لاعبون يبكون من أجل التعاون
--------------------------------------------------------------------------------
لطالما حرص الرجل على إخفاء دموعه وكفكفتها وهو بين الرجال , هكذا عاش الرجل معتبراً أن الدموع عنواناً للضعف وفقدان لشروط الرجولة , ومهما بلغ الرجل مؤمناً بهذا الاعتقاد كحال الأغلبية الساحقة في منهم على البسيطة يبقى في أحيان كثيرة عرضة لأن يفقد المقاومة وتخرق دموعه شدة ثباته على إخفائها .
ولما كان الرجل يعيش صراعاً كبيراً مع نفسه أثناء المواقف الأليمة التي يعر المرء خلالها بالانهزامية كانت الدموع عنواناً لبرهنة موقفه من الحادثة التي انهار أمامها ومؤشراً كبيراً لما حل به من مصاب أليم كحال من يفقد عزيزاً أو كحال عاشق يفقد محبوبه فلا يجد سبيل أمام هذه المواقف سوى أن يخر صريعاً سابحاً في سيل الدموع ضارب شروط الرجولة وأنساقها عرض الحائط ذلك أن الموقف المؤلم أكبر من أن يتمسك الرجل بإثبات رجولته من خلال مقاومة دموعه دون إتاحة الفرصة لها بالانحدار أمام الأشهاد .
وإذا كنا نؤمن بأن البكاء وهطول الدموع والإحساس بالضعف ما هو إلا تقدير وأهمية يكنها ذلك الباكي لتلك الواقعة كيف لا وهو يسمح لنفسه بالانهيار والضعف _ وفق شروط اجتماعية _ فإننا ندرك أن ذلك الرجل يحمل تقديراً كبيرً وإحساس رهيب للحدث الذي بكى من أجله فهنا ندرك مؤشر الولاء والانتماء والإحساس بالمسؤولية , وهي أقصى درجات الحب .
في التعاون لاعبون يبكون يتحسرون يتألمون عند كل هزيمة يتعرض لها الكيان , وسط الجميع داخل غرفة الملابس دموعهم لاتتوقف كل ذلك نتاج الألم والولاء والإحساس بالمسؤولية والانهيار أما الإخفاق فتنزل دموعهم بالرغم من محاولتهم ومقاومتهم لها فتأبي إلا أن تخرج لتؤكد لنا حبهم وولائهم وعشقهم للكيان وكأنهم جيل السبعينيات والثمانيات الذين فدو أنفسهم وأصبح التعاون همهم .
أجدني مديناً لهؤلاء اللاعبين البكائين يحتم علي أن أذكرهم للجميع أن نرد لهم جميل دموعهم وإحساسهم بالضعف عشقاً للكيان هؤلاء اللاعبون الذين يبكون ويتألمون كثيراً بعد الخسارة حسب ما ذكر لي أحد لاعبي الفريق وهم : حسن الزهراني , محمد المعيوف , فهد الثنيان , عبدالله الحربي , فلله درّهم وما أعظم العشق الذي يكنونه في صدورهم , وحينما أذكر هؤلاء البكائين فإن ذلك لايعني تجريد بعض اللاعبين الآخرين من الحب والولاء للكيان الذين استطاعوا مقاومة دموعهم وهم كثيرون ولله الحمد في الكيان , لكني هنا في موضع ذكر أناس بلغ بهم حد الولاء والعشق أن قاومتهم هم دموعهم وسالت حزينة على مصاب أصاب الفريق فلله درّهم وما أعظم عشقهم وكثر الله من امثالهم .
منقول من تعاون نت