كان الطفل الثالث ..
في أثناء و لادته
..أخبرتني الطبيبة بإعاقة لطفل . لا تسألوا عن حالتي
نسيت ألم ولادتي و زفراتي و كربي
همي لهذا القادم ..
فكان ذكرا ..يعاني من تلف أعصاب في الأطراف السفلية
..
في تلك اللحظات ..تمنيت أن يموت
خوفا و شفقة عليه ...!!
نعم هو ابني و قطعة مني و لن يرحمه أحد مثلي
لكن
تذكرت بفهمي القاصر الحياة و متطلباتها و منغصاتها
فرحمته
ولله الأمر من قبل و من بعد
حنيت عليه أكثر من أخوته ..احتويته بكل ما استطعت
وفرت له ما احتاج لتتفتح مداركه
و لم اجعله يحس بإعاقته
ويشاء الله ويترعرع ( بسام ) و تظهر عليه من طفولته الحكمة و الرأي السديد ..و والرؤية البعيدة ..
وينطلق على لسانه بدرر من الأقوال الرزينة و العميقة
..
حتى أحسست بغيرة أخوته عليه
فكنت أشاوره بأموري قبل أخوته و عن غفلة منهم ..
وصل ..الحادي و العشرين ربيعا وقد انخرط في الدراسة الجامعية
....
في أحد الأيام
وأنا أعمل مديرة لأحد المدارس ..طلبت أحد المعلمات الاستئذان بوقت مبكر
ترددت قليلا لكن أذنت لها بالخروج ..
ابتسم و ترقرقت عيناها و دعت بدعوات ..
دعوات أعتدت على سماعها ..
عدت للمنزل ..
وأردت أن أغير ملابس ( بسام )
لعدم استطاعته ذاك .. سوى الملابس الداخلية فقط
أردت الدخول عليه فطلب مني الانتظار
جلست أحادث شقيقته المتزوجة ..
مر الوقت و لم انتبه لمرور ساعة نهضت إليه وأنا أنادي عليه
فطلب مني الانتظار ..!!!!
عجبا لابني
طمأنني وكرر أن انتظر ..مر ساعة و نصف ..
..
وأنا ..أحادث أبنتي ..
سمعته يناديني ..
((يمه ))
كان و اقف أمامي و متكئ على باب الغرفة ...
..
...
توقف الزمن
توقف الأنفاس
جمدت النظرات
جمدت الأفكار ..
الجميع في حالة شلل تام
..
أي كرامة منه _سبحانه _ أمامي
إحدى و عشرين سنة ..
لم يتلق أي علاج طبيعي أو مضادات
..
لم أعي إلا و أنا في حضنه يضمني و يردد آيات كريمات
لعلها تهدأ أنفاسي ..
..
(كن فيكون) ... حقيقة تجسدت أمامي
أهي دعوات المعلمة أم دعوة و الدة أم ...!!!!
لا أعلم
..
الذي أيقنت به أن الله قريب.. قريب .. قريب
...
.....
ويكرمني الله بحج هذا العام مع بسام ..
.....................
لا تيأس ..