التعاون والرائد أو الرائد والتعاون قطبان جماهيريان كانا والى وقت قريب يشكلان هاجسا كبير لكل الفرق التي تلعب امامهما فضلا عن أن لقاءهما سويا يعد من اشهر الديربيات على مستوى المدن السعودية. في الفترة الأخيرة ذهبت هيبة الفريقين واصبحا استراحة مرور لكل الفرق المنافسة حيث بات يهددهما شبح الهبوط الى دوري الدرجة الثانية. «الرياضية» ومن خلال هذا التقرير تحاول الاجابة على عدد من الاسئلة التي تدور في مخيلة الرياضيين المتتبعين لحال الفريقين على مستوى السعودية أوعلى مستوى القصيم.
سوء الادارة
وبمراجعة سريعة للأحداث التي مرت على الناديين في السنوات العشر الأخيرة نجد أنهما شهدا سوءا في الادارة وتقاعسا واضحا من قبل اعضاء الشرف ولاعبين بدون أي حماس. فادارات الناديين في المواسم العشرة الأخيرة اتسم معظمها بالدكتاتورية. فالرئيس هو المنفرد بالقرار في أغلب الاحيان وهو الوحيد الذي يعلم ما لايعلمه بقية أعضاء مجلس الأدارة الامر الذي كان دافعا رئيسيا لتدهور كرة القدم وبقية المناشط التي كان يمتاز بها الناديان. فمن منا لا يتذكر طائرة التعاون والرائد، ومن منا لا يتذكر يد التعاون ويد الرائد، ومن منا لايتذكر فرق الملاكمة والمصارعة والدراجات والعاب القوى فغياب هذه الالعاب من الناديين كانت البداية لهجر الكثير من العشاق سواء كانوا لاعبين أو اداريين او جماهير بعد ان كانوا يمثلون شعلة في مقر الناديين في كل مساء. هذا الانفراد باتخاذ القرار من بعض الرؤساء الذين مروا على الناديين اوجد معارضين في شكل احزاب وتكتلات تسعى للاطاحة بصاحب القرار بما زاد الأمر تشعبا وسوءا، خاصة وان تلك التكتلات لم تنشأ من أجل مصلحة الناديين بل بحثا عن مصالحهم ومن هنا كانت بداية الانحدار بالنسبة للناديين حتى وصلا الى ما وصلا اليه الآن من صراع على البقاء!. الاحزاب والتكتلات التي نشأت اصبحت تحاول وتقاتل من أجل اسقاط الرئيس. واسقاط الرئيس لا يأتي الا باسقاط الفريق الأول لكرة القدم. ولذلك كثرت الهزائم. وتخلف النجوم. وذهبت الروح وتمزقت الشباك وتحول الاسد الى نعامه!
غياب الشرفيين
غياب اعضاء الشرف من الاسباب التي أدت الى انهيار الناديين، ففي سابق السنوات كان هناك اعضاء شرف لهم ثقلهم وكلمتهم ودعمهم المادي والمعنوي وكانوا من الأسباب المؤثرة ايجابيا في تطور العاب الناديين. أما الآن وفي السنوات الأخيرة تفرق الشرفيون وابتعد المخلصون والسبب هو تهميشهم من قبل ادارات الناديين. لذلك لم يبق من أعضاء الشرف المؤثرين الا القلة التي تحاول أن تعيد الأمور الى نصابها مثل فهد المحيميد والراشد والحبيب لكن اليد الواحدة لا تصفق.
احتجاب القاعدة
في سنوات طويلة مضت كان التعاون والرائد معينا لا ينضب من النجوم، حيث أن قاعدة الفريقين كانت تفرخ سنويا الكثير من النجوم للشباب والفريق الأول، لكن هذه القاعدة اختفت بعد أن غاب عنها الاهتمام الاداري وأصبح الناديان يعتمدان على لاعبين من خارج المنطقة رغم نجومية البعض منهم ولكن ماذا تفعل النجومية اذا ما فقد الولاء؟! فما كان يميز لاعبي التعاون والرائد قديما الولاء والاخلاص لشعار النادي فكان اللاعب سابقا يحرث الملعب طوال تسعين دقيقة وعند الهزيمة تجد دموعه تتساقط حزنا والما على ذلك. والمتابع لاداء الفريقين حاليا لا يرى فيه أي أخلاص حتى أن روح أبناء بريدة انعدمت من الفريقين بعد أن تقاطر عليها لاعبو المادة الذين يرفعون شعار (ادفعوا لي والا لن اشارك)! ونجد بعضهم يجد الدلال وتنفيذ المطالب وعندما يشارك في المباراة لا نرى أي مردود ايجابي على الفريقين.
البلدية و المأساة
وعندما نذكر اسباب انهيار الناديين يجب أن لاننسى أن لبلدية بريدة التي أصبحت امانة في الوقت الحالي دورا كبير في اختفاء النجوم الشابة من بريدة. ففي سنوات مضت كانت ملاعب الحواري تقدم للتعاون والرائد الكثير من النجوم بواسطة كشافي الناديين الذين يصطادونهم عصر كل يوم في ملاعب الحواري المنتشرة في ارجاء بريدة. أما الآن فقد ذهبت تلك الملاعب العريقة بعد أن قامت البلدية بتخطيطها واصبحت مواقع تجارية وسكنية من غير أن يتم توفير البديل والسؤال هنا لماذا لم تقم البلدية بإنشاء ملاعب للشباب مثلما نرى في كثير من المناطق، وقد يرفض البعض تحميل البلدية مسئولية ملاعب الحواري ولكنها الحقيقة وكل من تسبب في انهيار عملاقي القصيم وبريدة التعاون والرائد يجب أن يتحمل مسئوليته.
الحلول والمستقبل
وبعد أن وقع الفاس في الرأس وأصبح الهبوط وشيكا لاحدهما او كليهما يجب أن لا يكون ما حصل هو المسمار الأخير الذي يدق في النعش. فالهبوط إن حدث لا سمح الله لاحدهما فليس هو نهاية المطاف والمستقبل قد يكون اخضرا سواء لمن سيهبط أو من سيبقى وذلك بحسن التخطيط للموسم المقبل والمواسم التي تليه وذلك بانشاء مدارس للبراعم تحت اشراف طاقم تدريبي متخصص فالقاعدة هي الأهم وهي الأساس وهي المستقبل بجانب الاعتماد على أبناء بريدة والقصيم فقط وعدم جلب أي لاعبين من الخارج فالاخلاص والولاء هو الروح وهو نصف المستوى اذا ما نبذت الخلافات وانهيت الاحزاب التي كانت تنهش في جسد الناديين، يجب الوقوف ضد كل من يبحث عن مصلحته وطرده من النادي نهائيا والتشهير به وبما يفعله وتنظيم اكثر من دوري للحواري على ملاعب الناديين وتشجيع فرق الحواري للتدريب في ملاعب الناديين خاصة في موسم رمضان واقامة اجتماع شهري منتظم يجمع كل أعضاء الشرف بغرض الدعم المادي أو الدعم المعنوي واطلاعهم على احوال واخبارالنادي اولا بأول. وعندما يتفق أعضاء الشرف واذا ما اتفق رجالات التعاون والرائد وعادوا لأنديتهم كما كانوا في السابق ستعود الحياة من جديد الى اجساد الاحمر والاصفر المريضة.
منقووووول
العرض العادي
