رسالة رثاء من أبا يزيد الحصيني
أشرقت شمس الصيف بلهيبها .. على جبين مُسن ألهب الفقر كبود أولاده من ورائه .. فجعل .. يتسور تلك النخلات الكثيرات .. يجلب منها قوت أولاده.. وهو ديدنه كل يوم .. بل كل سنة ..
مع تلك النخلات التي تعتبر من نوادر نخيل السكري .. من مزارع بريدة المشهور ..
ثم يأتي رجل ليشتري ثمر النخل .. لسنة من السنين قبل إدراكه.. فيرفض صاحب البستان .. ويلح التاجر رغبة .. بندرة الثمرة ومردودها المالي .. فيرفض صاحب البستان.. ويلح التاجر .. فيشترط صاحب البستان على التاجر .. ألا يرد يد مسكين عن .. حفنة تمرات يومه يجلبها دون مسغبة أولاده.. فيوافق.. ويبرم العقد .. شفويا مع صاحب البستان ... ولما بدت طلائع الخير وآتت نخيل المزارع .. أُكلها .. ولمعت وبرقت .. في القلوب قبل العيون .. ونظافة .. وحجما..
وفي صباح يوم يباشر التاجر المزرعة مع عماله .. فيرى رجلان عند نفائس نخيله.. متلثمان متدليان.. يخرفان.. ومضى اليوم على.. خير .. وتتابعت الأيام .. وتتابع معها الرجلان وغيرهما.. فما كان من التاجر .. إلا أن أتى صاحب المزرعة.. على استحياء .. يلغي عقده .. معه .. وما كان من صاحب البستان إلا أن ضحك.. وبارك الخطوة وعرفة بعلمه بالنتائج مسبق...
فأما صاحب البستان فهو الشيخ التاجر أبو المساكين.. رجل بريدة .. الأشهر .. وابنها الأبر .. صالح السلمان رحمه الله رحمة واسعة.. وهذه رواية نقلها لي عمي عبد العزيز الحصيني أمير الشقة سابقا وتردد على ألألسن في مدينة بريدة .
وما كتبت ماد ونت إلا شهادة لله تعالى .. في تأبين النادرة .. واسألوا إن شئتم .. ضيوف المنطقة .. أين يسكنون .. وفي ضيافة من .. بل .. لم تفته شيم العرب حين يباشر أولاده القهوة لضيوفهم .. وقد فتحت عليهم الدنيا ...
واسألوا ضيوف التعليم .وضيوف الرياضة بمنطقة القصيم وضيوف المنطقة قاطبة . فربما عرفوا قصره يرحمه الله أكثر من الفنادق..
والدي الشيخ أبا سليمان لقد فقدتك بريدة وعوائلها قاطبة بل لقد فقدك وطني الحبيب..
فقولوا معي .. رحمك الله يا صالح السلمان ..
أبنكم : محمد بن علي بن محمد الحصيني .... بريطانيا. . لندن