سلام عليكم
الله سبحانه وتعالى ذكر بالقرءان
بعض قصص الانبياء واقوامهم
وعن عباد صالحون واعمالهم
لنقتدي بهم ونتعلم منهم
ونسعى لما وصلوا اليه
من رضوانه عليهم
والذي جعل في ذكرهم قرءان يتلى
(اولئك الذين هدى الله فبهداهم اقتده
قل لا اسئلكم عليه اجرا
إن هو الا ذكرى للعلمين)
والكثير يسمي اولاده اسماء اشخاص
عبرشخصيات اخذها من الكتب
تيمنا بهم
ولكن قليل من يسمي على الانبياء
اويتبنى شخصياتهم اويعمل بعملهم
ويجاهد قومه على مايكون عندهم
ومما يكون من التعلق بغيرالله
او انحراف او استغلال بالبيع والشراء
او قطيعة الارحام اوانقطاع المعروف
او الانشغال بكتب غير القرءان الكريم
والقرءان فيه علم عظيم يحتاج تدبر
لامجرد قراءة عابرة لاقيمة لها
قال تعالى :
(اوكالذي مرعلى قرية وهىَ خاوية على عروشها
قال انّى يُحِى هذه الله بعد موتها
فأماته الله مِائةَ عامٍ ثم بعثهُ
قال كم لبثت قال لبثت يومًا او بعض يومٍ
قال بل لبثت مِائة عامٍ
فانظر الى طعامك وشرابك لم يتسنّه
وانظر الى حمارك ولنجعلك ءايةً للناس
وانظر الى العظام كيف ننشزُها ثم نكسوها لحمًا
فلما تبيّن له قال أعلم أن الله على كل شىءٍ قديرٌ)
صدق الله العظيم
الان لو تبحث عن صورلاي مدينة او قرية
قبل مائة عام سوف تنصدم
مابين ماوصلت اليه من تقدم
اوحتى مايكون عكس ذلك
لأن السمع ليس كالمشاهدة
ولوان من مات فيها في ذلك التاريخ
بعثه الله من قبره وشاهدها
لن يصدق ماتراه عيناه
ويفهم من هذا ان الله سبحانه وتعالى
يبعث من يحيي القرى بعد موتها
وايضا مايكون سبب لتدميرها
او خلوها على عروشها
وقد فكرت كثيرا بذلك الطعام والشراب
والذي مائة عام لم يتغير
ويلاحظ ان الله سبحانه وتعالى
(وهو يُطعم ولا يطعم)
دائما يضرب الامثال بالطعام
مابين الاكل والشرب
وهي عبركل الديانات والثقافات
سبب للمشاكل الفقهية والتي
تتحول الى عقائدية حرام وحلال
وبمعنى اخر ممنوع ومسموح
وتتسبب بمشاكل وملاسنات وتفرقات
ولأن القرءان واضح بالمحرمات
فلم يترك شيء فيه مجال للإجتهاد
اوحسب الأمزجة والأذواق
وحتى الأراء الشخصية
بل ان ماحرّمه النبي ابتغاء
مرضات ازواجه عاتبه الله عليه
وذكره بالقرءان الكريم ليعلمه الناس
(يأيها النَّبِىُّ لم تُحرِّم ما أحلَّ اللهُ لك
تبتغِى مرضاتَ أزوجِك والله غفور رحيم)
ومعلوم ان مايكون للنبي يكون للمؤمنين
وقد اخبر الله عن هذا العتاب اللطيف
اولاً اثبات ان القرءان فيه كل شيء
و ليعلم من يحرم ويحلل بتلك الكتب
انه على ضلال
ثانيا لأن من يحرم شيء وهو حلال
يتأثر به اتباعه ويحرمونه ومع تقادم الأيام
يتحول الى العقيدة ويتقاتلون ويتفرقون بسببها
وهنا يفهم المؤمن انه حتى الانبياء
ليس لهم ان يحللوا أويحرموا حسب رأيهم
فأمر الحلال والحرام عظيم وكله لله
اما مايتركونه لعدم رغبتهم فيه
فهذا حاصل من كل الناس
لان المسئلة مسألة امزجة واذواق
واراء واجتهادات شخصية
المهم لايعتدون على دين الله
وينسبونها اليه
،،
ايوب عليه السلام
ومع ان الله قادرعلى ان يشفيه بكن فيكون
لكن جعل قصته بالقرءان لنتعلم منها
وانه لابد من فعل الاسباب
(واذكر عبدنا أيوب إذ نادى ربهُ
أنِّى مسّنِى الشيطن بنصب وعذاب
اركض برجلك هذا مغتسلُ باردٌوشرابٌ)
مغتسل بارد وشراب
لم يحدد هذا المغتسل البارد والشراب
والذي فيه شفاء لمن اصابه الضر
والاكيد انه ليس بالضرورة يكون ماء
وقال اركض برجلك وهذا يحتاج تفكر
وايوب يضرب به المثل على الصبر
والصبر من الايمان
ومع هذا على كل مريض ان يسعى
للتداوي ولكن بطريقة صحيحة
،،
(ولقد ءاتينا لقمن الحكمة أن اشكر لله
ومن يشكرفإنّما يشكر لنفسه
ومن كفر فإن الله غنىٌ حميدٌ
وإذ قال لقمن لابنِهِ وهو يعظُهُ
يبُنىَ لاتشرك بالله إن الشرك لظُمٌ عظيمٌ)
الأب هو من يعظ ابنه
وهو من يربيه ويحرص عليه
ويكون منفتح عليه من طفولته
والام كذلك مع ابنتها
اما اذا كان يمثّل على ولده
يأمره بأشياء وهو لايطبقها
