أهل البيت من منظور أهل السنة والجماعة

[عــز الإســلام]

بسم الله الرحمن الرحيم
والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين . أما بعد :

في موضوع الشيعة في القصيم : قال المدعو العباس الشنقيطي بعد أن سألته هل زوجات النبي صلى الله عليه وسلم ؟ فأجاب أن أهل البيت أهل الكساء وأورد حديث مسلم , وهذا من قول الشيعة ولم يقل به أحد من أهل السنة مع أنه يدعي أنه سني والله المستعان .


فنقول : أن أهل البيت هم زوجاته وآل علي وآل عقيل وآل عباس وآل جعفر وهم الذين حرمت عليهم الصدقة .

أما الدليل أن زوجاته صلى الله عليه وسلم من أهل بيته :

يقول الله تعالى : ( يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ قُل لِّأَزْوَاجِكَ إِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ الْحَيَاةَ الدُّنْيَا وَزِينَتَهَا فَتَعَالَيْنَ أُمَتِّعْكُنَّ وَأُسَرِّحْكُنَّ سَرَاحاً جَمِيلاً . وَإِن كُنتُنَّ تُرِدْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالدَّارَ الْآخِرَةَ فَإِنَّ اللَّهَ أَعَدَّ لِلْمُحْسِنَاتِ مِنكُنَّ أَجْراً عَظِيماً . يَا نِسَاء النَّبِيِّ مَن يَأْتِ مِنكُنَّ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ يُضَاعَفْ لَهَا الْعَذَابُ ضِعْفَيْنِ وَكَانَ ذَلِكَ عَلَى اللَّهِ يَسِيراً . وَمَن يَقْنُتْ مِنكُنَّ لِلَّهِ وَرَسُولِهِ وَتَعْمَلْ صَالِحاً نُّؤْتِهَا أَجْرَهَا مَرَّتَيْنِ وَأَعْتَدْنَا لَهَا رِزْقاً كَرِيماً . يَا نِسَاء النَّبِيِّ لَسْتُنَّ كَأَحَدٍ مِّنَ النِّسَاء إِنِ اتَّقَيْتُنَّ فَلَا تَخْضَعْنَ بِالْقَوْلِ فَيَطْمَعَ الَّذِي فِي قَلْبِهِ مَرَضٌ وَقُلْنَ قَوْلاً مَّعْرُوفاً . وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ وَلَا تَبَرَّجْنَ تَبَرُّجَ الْجَاهِلِيَّةِ الْأُولَى وَأَقِمْنَ الصَّلَاةَ وَآتِينَ الزَّكَاةَ وَأَطِعْنَ اللَّهَ وَرَسُولَهُ إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً . وَاذْكُرْنَ مَا يُتْلَى فِي بُيُوتِكُنَّ مِنْ آيَاتِ اللَّهِ وَالْحِكْمَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ لَطِيفاً خَبِيراً ) . سورة الأحزاب من ( 28-34 )

وهنا يتبين من السياق أن زوجاته صلى الله عليه وسلم من أهل بيته ولا يرد هذا إلا جاهل , وذكر هذا المفسرين كابن كثير والطبري والقرطبي وأن الخطاب موجه لهن واصبح بصيغة الجمع في قوله يذهب عنكم بسبب دخول النبي صلى الله عليه وسلم مع الزوجات

قالت عائشة رضى الله عنها : ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم من خبز بر مأدوم ثلاثة أيام ، حتى لحق بالله ) رواه مسلم .

وقالت أيضاً رضى الله عنها : ( ما شبع آل محمد صلى الله عليه وسلم منذ قدم المدينة ، من طعام بر ثلاث ليال تباعا ، حتى قبض ) رواه البخاري .

فعائشة تخبر حال آل محمد في هذه الدنيا , وبالطبع أنها منهم .

ونقول : أن علي وفاطمة والحسن والحسين من أهل البيت بنص حديث عائشة المعروف بحديث الكساء كما في صحيح مسلم :

خرج النبي صلى الله عليه وسلم غداة وعليه مرط مرحل ، من شعر أسود . فجاء الحسن بن علي فأدخله . ثم جاء الحسين فدخل معه . ثم جاءت فاطمة فأدخلها . ثم جاء علي فأدخله . ثم قال " إنما يريد الله ليذهب عنكم الرجس أهل البيت ويطهركم تطهيرا " [ 33 / الأحزاب / 33 ] .


