[align=justify]توقع اقتصادي سعودي أن يؤدي عدم وجود ضوابط في سوق الأسهم السعودية, وتلاعب كبار المساهمين إلى ظهور مزيد من الفقراء, وتآكل الطبقة المتوسطة في البلاد. وقال أستاذ الاقتصاد المساعد في معهد الدراسات الدبلوماسية وعضو مجلس إدارة الصندوق الخيري لمعالجة الفقر الدكتور رجا بن مناحي المرزوقي خلال اللقاء الشهري لمكتبة الملك عبد العزيز العامة في الرياض إن غياب هذه الضوابط يؤدي إلى تحول الثروات من أيدي الفقراء ومتوسطي الدخل للأغنياء، وظهور مزيد من الفقراء الذين يكونون قد أغراهم ارتفاع السوق ويلجأون للاستدانة وبيع ما يملكون.
وأوضح المرزوقي أن الاقتصاد السعودي يعاني من عدم تفعيل زكاة الأفراد بالوجه المطلوب لمعالجة الفقر حيث تقتصر جباية الزكاة على ما تجمعه مصلحة الزكاة والدخل والمقدرة من منشآت القطاع الخاص في الداخل بنحو ملياري ريال فيما تضيف الحكومة إليها بحدود المليار ريال توجه بكاملها للضمان الاجتماعي وتضيف عليها الدولة بحدود مليار ريال حسب نمو وانخفاض المخصص.
وبين المرزوقي أن زكاة الأفراد, والاستثمارات السعودية المهاجرة لا تتم جبايتها أو الاستفادة منها في معالجة الفقر في البلاد, حيث تقدر الاستثمارات الخارجية بما يتراوح بين 500 إلى 800 مليار دولار يمكن أن توفر أموالا إضافية في الزكاة تصل إلى 20 مليار ريال.
وأشار المرزوقي إلى وجود عوامل ساهمت في تنامي البطالة وبالتالي الفقر من بينها ضعف تسويق منتجات الأسر المنتجة وتقديم الدعم المادي لها والتمويل، والنقص في ثقافة العمل، ونقص الإمكانيات في التدريب, والمنافسة التي تواجه المشروعات الصغيرة، ووجود العمالة الأجنبية السائبة.
وأكد المرزوقي أن خطط التنمية في السعودية عالجت الفقر بوضع الخطط متوسطة الأجل التي انطوت على بعض السلبيات, لأن الخطط القصيرة والمتوسطة لا تتيح النظر إلى فترات طويلة تمتد على مدى 20 أو 30 سنة، وهو ما أحدث حالة من الاختناق في مرافق التعليم، وتصاعد معدلات البطالة.
ورأى المرزوقي أن معالجة الفقر في السعودية يمكن معالجتها من خلال تفعيل الزكاة على الوجه المطلوب والقيام عليها بالشكل الصحيح، وكذلك تفعيل الضمان الاجتماعي والجمعيات والمؤسسات الخيرية، وحل إشكاليات توزيع المرافق الصحية والتعليمية والخدمية في المملكة التي تركزت غالبيتها في المدن ودفعت سكان القرى إلى التحول من القرى إلى المدن.
وقال إن الصندوق الخيري لمعالجة الفقر الذي يعد إحدى آليات الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفقر, يعالج الفقر بطريقة غير تقليدية ويركز على الفقراء غير المنتجين وغير القادرين على العمل.[/align]
العرض العادي