اوينهاه عن اشياء ويعمل بها
فهنا مشكلة
لانها تدمر الثقة
لذلك الصحيح ان الكل يعلم
وبحكم مامر به ان كل شخص
يبلغ الثامنة عشر ينطلق للحياة
وقد ينحرف ويتعامل بالتمثيل
حيث يكون عند والديه بصورة
وبعيد عنهم في صورة ثانية
وهذا سببه الاباء والتربية الخاطئة
لانهم لايصارحون اولادهم
ولايجعلون اولادهم عندهم
يفعلون الاشياء اللتي يريدونها
والاكيدانها ليست اشياء مخلة بالأدب
انما تتمحور حول الطعام والشراب
والاجهزة والبرامج
وعلى الاباء تزويج ابنائهم
ولايجعلونهم يتعرضون للفتن
فالمسألة جوع وشبع
والشرك ظلم عظيم
والشرك جالب لما سواه
لذلك الابناء امانة عند الاباء
واحسانهم لهم بصدق يعود عليهم
ولنتذكر ان زكريا طلب ولد واحد
والكثير اليوم عنده عدة اولاد
ولكن لايستفيد منهم بحال وصوله الى ارذل العمر
وكما اهملهم او تعامل معهم بنفاق في طفولتهم
ايضا سوف يتعاملون معه بالمثل
متى يعلم الاباء ان الابناء منهم واليهم
وانهم شركاؤهم في حياتهم
وان الانفتاح معهم خيرا لهم
والانغلاق ضدهم شرا لهم
والشواهد كثيرة
فلا تدع ابناؤك بيد غيرك
تحت اي سبب كان
خصوصا في طفولتهم
التي يحتاجونك وبشدة
وكل ماتكثر بقضاء وقتك معهم
كل مايشتد تعلقهم بك وحبهم لك
ولاتفرّق بينهم بالتعامل والمحبة والحنان
وهنايلاحظ ان الام دائما اقرب الى اولادها
لانها اكثر من يقضي معهم الوقت
ويهتم بهم ويستمر حبهم لها وحبها لهم
اما من يرميهم عند شغاله
سواء الام او الاب
فقد قتلهم معنويا ونفسيا
ووجدانيا وقل ماشئت
والتضحية راس العطاء
ومن لم يضحي من اجل اهل بيته
فلا ينتظر من يضحي من اجله
،،
(ولاتمدن عينيك الى مامتعنا به ازواجًا منهم
زهرة الحياة الدنيا لنفتنهم فيه
ورزق ربك خيرٌ وابقى)
مد العينين قلت عنها النظرة بشهوة
وهي ماتكون من باب الفتنة والاعجاب
وهي كذلك ويضاف اليها
مايكون خاص بالحسد
لذلك كان غض البصر هو الاولى
وعدم حسد الناس على ماعندهم
اوحتى تمني مثل ما عندهم
وهذا من الإيمان لان هناك ماهو افضل
ثم لأن المعطي هو الله
وماعند الله من خيرات لاحد لها ولاتصور
والحسد انماهواعتراض على المنعم
لا على المنعم عليه
ومنها مايكون عطاء بإستدراج
ولأن القرءان لكل الناس
وما يأمر الله به الرسل انماهولهم
فالواجب على كل مسلم
ان لايمد عينيه في كل الأحوال
لا من باب التمني او الاعجاب
او الغبطة او الحسد اوالشهوة
وانما مفترض ان يبرّك لكل مايعجبه
ويحمد الله على مايراه ولايعجبه
وغض البصر هو الاولى والافضل
عليه فهو يختلف بين الناس
حسب فكرهم وفقههم وتربيتهم وبيئتهم
هناك من يتمنى ان ذلك الشيء له لالفلان
وهناك من يتمنى زوال ذلك الشيء من فلان
ولو لم يحصل عليه
وهناك من يتمنى يكون مثل فلان
وهناك من يتمنى يكون عنده مثل ماعند فلان
(فخرج على قومه فِى زينته
قال الذين يريدون الحيوة الدنيا
يليت لنا مثل ما أوتِىَ قارون
إنَّهُ لذُو حظٍ عظيم)
لم يقولوا يليت لنا ما اوتي قارون
انما تمنوا ان يكون لهم مثله
وعاتبهم ألذين اوتوا العلم على امنيتهم
(وقال الذين أوتوا العلم ويلكم ثوابُ اللهِ خيرٌ
لمن ءامن وعمل صلحا ولايلقها إلا الصبرون)
ومعلوم ماحل بقارون وثروته
وهذا يقاس على كل الناس ونفسياتهم
وحسب التربية اللتي خرجوا عليها في بيوتهم
ولاحظت من يبرّك لاصحاب الأموال الضخمة
من باب الاعجاب والانسحاربهم
وحسب مايشاهده عليهم من بعيد
ولكنه يحسد من حوله على اقل الاشياء
ولايقول ياليت لي مثل ما اوتي
انما يقول ياليته لي ولو كان عنده اكثر منه
او يقول من اين له كيف حصل عليه
واما الاصابة بالعين خصوصا
ماتكون بسبب الغبطة والإعجاب
والتي كثير من الناس لايؤمن بها
وهناك من يبالغ بها وبالخوف منها
ولكنها شيء واقع
والمشكلة بالمعيون لا العائن
حيث ان عليه الالتزام بالأوراد
والتوكل على الله
وقد يتسببها صاحب المال لماله
(ولولا اذ دخلت جنتك
قلت ماشاء الله لاقوة الا بالله)
والسلام خير ختام..