كلما دخلت مدونتك عرفت أن أي جلف يحمل بين قلبه وعقله عاطفة جياشة
لو وزعت على شعراء الغزل العذري والفاحش لكفتهم ...!!
أي قلب يحمل بين جنباته مشاعر مختلطة : حب .. كره .. حزن .. فرح و.. و..
ولكن درجاتها تتفاوت ..
لا تظن .. أن جلوف الخبوب لا يحملون قلبا حنونا عاطفيا .. لا بل كل قلوبهم تتدفق عاطفة
ولكن .. ذلك الجلف يصبح على نخلة وأثلة وبركة ماء و وزرع وحصاد وأبقاره وغنمه
بالله وين يصرف العاطفة اللي تتكلم عنها ..!!
فما تراه جلف اليوم أنقله إلى بيئة تذرف من الصبايا وتعال شوف جلف أيش بيعمل ..!!
ربما أنك قرأت قصة علي بن الجهم ذلك البدوي الجاف الذي قدم على المتوكل العباسي
فأنشده قصيدة منها :
أنت كالكلب في حفاظك للود .... وكالتيس في قِراع الخطوب
أنت كالدلو ، لا عدمناك دلواً.... من كبار الدلا كثير الذنوب
فعرف المتوكل حسن مقصده وخشونة لفظه ، وأنه ما رأى سوى ما شبهه به ، لعدم المخالطة وملازمة البادية
فأمر له بدار حسنة على شاطئ دجلة ، فيها بستان حسن ، يتخلله نسيم لطيف يغذّي الأرواح ..
والجسر قريب منه وأمر بالغذاء اللطيف أن يتعاهد به فكان ابن الجهم
يرى حركة الناس ولطافة الحضر ، فأقام ستة أشهر على ذلك ، والأدباء يتعاهدون
مجالسته ومحاضرته ، ثم استدعاه الخليفة بعد مدة لينشده ، فحضر وأنشد :
عيون المها بين الرصافة والجسر .... جلبن الهوى من حيث أدري ولا أدري
فقال المتوكل : لقد خشيت عليه أن يذوب رقة ولطافة ..
يعني جلف المتوكل ما من بعايد عن جلفك ..
