بسم الله الرحمن الرحيم
السيارات.. وقت الغروب
** هناك بعض المظاهر السلبية.. التي تصدر من البعض في رمضان الكريم.. وهي أخطاء وممارسات لا تليق.. وغير مقبولة.
** ولست هنا لأتحدث عن برامج الفضائيات.. ولا التسوق.. ولا التخفيضات.. ولا المهرجانات الرمضانية.. لكني.. أتحدث عن ممارسات أشخاص وسلوكيات معينة.. يقوم بها أشخاص في الصيام.. تستحق أن نتوقف عندها.. وأن نسألهم..
** فمثلاً.. قبيل الغروب بدقائق.. ومع الغروب وبعد الغروب بدقائق.. تنتهي حرمة الإشارات المرورية.. وينتهي العمل بها عند البعض.. إذ لا تكاد تشاهد سائقاً يقف عند الإشارة المرورية إلا ما ندر.. ومنهم سائقون وعمال.. بل وأكثر السائقين على هذه الشاكلة.
** لا تشاهد أحداً يتوقف عند الإشارة إلا القليل.. كلهم في الغالب.. يتجاوزونها وهي حمراء.
** والأسوأ من ذلك أيضاً.. أنه عند الغروب.. وقبله بقليل وبعده بقليل.. تشاهد السيارات كما الطائرات.. أو كما الصواريخ.. طائرة مسرعة.. والهدف بالطبع.. أن يلحق على الفطور.. وقد يكون الثمن حياته وحياة الآخرين.. أو أن يبقى مشلولاً أو معوقاً طوال عمره.
** يطير.. ويقطع الإشارة.. والآخر.. طاير ويقطع الإشارة.. والثالث.. والرابع والخامس هكذا.. وعندها.. عليك أن تتوقع حوادث مهلكة مميتة مدمرة.
** وفوق خطورة هذا التصرف الأهوج.. وخطورة هذه الأعمال الخطيرة المشينة.. فهي أيضاً.. معصية.. فمن المعلوم أن تجاوز الأنظمة واللوائح وتكسيرها.. وهي أنظمة وضعت وسُنَّت لمصلحة الناس ومصلحة الفرد والمجتمع.. وتنظيم أمورهم.. وتنظيم أمور الحياة حتى تستقيم.
** من المعلوم (وحسب فتاوى علمائنا الإجلاء) أن الاستهتار بالأنظمة واللوائح.. يُعد معصية ومخالفة شرعية.. فكيف يسمح إنسان لنفسه.. صام طول النهار.. أن يُفطر على معصية؟
** كيف يسمح لنفسه.. أن يرتكب محظوراً عند الفطور؟
** إن هذا المحظور.. أو هذه المعصية والمخالفة.. قد تقود إلى موت الشخص.. وموت الآخرين.. وقد ينجم عنها.. كوارث.
** ومن المعلوم أيضا.. أن أنظمة المرور.. وُضعت من أجل مصلحتنا.. ومن أجل سلامتنا.. ومن أجل أن تستقيم الأمور.
** ماذا لو قلت لأحد المشائخ.. ما حكم العمل الذي قد ينجم عنه.. موت الشخص نفسه.. وموت آخرين معه؟
** لا شك.. أنه سيقول.. إنه عمل محرم.. ولكن الناس.. أو أكثرهم للأسف.. يفطرون على محرم.
** عليك.. أن تقف في أحد الشوارع عند الغروب لتشاهد السيارات تطير من أمامك فلا تكاد تُميِّز لونها أو شكلها أو نوعها.
** أما الإشارات.. فلا أحد - إلا ما ندر - يقف عندها.. لأن المغرب أذَّن.. وهو مستعجل على الفطور.. وقد لا يصل.. وقد لا يفطر طوال حياته.. وقد لا يصوم غير هذا اليوم.. وكله.. من أجل ثوانٍ معدودة.
** لا أدري... هل الجوع.. هو الذي ساقهم.. أم أنه حرص على التبكير في الإفطار.. أم أنه مجرد سوء تقدير للعواقب.. أم أنه مجرد (عادة) كعادتنا في مقاضي رمضان والعيد ومراجعة الجوازات قبل السفر بيوم واحد؟
** لا عذر لهؤلاء الأشخاص.. لأنهم يقودون أنفسهم والآخرين لكوارث قد تكون متحققة الوقوع في مثل هذه التصرفات.. وإلا.. فكيف تتخيل مثلاً.. أن السيارة تطير بسرعة فائقة.. وأخرى تطير مثلها.. ولا أحد يتوقف عند الإشارة أو التقاطع.. أو هو على الأصح.. لا يقدر على التوقف.. لأنه (طاير)؟
** كيف ستكون النتيجة؟
** النتيجة المحتملة.. حادث مفجع..
** النتيجة.. قتلى.. جرحى.. وتدمير..
** ومع ذلك.. عذره.. أنه صائم.. ويريد أن يلحق على الفطور.
لكم تحياتي