’
الورقة التاسعة ..
مساء الخيرات . . . .
,,,,,,,,,
كان الركوب على النهر.. جميل .. فيه من الإثارة والمتعة والطبيعة الخلابة .. مايثير الأشجان .. ويسيل القرائح ..
تنتشر على ضفة النهر .. أكواخ مبنية بأخشاب مهترية ..
عبارة عن بقالات تبيع بعض المواد الغذائية البدائية .. بالإضافة إلى الدخان . . أوراق شجر ملفوفة محشية بالتبغ او شيئ منه ..
ذو رائحة كريهة . .
هذا النوع ينتشر بشكل كبير .. يشربه الأطفال .. قبل النساء والرجال ..
وبجانب البقالات مطاعم .. وبعض البارات ..
عرض علينا.. بابو الوقوف عند أحد المطاعم وشرب " تي سليماني " هكذا يسمون الشاهي الأسود ..
نزل أصحابي .. أما أنا فذهبت أستكشف جمال بيوتهم وبعض بساتينهم ..
سلكت على أقدامي طريقاً يمر من أمام البيوت ضيقاً . . يحاذي النهر فوجدت ورشاً لبناء السفن .. وصيانتها .. متواضعة .. كما وجدت بعض معابد الهندوس .. لم يبقى منها إلا رسمها ..
كما رأيت بيوت جميلة .. أعتنى ببنائها وتصميمها .. واختير لها أفضل مواد البناء .. من قرميد ونوافذ ومن الداخل مزخرفة بالأجباس والسراميك الفاخر .. مما يدل على أن هناك أثريا ..
كما تجد حديقة البيت نظيفة .. ومرتبة .. وقد نسقت أشجارها وقلمت الأغصان ..
كما شاهدت بيوتاً قديمة .. سكانها رثة ثيابهم .. وأشكالهم تدل على الفقر ..
خرجنا من النهر بعد جولة أستغرقت ثلاث ساعات وكأنها لحظة عابرة .. مما شدنا .. وأثارنا فيه ..
في الطريق لمراري . .
.
.
.
.
بائع الفواكه . .
.
.
هذا لسان حال المبسط المتحرك .. يقول طازة ..
.
.
أخذنا بابو إلى ضاحية مراري كلوم الذي يقع فيه منتجع فيرشمان ..
واخترقنا ضواحي .. وقرى .. الطريق كسابقه طريق ريفي ضيق .. أحيانا يضيق حتى لايتسع إلا لمسار
واحد ..فنضطر . . أحياناً أن نقف حتى تتجاوز السيارات المقابلة ..
قرى كثيرة .. وأسواق شعبية .. والناس جادة في أعمالها قل مانجد تجمعات شباب يتحدثون ..
الكل منشغل في البحث عن معيشته ..
مناظر اسواق تتكرر . .
.
.
على جوانب الطريق الريفي .. طريق للمارة .. والناس تسير عليه واحد خلف الثاني .. كل يحمل مظلة
يدوية تحميه من بلل المطر..
في قرية آلبي أدركتنا الصلاة .. فبحثنا عن مسجد فإذا مسجد وسط مقابر كثيرة .. عليها نصايل مختلفة .. نصايل مرفوعة .. وأخرى ملونة ..
وكل قبر عليه اسم الميت .. وتاريخ وفاته .. وغرست عند رأسه شجرة ..
وفي زاوية المقبرة .. على الطريق .. شجرة عظيمة .. يبدو أن لها مئات السنين .. قطرجذعها مايقارب المترين ..
وقد بني عليها قبة مستديرة ..وداخل القبة عند جذر الشجرة قبر .. وللقبة مدخلين .. مدخل للرجال ومدخل للنساء ....
عليها حارس يبيع العود لرواد الضريح .. ويجمع تبرعات لهذا الضريح
ولاحظت .. أن رواد الضريح .. أكثر من رواد المسجد . . أو أكثر من المصلين بالمسجد ..
يأخذون عود العنبر .. ويشعلونه من جمر وضع داخل القبة للتشعيل .. ثم يبخرون القبر .. ويدعونه جهلاً منهم ..
