أعجبني هذا المقال ..
قضية منال وكشف المستور
وماخفي كان أعظم .
القضية بسيطة جداً تتعلق برغبة إمرأة عاملة ناضجة مستقلة بقضاء أمورها بنفسها ولا تريد أن تُدخل رجلاً الى بيتها تحت مسمى سائق.حق طبيعي مثل حق التعلم والعلاج والتملك.
للأسف أسُتغلت قضيتها أبشع إستغلال من غالبية أفراد المجتمع سواء من التيار المتشدد أو حتى الليبرالي أو حتى من يطلق على نفسه التيار الوسطي.ً
التيار الذي يُطلق على نفسه تيار ليبرالي وهو لا يعرف معنى الليبرالية أو أبجديات ممارسة الحقوق وجدها فرصة لمحاولة جذب الرأي العالمي لوضع المرأة السعودية الإجتماعي و تصويرها بالمظلومة و المحرومة التي لا تستطيع إتخاذ أبسط قراراتها بسبب السلطة الدينية التي تمنع كشف الوجه والإختلاط والسفر دون محرم .فهل هذه هي فعلاً مشكلة المرأة السعودية ؟؟
للأسف حتى على صفحتها في الفيس بوك تم إدراج عدد من صور أميرات العائلة المالكة والطبقات المخملية والثرية وبنات الذوات وتصوير الموقف وكأنه صراع هدى الشعراوي من جديد لكن على الطريقة السعودية . هل صور النساء على صفحتها فعلا تمثل المرأة السعودية العادية التي تقطع مئات الكيلومترات يوميا للذهاب الى عملها والتي قد تعمل في مستوصف 10 ساعات ب 2000 ريال.
هل قضية منال هي قضية الشعرواي في مصر فعلاً؟ ام هي رغبة بسيطة من إمرأة عاملة ناضجة تريد أن تعيش حياتها مع طفلها بطريقة عادية؟
طبعاً التيار المتشدد وجدها فرصة للظهور و بقوة هذه المرة بعد أن تم تحجيمه في السنوات الأخيرة لأسباب سياسية. فهي فرصة لظهور شيوخ الإعلام مرة أخرى وزيادة عدد مشاهدي اليوتيوب وكلما زاد الجمهور زادت الأرصدة بسبب معرفتهم بطرق الكسب في ظل الإعلام الجديد ولن أكون متفاجئة إذا ماوصلتني مسج بعنوان " إشترك معنا لمعرفة أخر أخبار جهادنا ضد قيادة المرأة من جوال الشيخ المنجد "
إضافة الى التيار الأكثر تشددا والذي يعاني من بعبع حبائل الشيطان المرأة مشكلة أزلية لديه .صب كل دراسته و تفكيره و فلسفته حول ماهية المرأة وكم هي أيام حيضها وكيف تتطهر.
وجدوا قضية منال الأن فرصة للعودة مرة أخرى لنفس الإسطوانات أيام الثمانينات .
أما التيار المسمي نفسه "الوسطي" ففضل الصمت الا القلة ينتظر الى أين تصل الأمور وبعد ذلك سيتحدث.
أين هم الذين يطلقون على أنفسهم مثقفي المجتمع من قضية حقوقية بسيطة جداً ولا نرى أقلامهم الا عند التحدث عن الإرهاب و بن لادن وإيران والمد الشيعي؟
هل هذا هو دور المثقف في المجتمع؟
أما اليوتيوب فقصة أخرى مع منال .المقاطع الموجودة للشباب على اليوتيوب أظهرت الطريقة التي يفكر بها أغلبية الشباب السعودي .المدرسة التي تم تربية أجيال عليها بدأت في الظهور علانية الأن مع الإعلام . السؤال هل هي تربية فكر في مدارسنا أم هناك خلل في التربية من الأسرة حينما يظهر شاب ومثله المئات وألوف المؤيدين يعطي لنفسه الحق في هتك عرض وإغتصاب كل من تقود سيارتها في الشارع او رش ماء النار أو الضرب بالعقال على نساء يحملن تخصصات علمية قد تكون نادرة أو أمهات فاتحات بيوت برواتبهن ومعيلات لأهاليهن.
موضوع منال أظهر الخفايا فتركنا أصل المشكلة و غرّدنا على الفروع.
أصل المشكلة" غياب الوعي بحقوق الإنسان وممارسته لحقوقه الطبيعية في دولة مدنية"
قضية منال قضية بسيطة جداً لا تحتمل كل هذا التشتت
قضيتها فقط
أنا إمرأة عاملة ناضجة مستقلة ماديا أريد أن أرعى نفسي بنفسي ولا أريد سائق..بس