ونقول : آل عقيل وآل جعفر وآل عباس من أهل البيت بنص حديث غدير خم الذي ذكر ذلك واضاف آل علي وزوجات النبي صلى الله عليه وسلم برواية يزيد بن حيان :

انطلقت أنا وحصين بن سبرة وعمر بن مسلم إلى زيد بن أرقم . فلما جلسنا إليه قال له حصين : لقد لقيت ، يا زيد ! خيرا كثيرا . رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم . وسمعت حديثه . وغزوت معه . وصليت خلفه . لقد لقيت ، يا زيد خيرا كثيرا . حدثنا ، يا زيد ! ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم . قال : يا ابن أخي ! والله ! لقد كبرت سني . وقدم عهدي . ونسيت بعض الذي كنت أعي من رسول الله صلى الله عليه وسلم . فما حدثتكم فاقبلوا . وما لا ، فلا تكلفونيه . ثم قال : قام رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما فينا خطيبا . بماء يدعى خما . بين مكة والمدينة . فحمد الله وأثنى عليه . ووعظ وذكر . ثم قال " أما بعد . ألا أيها الناس ! فإنما أنا بشر يوشك أن يأتي رسول ربي فأجيب . وأنا تارك فيكم ثقلين : أولهما كتاب الله فيه الهدى والنور فخذوا بكتاب الله . واستمسكوا به " فحث على كتاب الله ورغب فيه . ثم قال " وأهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي . أذكركم الله في أهل بيتي " . فقال له حصين : ومن أهل بيته ؟ يا زيد ! أليس نساؤه من أهل بيته ؟ قال : نساؤه من أهل بيته . ولكن أهل بيته من حرم الصدقة بعده . قال : وهم ؟ قال : هم آل علي ، وآل عقيل ، وآل جعفر ، وآل عباس . قال : كل هؤلاء حرم الصدقة ؟ قال : نعم . وزاد في حديث جرير " كتاب الله فيه الهدى والنور . من استمسك به ، وأخذ به ، كان على الهدى . ومن أخطأه ، ضل " . وفي رواية : دخلنا عليه فقلنا له : قد رأيت خيرا . لقد صاحبت رسول الله صلى الله عليه وسلم وصليت خلفه . وساق الحديث بنحو حديث أبي حيان . غير أنه قال " ألا وإني تارك فيكم ثقلين : أحدهما كتاب الله عز وجل . هو حبل الله . من اتبعه كان على الهدى . ومن تركه كان على ضلالة " . وفيه : فقلنا : من أهل بيته ؟ نساؤه ؟ قال : لا . وايم الله ! إن المرأة تكون مع الرجل العصر من الدهر . ثم يطلقها فترجع إلى أبيها وقومها . أهل بيته أصله ، وعصبته الذين حرموا الصدقة بعده .

بين في الرواية الأولى أنهن من أهل البيت وفي الرواية الثانية بين أنهن إذا طلقن لايكن من أهل بيته أما إذا لم يطلقن فإنهن يبقين من أهل بيته .


وأقول : توجد آيات وأحاديث تبين أن الزوجه من أهل بيت الرجل , فإن كن نساء النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل بيته يكن من أهل بيت من ؟

يقول الله تعالى : ( قَالُوا أَتَعْجَبِينَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ رَحْمَةُ اللَّهِ وَبَرَكَاتُهُ عَلَيْكُمْ أَهْلَ الْبَيْتِ إِنَّهُ حَمِيدٌ مَجِيدٌ ) هود آية 73 .

فتبين أن سارة من أهل بيت إبراهيم , فلماذا زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل بيته ؟ وذكر القرطبي أن جميع زوجات الأنبياء من أهل بيوتهم من خلال هذه الآية .

وقال النبي صلى الله عليه وسلم كما رواه ابن عمر في صحيح البخاري :

ألا كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته ، فالإمام الذي على الناس راع وهو مسؤول عن رعيته ، والرجل راع على أهل بيته وهو مسؤول عن رعيته ، والمرأة راعية على أهل بيت زوجها وولده وهي مسؤولة عنهم ، وعبد الرجل راع على مال سيده وهو مسؤول عنه ، ألا فكلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته .

فذكر أن الزوجه من أهل بيت زوجها وأنها راعية عليه .


فبعد هذه الأدلة...

أطلب من العباس الشنقيطي الأن بأن يأتيني بقول عالم من علماء أهل السنة والجماعة المسلمين يقول أن زوجات النبي صلى الله عليه وسلم لسن من أهل بيته وأن أهل بيته فقط هم أهل الكساء كما أدعيت أنت ذلك بالأدلة .

أنتظر رده