~
انتهت الجولة الأولى من نزال الكبار بين ميلان الإيطالي وبرشلونة الإسباني، في قمَّة مباريات الدور ربع النهائي من دوري أبطال أوروبا، بالتعادل السلبي، ليبقى باب الاحتمالات مفتوحاً على مصراعيه قبل موقعة الإياب.
مواجهة بطلي الدوري الإيطالي والإسباني، دخلها الثاني وكأنه يلعب على أرضه، فكان المبادر بالهجوم، فيما اضطر الأول للدفاع معتمداً خيار الهجوم المرتد.
وكان غياب محور وسط ميلان الهولندي مارك فان بومل للإيقاف، مؤثراً أكثر من غياب قلب الدفاع البرازيلي المصاب تياغو سيلفا، ذلك أن الفريق الزائر سيطر على منتصف الملعب بوضوح، رغم الجهد السخي من الهولندي المخضرم كلارنس سيدورف ومساندة ماسيمو أمبروسيني.
أما الأرجنتيني خافيير ماسكيرانو فقد كان خير معوِّض لغياب الفرنسي إريك أبيدال، الذي أجرى ليلة المباراة عملية جراحية لزراعة الكبد، وقد حوَّل مدرب برشلونة جوسيب غوارديولا مركز قائد الفريق كارلس بويول في الخط الخلفي ليلعب في مركز أبيدال على الجهة اليسرى، فيما تمركز ماسكيرانو مكان بويول كأحد قلبي الدفاع.
وكانت مباراة اليوم الرابعة عشرة في تاريخ مواجهات الفريقين أوروبياً، فاز ميلان بخمس، وبرشلونة في ست، ووقع التعادل للمرة الثالثة، وهي المواجهة الثالثة بينهما هذا الموسم، بعد أن لعبا في المجموعة الثامنة بالدور الأول فتعادلا ذهاباً في برشلونة (2-2)، وفاز برشلونة (3-2) في ميلانو، كما أنها المرة السابعة التي يلتقيان فيها على ملعب سان سيرو، وكانت الغلبة لبرشلونة بثلاث انتصارات مقابل اثنين لميلان.
وقد حافظ ميلان على سجله الناصع على أرضه في ربع النهائي أوروبياً، إذ لم يخسر أي مباراة خلال هذا الدور على الإطلاق ففاز عشر مرات، وتعادل خمس آخرها اليوم.
فيما لم يتمكّن برشلونة من متابعة انتصاراته على ميلان في سان سيرو، بعد فوزين في ذهاب نصف نهائي 2005-2006 ودور المجموعات هذا الموسم.
فرص ضائعة ..
دخل العملاقان أجواء المباراة دون أي مقدمات، وبعد ضربة البداية بأقدام كاتالونية رافقتها صافرات الجمهور الإيطالي، بدأ الحوار سريعاً مع ضغط متبادل من لاعبي الفريقين، سعياً لقتل المساحات ووأد المحاولات الهجومية في مهدها.
أول جرس إنذار قرعه بطل أوروبا سبع مرات، بتسديدة الغاني كيفن برينس بواتينغ الذي وصلته الكرة بعد ارتباك دفاعي بين البرازيلي دانيال ألفيش والأرجنتيني خافيير ماسيكرانو، لكنها ارتدت من جيرارد بيكيه وعادت أمام السويدي زلاتان إبراهيموفيتش هيأها برأسه للبرازيلي روبينيو دون أي رقابة الذي أطلقها برعونة فوق المرمى (3).
ولم يتأخر رد حامل اللقب، وكان من ركلة مباشرة حاول الأرجنتيني ليونيل ميسي تسديدها لكنه تزحلق فوصلت كأنها تمريرة تابعها المالي سيدو كيتا برأسه بجوار القائم الأيمن (5).
وبعد كرة حائرة بين لاعبي الفريقين على مشارف منطقة جزاء ميلان، مرَّر ألفيش الكرة نحو ميسي فسدَّدها خفيفة لكنها أفلتت من الحارس كريستيان أبياتي وحاول ألفيش متابعتها من مسافة قريبة وشتتها العائد من الإصابة أليساندرو نيستا (9).
ومن ركلة جديدة لبرشلونة على بعد نحو 20 متراً، حركَّها تشافي هرنانديز لسيرجيو بوسكيتس وأنهاها الأخير بينية للتشيلي أليكسس سانشيز الذي تعثَّر وحاول المرور من أبياتي، لكنه سقط مجدداً وسط مطالبة بركلة جزاء (16).
