في مرحلة ما من هشاشةٍ نُسمّيها
نضجاً ,
لانكون متفائلين ولامتشائمين !
أقلعنا عن الشغف والحنين وعن تسمية
الأشياء بأضدادها ,
من فرط ما إلتبس
علينا الأمر بين الشكل والجوهر ,
ودرّبنا الشعور على التفكير الهاديء قبل البوح !
للحكمة أسلوبُ الطبيب في النظر إلى الجرح ..
وإذ ننظر إلى الوراء لنعرف أين نحن منّا ومن الحقيقة ,
نسأل : كم ارتكبنا من الأخطاء ؟
وهل وصلنا الى الحكمة متأخرين ..
لسنا متأكدين من صواب الريح ,
فماذا ينفعنا أن نصل الى أيّ شيء متأخرين ,
حتى لو كان هنالك من ينتظرنا على سفح الجبل ,
ويدعونا إلى صلاة الشكر لأننا وصلنا سالمين …
لامتفائلين ولامتشائمين , لكن متأخرين !
* وصلنا متأخرين
- محمود درويش