هي حرقة في القلب عندما نرى شبابا وهم عصب الأمة وعمادها ومستقبلها المشرق يذرفون الدموع بخسارة فريقهم أو عندما تهجرهم الحبيبة يبكون بكاء الأطفال ,,قمة الضعف والخذلان والهوان .كل هذه الدموع التي سكبت على هذه الأشياء التافهة كان سببها غياب المربي الفاضل في المنزل وغياب القدوة الصالحة وضعف الوازع الديني لدى الشباب .
لن تنتصر أمتنا وتنهض مادام وضع شبابنا هكذا ,,فهم مغيبون خلف شهواتهم ونزواتهم .
ويروي لنا التاريخ أن الصليبيين بعثوا بأحد جواسيسهم إلى أرض الأندلس المسلمة، وبينما الجاسوس يتجول في أراضي المسلمين إذا به يرى غلاما يبكي وأخر بجواره يطيب من خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فقال الشاب: يبكي لأنه كان يصيب عشرة أسهم من عشرة في الرمي، لكنه اليوم أصاب تسعة من عشرة. فأرسل الجاسوس إلى الصليبيين يخبرهم: (( لن تستطيعوا هزيمة هؤلاء القوم فلا تغزوهم )).
ومرت الأعوام وتغيرت الأحوال وتبدلت معها الهمم والهموم، وجاء الجاسوس الصليبي إلى أرض المسلمين مرة أخرى، فرأى شابين أحدهما يبكي والآخر يطيب خاطره، فسأله الجاسوس: ما الذي يبكي صاحبك؟ فأجابه: إنه يبكي لأن فتاته التي يحبها قد هجرته إلى غيره. فأرسل الجاسوس إلى قومه: ((( أن اغزوهم الآن فإنهم مهزومون ))).