلام فانا اعلم ان نجما جماهيري كسعد الحارثي يظل هدفا لصناع الاثارة في محاولة لتضخيم اي تصرف يخرج عنه , ولكني في الوقت نفسه اذكر اعلامنا الرياضي بأ ننا نملك اعلاما قويا جدا يحضى بمتابعة عربية وخليجية , لذا لاتكونو (( ضد )) نجومكم نتيجة تصرفات ( تلقائية ) تحدث بعفوية حتى وان اختلفنا معها , اسدو بالنصيحة لسعد الحارثي بطريقة تليق بنجوميته , وهو سيكون من الشاكرين لذالك فنجم بثقافة سعد الحارثي ووعيه لن يرفض التوجيه ابدا ولكن ابتعدوا عن الحديث عن (( اخلاق )) النجوم بسبب تصرفات تحكمها ظروف اللقاءات وشدة المنافسة