أيتها المرأةُ التي كانت في سالف الزمان حبيبتي
لماذا تضعين الوقت في حقائبكِ..
وتسافرين.؟
لماذا تأخذين معك أسماء أيام الأسبوعْ؟
وكرويّةَ الأرض..
كما لا تستوعب السمكةُ خروجها من الماءْ..
أنتِي مسافرة في دمي..
وليس من السهل أن أستبدل دمي بدمٍ آخر..
ففصيلةُ دمي نادرة..
كالطيور النادرة..
والنباتات النادرة..
والمخطوطات النادرة..
وأنتِ المرأة الوحيدة ..
التي يمكن أن تتبرع لي بدمها...
ولكنكِ دخلتِ علي كسائحه..
وخرجتِ من عندي كسائحه...
كانت كلماتكِ الباردة..
تتطاير كفتافيت الورق..
وكانت عواطفكِ..
كاللؤلؤ الصناعيِّ المستوردة من اليابان...
وكانت مدينتنا التي اكتشفتها معك..
وأدمنتها معكِ..
وعشتها بالطول والعرض .. معكِ..
ترمي نفسَها من الطابق العاشر..
وتنكسر .. ألف قطعه...
توقَّفي عن النمو في داخلي..
أيتها المرأة..
التي تتناسل تحت جلدي كغابهْ...
ساعديني.. على كسر العادات الصغيرة التي كونتها معك..
وعلى اقتلاع رائحتك..
من قماش الستائر..
وبلورِ المزهرياتْ..
على تَذكر اسمي الذي كانوا ينادونني به في المدرسهْ..
ساعديني..
على تَذكرِِ أشكال قصائدي..
قبل أن تأخذ شكل جسدكْ..
ساعديني..
على استعادةِ لغَتي..
التي فَصلت مفرداتها عليكِ..
ولم تعد صالحةً لسواكِ من النساءْ...
عادل