الحريم العثماني ( 1 )
ارتبط تاريخ العرب بالتاريخ العثماني ارتباطاً وثيقاً لمدة تزيد على أربعة قرون .
خرجت في الفترة الأخيرة دراسات موضوعية باللغة العربية تحاول أن تدرس مختلف جوانب التاريخ العثماني .
ولم يتعرض جانب التاريخ العثماني للتحريف على يد الكتاب الأوروبيين مثلما تعرضت مؤسسة الحريم العثماني . لذلك جاءت دراسة الباحثة الجادة الدكتورة ماجدة صلاح مخلوف التي صدر بعنوان : ( الحريم في القصر العثماني ) لتلقي أضواء كاشفة وموضوعية على تلك المؤسسة وبطريقة علمية ومنصفة .
تذكر الكاتبة أن قسم الحريم من القصر السلطاني مخصص لسكن السلطان ونسائه والقائمات على الخدمة وهو مستقل بأجنحته وغرفه وحدائقه وكل جناح يسمى دائرة ويغلق عليها باب رئيس يتولى حراسته من الخارج الأغوات .
وفي داخل الحريم العثماني ترتب النساء على حسب أهميتهن ، فالرئيسة الشرفية لقسم الحريم هي والدة السلطان وتتمتع بأعظم منزلة وهي بمثابة الملكة في المفهوم الأوروبي ولقبها (( المهد العالي )) و (( والدة سلطان )) وتخاطب بلقب (( صاحبة الدولة صاحبة العصمة )) (( دولتلو عصمتلو )) ولوالدة السلطان مراسم خاصة عند دخولها القصر للمرة الأولى بعد اعتلاء ابنها عرش السلطنة ، وتعرف هذه المراسم باسم (( والدة آلايي )) (( موكب الوالدة )) ولها جناح خاص وعدد من الجواري لخدمتها وترأسهن جارية من درجة (( نائبة )) ولها مخصصات عينية ونقدية .
وتأتي بعد الوالدة في الأهمية زوجات السلطان ، وتسمى الواحدة منهم (0 قادين )) وكان لقبها حتى القرن الثامن عشر (0 الخاصة )) (( خاصكي )) ثم أصبح (( السيدة حرم السلطان )) (( قادين افندي )) وتخاطب بلفظ (( ذات العصمة )) (0 عصمتلو )) .
وللزوجات ترتيب خاص ، فتسمى الأولى (( باش قادين )) ثم الثانية (( ايكنبجي قادين )) ثم الثالثة (( أوجنجي قادين )) ، والعادة أن الزوجة تختار من الجواري في الحريم وعندما يقع عليها الاختيار فإنها تعفى من الخدمة وتوجه العناية كلها لتربيتها وتهذيبها وتعليمها قواعد الدين وتقاليد الحريم وآداب الحديث وبعض المعارف مثل اللغات والآداب .
ولم تكن زوجة السلطان تنجب أكثر من طفلين أو ثلاثة ، ولكل زوجة مخصصات عينية شهرياً تصرف لها داخل كيس من الحرير الأحمر ، وتصرف لها يومياً كميات مناسبة من اللحوم والأرز والسمن والفاكهة والخبز والخضراوات ، كما تصرف لها مرتين في شهري محرم ورجب كميات من الشمع والصابون والحطب والفحم والسكر والبن . ويسمح لزوجة السلطان بارتداء فراء السمور وملابس مزينة بالأحجار الكريمة مثل ملابس الأميرات . وتجمع شعرها فوق الجبهة كعلامة لها وتضع شالاً فوق الرأس الكتفين .
انتظروا ( 2 ، 3 )