رسالة من أمي !
مرت عليها الأيام ، ولكن ذكراها يتجدد يوميًا في قلبي
وهاجسي !
وضعتها في أول أدراج تسريحة الغرفة ، وكلما تجهم
وجه الزمان ، طالعتها لتضحك حياتي من جديد !
مَن يعتذر ؟!
الأم للبنت !
والمشكلة ، أن لا شأن لها بالموضوع !!
ولكنها الأم !!
لا تجد بأسًا من أن تضع نفسها الملومة ، لتتحمل المسؤولية !
لازلتُ أذكر الموقف وكأنه قد حدث للتو ..
كنتُ مقفلة غرفتي ، والحبيبة تطرق وتنادي علي
وأنا لا أجيب متظاهرة بالنوم !
في الأخير استسلمت وأدخلت من تحت الباب هذا المظروف
وفيه مبلغ مالي هدية !
أيضًا من المواقف التي لا أنساها ..
في حفل تخرجنا من المرحلة المتوسطة ، كانت حاضرة
-جُعلتُ فداها- ، وعندما ذُكر اسمي للتكريم وقفت ومشت
في الممر أمام الحضور وهي تلوح بـ 150 ريال .. ثم صعدت
إلى المسرح وقبلتني وباركت لي وأعطتني المبلغ !!
ساعتها كنتُ محمرة خجلًا وحياء من صديقاتي على موقف أمي
والربكة التي أحدثتها لأجل مبلغ بسيط ، بل وتلوح به أمام الجميع
وكأنه مليون !
أما ريحانة القلب أمي ، فكانت محمرة فرحًا وبهجة وفخرًا بابنتها !!
ما أقسى الأبناء !
أي وربي ما أقساهم !
أسألوا أنفسكم معي ، ما هي وظيفة الأم ؟!
والله لن تجدوا جوابًا محددًا ، بعكس لو كان أي إنسان آخر !
حتى الأبناء والبنات المتزوجين .. يُدخلونها في مشاكلهم لتكون على اطلاع !
وكأنها ( ناقصة ) غم وهم !
حين أتأمل والدتي – تتمتم شفاتي بالدعاء تلقائيًا لها- !
كل شيء عليها .. كل شيء !
حتى الطلبات الصعبة لا نطلبها من أبي مباشرة بل تكون هي في وجه المدفع
( قولي لابوي ) !!
بل حتى الخادمة وكذب أهلها المتواصل ( ابنك مات ، زوجك مريض .. الخ )
لا يتحمله إلا أمي .. وتتقبل نفسية الخادمة وصراخها بصدر رحب !
ومع ذلك تلفتوا حولكم .. وشاهدوا جزاءها !
أقرب مثال ( المنتديات ) ..
مملوءة بشتى أنواع المواضيع التي من شاكلة
( ماذا أهدي زوجي ، أخي ، أختي ) !
واستشارات طويلة عريضة حول التعامل مع الأبناء ..
ونصائح بإسهاب لكسب ود الأصدقاء ..
أما الأم ، فعليها أن تعطي وليس لها أن تأخذ !
وتكفيها زوارة الخميس التي ينشغل فيها الأبناء بقراءة الجرائد
والبنات بتجاذب أطراف الحديث حول أولادهن !!
* تفقد أمك في الثلث الأخير من الليل ، ولا محالة ستجدها
في محرابها تصلي وتبكي !
إما فرحًا لك ، وإما حزنًا عليك !
ولكن انتبه !
وإيــــــــاك إياك أن تكون تبكي ( منك ) !
يا أحبة !
صدقوني لا نضمن القدر !
وستذهب ريحانة البيت في يوم !
ليغلق أوسط أبواب الجنة !
فلنسارع ولنتدارك ولنصحح أخطاءنا ..
بقي أهم وأروع وأعذب وأجمل وأرق الحديث ،
أمي ستعود غدًا إلى الرياض !
هنئوني ، باركوا لي ، بشروني !
فقد عدتُ للحياة !
بل الحيــــــــــــاة قد عادت لي !
بقلم ،
بِنـْتُ أُمِهَا || ♥