وحصل إبراهيموفيتش على فرصة ذهبية لهز شباك زميله السابق في برشلونة فيكتور فالديز، بعد أن تلقى تمريرة بواتينغ منفرداً سدَّدها أرضية سيطر عليها فالديز بنجاح (20).
وتمكَّن تشافي من اختراق الحصن الدفاعي الإيطالي بسهولة بلعبة ثنائية مع ميسي، أنهاها بتسديدة تألَّق أبياتي في التصدي لها (26)، وعاد تشافي لتهديد مرمى "روسونيري" بعد ثنائية رائعة مع إنييستا لكن التسديدة روَّضها الفرنسي ميكسيس مدافع ميلان لتتهادى بين يدي أبياتي (32).
ولعب لوكا أنتونيني دور المنقذ بعد مطاردته لسانشيز وقطعه للكرة بتدخُّل مثالي لحظة تسديدها داخل منطقة الجزاء (34).
وبعد هجوم مرتد لميلان، غازل سيدورف ذكريات أيام تألقه محاولاً إطلاق تسديدة "أكروباتية" من لمسة واحدة، لكنها جاءت خفيفة في متناول فالديز (37)، ثم أتيحت له فرصة جديدة بتسديدة هيَّأها له روبينيو، أطلقها من قوس منطقة الجزاء وتحوَّلت من قدم كارليس بويول إلى فالديز (40).
شوط الحسابات ..
جاء الشوط الثاني شحيحاً بالفرص المباشرة من الفريقين، فتفوَّق الصراع البدني على الفني، إذ كثُر الالتحام خاصة حول دائرة المنتصف، وكان الضحايا مراراً وتكراراً ميسي وتشافي وسيدورف وبواتينغ وروبينيو، والأخير خرج مصاباً بعد سبع دقائق من انطلاق هذا الشوط.
ويبدو أن كلا الطرفين فكَّر في حسابات المواجهة ككل، والتي ستشهد جولة إياب بعد أسبوع في برشلونة، فبدأ ميلان يُظهر قسوة أكبر في التدخلات الفردية، كما خفَّف برشلونة من اندفاعه الهجومي تجنباً لضربة غير محسوبة من صيادي الفريق اللومباردي.
أوّل اللقطات كانت من "الرسّام" إنييستا بتسديدة من خارج منطقة الجزاء جاورت القائم الأيمن (47)، وهبَّ ميلان هجومياً على مدار عشر دقائق بتحركات مزعجة من إبراهيموفيتش الذي هيَّأ لنوتشيرينو وبواتينغ فرصتين لكنهما كانا تحت سيطرة الدفاع، كما وقع في مصيدة التسلل مرتين.
واختار غوارديولا سحب إنييستا دافعاً بالصاعد كريستيان تيللو (63)، ورد عليه ماسيميليانو أليغري بالدفع بالهولندي أوربي إيمانويلسون (67) مكان بواتينغ، ثم منح الراحة لنيستا الذي استنفذ قواه بين سانشيز وميسي وزجَّ بالجزائري جمال مصباح (75).
وعاد ميسي للظهور بعد غياب بتسديدة خطيرة تصدى لها أمبروسيني وحولها لركنية (77)، لعبها تشافي ودخل عليها بويول برأسية مرت بمحاذاة القائم الأيسر (77).
وكاد البديل تيللو أن يسجِّل بصمته بعد أن تلاعب بأنتونيني لكنه تأخر في التصرف بالكرة، فكانت خبرة أبياتي حاسمة في التعامل مع الموقف (81).
ومن جديد كان ميسي مصدر الخطر بعد أن تخلَّص من رقابة مصباح، وسدَّد كرة أرضية نحو الزاوية البعيدة، لكن أبياتي ظلَّ وفياً للتحدي الذي وجَّهه لميسي بأنه لن يسجل، وأبعد الكرة ببراعة، وقبل أن يتابعها تيللو شتتها أنتونيني في توقيت رائع (87).
وبعد دخوله بديلاً بنحو 35 دقيقة، ظهر إستيفان الشعراوي للمرة الأولى أمام أنظار فالديز لكن محاولته كانت خجولة فمرت الكرة دون تأثير (89).
وكانت آخر المحاولات لكسر التعادل في الوقت بدل الضائع، من تسديدة تشافي المباغتة لكن مصيرها كان خارج المرمى، ليستمر التعادل السلبي "غير المتوقع"، قياساً للأهداف التسعة التي شهدتها مواجهتي الدور الأول، عنواناً "للشوط الأول" من النهائي المبكِّر.