قادني شعوري إلى الكتابة , ولم أسل نفسي عمّ يبحث الناس عنه في المنتديات , هل هي الشهرة ؟ أم هي الملاسنة والإزدراء !! أم يكون ذاك الفراغ الذي لا نحسن حقيقة إلا إضاعته في ما لا يرضي الله.
طرقت مع نفسي , وأخذت أتأمل لعلِ أجد في الكتابة ما يسرني أن أراه يوم أن ألقى الله , فإذا بي أذكر أن شاعرة جاهلية هي " كبشة بنت معديكرب" عاتبت أخاها عمرو بن معديكرب , وعيرته بميله إلى قبول دية أخيه المقتول , فقالت :
ودع عنك عمراً إن عمراً مسالم..... وهو بطن عمرو غير شبر لمطعم
ما تخيلته المرأة الجاهلية وتصورها أن بطن إنسان يتجاوز مقدار شبر فكيف إذن لو رأت معدة الإنسان الحاضر ابن القرن الثاني والعشرون ,تضخمت وأصبحت تتسع الأرض , بل تجاوزت ذلك فأصبح لا يملؤها إلا التراب.
من المؤسف أن تجد معدة الإنسان العصري بسبب التضخم لا يشبعها مقدار من المال , ولأن هذا التضخم سبب رئيس في تدهور حياتنا المعيشية , إلا إن هذا شيء يسير مقارنة بما تولد في الناس من حقد وضغينة وغليل لا يُروى وأُوارٌ لا يشفى , وأصبح كل واحد يحمل بين أضلعه جهنم تأكل الأخضر واليبس , وبكل جرأة وعدم حياء من الله تنادي هل من مزيد؟!
أُبتُليت الناس في هذا العصر بأفراد وجماعات شيطانهم الجشع كأن فيهم مسا من الجان , وأصبح الواحد منهم نهما يلتهم الدنيا التهاما وليس لديه ما يمنع في أن يلحق الآخرة إن تهيأت له مستنزفا ذلك حلالا أم حراما , ثم لا يرى أنه قضى لبناته وشفى نفسه , والعهدة في ذلك على وضع الحياة العصرية وكونها مادية لا تؤمن بالآخرة , وخليق بهولاء أن تكون الحياة بضاعتهم وغاية رغبتهم ومبلغ علمهم , نسال الله السلامة والعافية.
يتبع..
العرض العادي
