رؤيا عجيبة: انصحك بقراءتها حتى النهاية ففيها عبرة ..!
طلب مني صديق فاضل أن أعبر رؤيا لأحد أصدقائه المشايخ الفضلاء، ممن أكرمه الله بالعلم والصلاح والدعوة إليه - أحسبه كذلك والله حسيبه - فلبّيت طلبه، فاتصل علي وسرد لي رؤياه هذه العجيبة:
رأيت فيما يرى النائم: أني مسافر في طائرة دولية ضخمة فوق العادة ومتجهة للغرب ، ونحن في ارتفاع شاهق فوق الغيوم ، فوقع حادث ارتطام للطائرة وسقطت وانقسمت نصفين وتناثر الناس في الهواء وأنا منهم ، وفجأة أمسك يديّ ملكان مجنّحان أجنحتهم بيضاء مهيبة ، وتوقف سقوطي وأصبحنا واقفين في السماء بسبب إمساكهم ليديّ ، والناس تهوي تحتي، فقال لي أحدهما : هل تريد أن تنجو أم تموت؟ فوقع في نفسي أن أقول لهما: إذا كان ما بعد الموت إلى الجنة فالجنة أحب لي ، لكن خطر لي أمر آخر وسألتهما قائلا: منذ متى يخيَّر الناس بين الموت والحياة؟ هذه من خصائص الأنبياء .
فقال لي أحدهما : ألا تدري أن الدعاة في أيام الفتن وآخر الزمان في مقام الأنبياء!! وأخذ يتحدث عن فتن آخر الزمان وركز على تسارع الزمان وأنها من أشراط الساعة , وسرد جمعًا من الأدلة بالسند من سنن أبي داود والبخاري عن أشراط الساعة وقال: الزمن يتسارع جدًّا أكثر مما تتصورون.
ثم تكلم الآخر عن فتنة المسيح الدجال وخطورتها وساق أدلتها بالإسناد ، وقال: فتنة الدجال عظيمة جدًّا تحتاج مقامَ نبوةٍ وموقفَ أنبياء ، وأنا في نفسي أقول: لماذا يذكر السند وهو يستطيع أن يكلّم الله مباشرة؟ لكني لم أتكلم ، فقال لي: هل تريد الآن أن تموت أو تريد أن ترجع للدنيا وتصلح؟ فقلت بل أرجع للدنيا وأُصلح ، وبعدها وجدت نفسي في مستشفى والناس يقولون: هذا الناجي الوحيد من حادثة سقوط الطائرة , وأتت القنوات الفضائية لتغطي الحدث وأنا أدعو أن تكون القنوات القادمة إسلامية حتى لا أقع في حرج شرعي ، وهم يسألون: كيف نجوت؟ وكيف وقع الحادث؟ وأنا أسرد لهم ما سمعته من الملكين عن الفتن وأشراط الساعة وتسارع الزمان والمسيح الدجال بالإسناد مثل ما كانوا يقولون ، بعدها رأيت من وسط الجموع عائلتي أتوا للاطمئنان علي , فطلبت من القنوات إيقاف البث واجتمعتْ عائلتي حول سريري للسلام علي .
وبعدها استيقظت.
دلالات الرؤيا وما يستفاد منها:
أولا: أن الفتن لا ينجو منها إلا من صدق مع الله واعتزلها وأقبل على ربه.
ثانيا: أن الملائكة تزيد المؤمن ثباتًا..
قال تعالى: {له معقبات من بين يديه ومن خلفه يحفظونه من أمر الله}.
قال ابن القيم رحمه الله: يَعْقب بعضهم بعضًا، كلما ذهب بدلٌ جاء بدلٌ آخر يثبّتُونه ويأمرونه بالخير ويحضُّونه عليه، ويَعِدُونه بكرامةِ الله ويُصَبِّرُونه.. [الداء والدواء (ص: 96)]
ثالثا: فضل الدعاة إلى الله بعلم وبصيرة، خاصة في زمن الفتن، وكثرة دعاةِ الشر، وأنهم ورثة الأنبياء..
رابعا: أن طول عمر المؤمن لا يزيده إلا خيرًا.
خامسا: أن الزمان هذا زمان سرعة يحس به كلّ أحد، والعاقل يستثمره؛ لأن كل يوم يدنيه من قبره ولقاء ربه، فيُحاسبه على كل صغيرة وكبيرة.
سادسا: خطر الدجال وقرب خروجه وأنه لا ينجو من فتنه إلا المؤمن التقي..
سابعا: أهمية تربية الأولاد خاصة في زمن الفتن، والانشغال بنصحهم وإرشادهم، وأنه أولى من دعوة ونصح غيرهم.
ثامنًا: سؤاله: لماذا يذكر الملَك السند وهو يستطيع أن يكلّم الله مباشرة؟
الذي يظهر – والله أعلم – أنه قصَد من ذلك إظهار مكانة العلماء وفضلهم.
وأخيرًا: أنصح إخواني وأخواتي بالثبات على دينهم، واعتزال الفتن وأماكنها، والالْتفاف حول العلماء والدعاة إلى الله بعلم وبصيرة.
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ، فَلاَ تَغُرَّنَّكُمُ الحَيَاةُ الدُّنْيَا، وَلاَ يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الغَرُورُ، إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا، إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ}.
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين.
وكتبه: أحمد بن ناصر الطيار.
22/5/1444