المسلمون هناك .. ليسوا على منهج واحد .. على حسب مشاهدتي .. وليس واستقرائي
منهم من أطلق عليهم .. السنة .. وهم في الحقيقة أصحاب بدع ..فيهم .. متصوفة ..
ومنهم من أطلق عليهم .. المجاهدين .. وهم أقرب إلى السنة .. يتبعون علماء السعودية ..
ولا تخلوا الفرقتين من التعصب المقيت ..
فالكل ينهاك من الصلاة في مساجد الطائفة الأخرى ..
في كل مسجد نصلي فيه .. نجد من ينتظرنا عند باب المسجد .. إما إمام المسجد أو المؤذن .. أوأحد جماعة المسجد المحتسبين .. وأحياناً نجدهم جميعاً ..
يضعون فوق رؤوسهم عمامة وقد أطلقوا شعر لحاهم .. وحلقوا شواربهم . .
إتخذوا . . جمع تبرعات للمسجد من الغرباء عادة . .
وللآمانة .. لم نجد إلى فاضلاً .. أكثرهم يحفظ من القرآن الشئ الكثير ..
فتجده مبتسماً .. ماداً يده لمصافحتك بوجه طلق .. مستبشرا .. تقبله النفس ..
ثم يتحدث معك بلغة عربية فصحى .. فيها بعض التكسر ..
يسألك من أي البلاد أنت .. ثم يعرض عليك تاريخ المسجد ويعدد عليك المسلمين المجاورين من حوله ..
وأنهم بحاجة توسيع المسجد .. أو صيانته .. أو شراء مايلزم المسجد ..
لايطلب منك المال صريحاً .. وإنما يكتفي بالتلميح .. الذي يفهمه اللبيب ..
لم ندخل مسجداً يوماً .. فوجدناه خالياً .. فمساجدهم لاتخلو من عمارها .. فهذا يصلي .. وذاك يقرأ .. وأخر جالس يدعوا ..
وتلمس فيهم حب العبادة .. وأنهم يعملون وهم يستشعرون العبادة .. ليست كما هي عند أكثرنا عادة ..
يظهر هذا عند وضوءهم .. وكيف أنهم يسبغون الوضوء .. كما يظهر في صلاتهم .. وتعظيمهم لها ..
يقفون في الصف .. وكأنهم سواري .. لايعبثون .. أو يتحركون كما تشاهد في كثير من مساجدنا ..
حتى حينما يلقاك .. تستشعر الأخوة الإسلامية .. من إبتسامته .. وتعامله معك .. ومع أصحابه ..
بأخلاق عالية .. ونفوس لطيفة ..
والمسلمون هناك عطاشى .. للعلم .. والدعوة .. يحتاجون من يغيثهم بالعلم الشرعي ..
وهم يفرحون بالعرب .. وخاصة أهل جزيرة العرب .. ويرون أنهم أبناء الصحابه ..
فترى الفرح .. والإحتفاء .. والتجمهر على كل من تكلم بإسم الإسلام وهم من العرب ..
وتقرأ في عيونهم أسئلة كثيرة .. يحتاجون من يشفيهم بأجوبتها . . وفيهم المتحمسبين لطلب العلم .. والدعوة
عرضت على أحدهم .. وهو شاب بالثلاثينات يتحدث اللغة العربية الفصحى .. توسمت فيه الخير .. والحيوية ..
عرضت عليه العمل بالسعودية .. فهز رأسه فرحاً بذلك ..
فقلت لماذا تفرح ..؟
قال: أنا لاأحتاج المال .. لكني أريد أن أطلب العلم على علماء السعودية..
فطأطأت رأسي خجلاً . .
دخلنا على منتجعنا .. منتجع فيرشمان . .مساء .. والجو كعادته .. سماء ملبدة بالغيوم . . ومزن تسح وبلها . . وهواء عبق طلق ..
.
.
زاوية من المنتجع . .
.
.
.
.
وزاوية أخرى . .
.
.
.
,,,,,,,,,,,
وحتى الورقة العاشرة . . لكم أطيب تحية ..
بمان الله . .
,